الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون الأميركيون... الأكثر تسامحاً

27 أغسطس 2011 23:11
الدكتور مقتدر خان أستاذ مشارك بجامعة ديلاوير تنقل دراسة سطحية للتغطية الإعلامية خلال السنتين الماضيتين صورة مضللة حول حالة المسلمين الأميركيين وعلاقتهم مع بقية الأمة الأميركية. وقد تضررت صورة المسلمين الأميركيين نسبيّاً بسبب كل من الهجمة الرهيبة على قاعدة "فورت هود" من قبل الرائد نضال مالك حسن، ومحاولة تفجير ميدان "تايمز سكوير" في يونيو 2010، وأيضاً بفعل حملة اللغو المزعجة والعمل الناشط من قبل القوى المعادية للإسلام، هذا علاوة على الاستهداف المستمر للإسلام والمسلمين من قبل بعض السياسيين المحافظين والشخصيات الإعلامية اليمينية المتطرفة. ولكن على العكس تماماً، توفر استطلاعات رأي ودراسات أجريت مؤخراً صورة أكثر تعقيداً وتفاؤلاً حول الواقع المسلم الأميركي، خاصة عندما يعود الأمر إلى ثلاث من القضايا التي يكثر الحديث عنها: التطرف، ووجهات نظر المسلمين الأميركيين، والتسامح الديني. وتظهر دراسة أجرتها وزارة العدل الأميركية حول التطرف الإسلامي في أميركا عام 2010، وأجراها باحثون من جامعتين في كارولينا الشمالية، أن أعمال الإرهاب التي يرتكبها مسلمون أميركيون منخفضة بشكل مثير للدهشة. وقد عزا الباحثون هذا العدد المنخفض إلى الجهود المضادة للتطرف التي تبذلها جاليات مسلمة متنوعة ومساجد في الولايات المتحدة. وهذه الدراسة المعمقة تطمئن وكالات إنفاذ القانون إلى أن الخوف من التطرف الإسلامي في أميركا مبالغ فيه، وتبرز كذلك واقع أن المساجد الأميركية تعتبر حليفاً في النضال ضد التطرف وليست سبباً فيه، كما يصرّ بعض جهابذة اليمينيين والسياسيين المتعصبين ضد الإسلام والمسلمين. وفيما يتعلق بسؤال: كيف يرى المسلمون الأميركيون أميركا؟ هناك أيضاً ما يثير الدهشة أكثر، حيث تكشف دراسة أخرى عنوانها "المسلمون الأميركيون: العقيدة والحرية والمستقبل" وقد تمت ضمن استطلاع لعينة كبيرة أجريت عبر فترة سنتين من قبل مركز "غالوب"، أن المسلمين الأميركيين، أكثر من أفراد أية جالية أخرى، يرون أنهم "مزدهرون في أميركا". وهذه حالة مثيرة للإعجاب بالنسبة لجالية تتعرض لتفحّص وانتباه شديدين من قبل الإعلام وهيئات تطبيق القانون بل والكونجرس الأميركي نفسه. ويبدو أنه لا الاقتصاد السيئ ولا السياسة البغيضة قادران على زعزعة ثقة المسلمين الأميركيين في بلادهم أميركا. ويدعم ثمانية من كل عشرة مسلمين أميركيين الرئيس أوباما، كما يملك المسلمون الأميركيون ثقة هي الأكبر في نزاهة النظام السياسي الأميركي، مقارنة بأية جالية دينية أخرى. ولكن ربما تكون الاستنتاجات حول التسامح الديني توفر هي أيضاً أفضل الأسباب للتفاؤل، فقد وجد تقرير "غالوب" أن المسلمين الأميركيين -ومعهم طائفة المورمون- هم الجماعة الدينية الأكثر تسامحاً. ولا يشعر سوى 8 في المئة من المسلمين الأميركيين بأنهم معزولون عن الديانات الأخرى، بينما يشعر 92 في المئة منهم بأنهم "متسامحون" أو "متسامحون أو متقبلون" للديانات الأخرى. وأعتقد أن هذا الاحترام الكبير للتعددية هو في الواقع انعكاس لاحترام كبير للدين نفسه، لدى المسلمين الذين يعطون أهمية كبيرة لدينهم. وكم آمل أن يقرأ أولئك الأميركيون الذين يتم تضليلهم من قبل ما يسمى بـ"مبادرات معاداة الشريعة" في الولايات المتحدة هذا التقرير، فهو يلقي شكوكاً خطيرة على التأكيدات بأن المسلمين، أعضاء المجتمع الأكثر تسامحاً في أميركا، يسعون لفرض عقيدتهم على الآخرين. وأخيراً، هناك قصة فرعية مثيرة للاهتمام في هذا التقرير، خاصة بالنسبة لبعض المسلمين الذين يعتقدون أن جميع اليهود يستهدفون الإسلام والمسلمين. فبناءً على نتائج استطلاع "غالوب"، يدرك اليهود الأميركيون، أكثر من أي مجموعة أخرى، الرهاب الإسلامي السائد والتحامل ضد المسلمين في أميركا. وفي الحقيقة، يقتنع 80 في المئة من اليهود الأميركيين، بالإضافة إلى المسلمين الأميركيين (93 في المئة)، بأن المسلمين الأميركيين يكنون الولاء لأميركا. ومن بين جميع الجاليات الدينية، فإن اليهود الأميركيين هم الأقل احتمالاً لأن يعتقدوا بأن المسلمين الأميركيين قد يتعاطفون مع تنظيم "القاعدة". ويتبنى كل من المسلمين واليهود في أميركا كذلك وجهات نظر متماثلة حول النزاع العربي الإسرائيلي. ويدعم 78 في المئة من اليهود و81 في المئة من المسلمين رؤية دولة فلسطينية. وآمل أن تعطي هذه النتائج دفعة إضافية للحوار المسلم اليهودي والعلاقات بين الجاليتين في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي نتعمّق فيه في التفكير بمأساة الحادي عشر من سبتمبر ونتائجها، آمل أن نسمح للحقائق والواقع بأن تشكل تفكيرنا ونرفض جميعاً مثل ذلك التحريض القاتم الذي أدى إلى مأساة النرويج. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©