الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة المجاعة... أسباب الحصيلة الهزيلة

27 أغسطس 2011 23:03
أوسيام موليفي كيب تاون - جنوب أفريقيا كان رؤساء الصومال، وجيبوتي، وغينيا الاستوائية، وإثيوبيا، هم فقط الحاضرون في مؤتمر الاتحاد الأفريقي -الذي طال انتظاره- المخصص لتقديم التعهدات اللازمة للتخفيف من وطأة كارثة المجاعة في القرن الأفريقي. وفي بيان صحفي قالت مصادر الاتحاد إنه قد أمكن جمع ما يزيد عن 378 مليون دولار منها 20 مليون دولار في صورة مساعدات عينية. وقد أثنى "جيري رولنجز" الرئيس السابق لغانا على المؤتمر، الذي قال إنه قد وجه رسالة للعالم مؤداها "أننا قادرون على مساعدة أنفسنا". وحاجة أفريقيا لأن تتولى شؤونها بنفسها، والتي عبر عنها بإيجاز رائع شعار "الحل الأفريقي للمشكلات الأفريقية"، تحولت لتصبح نداءً موحِّداً للزعماء الأفارقة هذه الأيام، وتوبيخاً في الآن ذاته للدول الغربية الأغنى لتخليها عن مساعدة شعوب القارة في هذا الظرف العصيب. وتعد جنوب أفريقيا من بين أعلى الدول الأفريقية صوتاً في الدعوة إلى حلول أفريقية، أو حلول بقيادة أفريقية، والأكثر انتقاداً للتدخل الغربي في الأزمات الأفريقية من ساحل العاج إلى ليبيا. ولكن الاستجابة الضئيلة نسبيّاً لمأساة القرن الأفريقي، التي بلغ مجموع المنح المقدمة من دول الاتحاد الإفريقي من أجلها 65 مليون دولار -جاء المبلغ الباقي من بنك التنمية الأفريقي الممول من الأمم المتحدة والموجود مقره في تونس- تطرح أسئلة عن مدى جدية القادة الأفارقة في ترجمة أقوالهم الطموحة إلى أفعال. يشار من باب الاستطراد إلى أن بنك التنمية الأفريقي يستلم تمويلاً من 53 من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ومن بعض الدول الأغنى في العالم مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، والصين، وألمانيا، وفرنسا.. وأن الصومال قد رحبت بالأموال التي تعهد بها المجتمعون في اجتماع الاتحاد الأفريقي من أجل التخفيف من وطأة المجاعة التي يعاني منها شعبها. وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا "كلايسون مونييلا" إنه ليس في وضع يسمح له بالتعليق على المبلغ الذي تعهدت جنوب أفريقيا بدفعه، ولكنه أشار إلى أن جنوب أفريقيا قد تبرعت بـثمانية ملايين راند (عملتها الرسمية) أي ما يعادل 1.2 مليون دولار، كما قدمت أشكالًا أخرى من الدعم لمنظمة "هدية المانحين"، وهي منظمة غير حكومية قامت بتجميع منح من المواطنين ورجال الأعمال الجنوب أفريقيين. وقال "جون أكوكاباري" الباحث المتخصص في شؤون أفريقيا، بجامعة كيب تاون، إن أجندة الاتحاد الأفريقي المتعلقة بشعار "حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية"، ظلت مجرد حبر على الورق حتى الآن. وأضاف "أكوكاباري" إن الافتقار إلى المال هو السبب الأول في ذلك، على رغم الموارد الوفيرة في القارة، وإن التعهدات الضئيلة نسبيّاً التي تعهدت بها الدول المشاركة في الاجتماع، الذي عقد هذا الأسبوع تصور ذلك بوضوح. وقال "أكوكاباري" أيضاً إنه في حين أن الاتحاد الأفريقي يطمح لقيادة الحملة الرامية لحل مشكلات القارة، إلى أن الجميع بما فيهم الولايات المتحدة، والمنظمة الأممية، يعرفون جيداً أنه - الاتحاد- يفتقر إلى القدرة، ولذلك فإنه عادة ما يتم تجاهله في هكذا أمور. وعلى رغم ذلك، يدفع الاتحاد الأفريقي، وبعض أعضائه من أجل دور أفريقي أكبر على المسرح الدولي، وخصوصاً في الجهود الرامية للتوسط من أجل التوصل لحلول للأزمات السياسية المشتعلة في القارة مثل الحرب الأهلية التي اندلعت منذ فترة في ساحل العاج، والصراع الدائر حاليّاً في ليبيا. وفي أزمة ساحل العاج اتهم تابو مبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، ووسيط الاتحاد الأفريقي من أجل حل تلك الأزمة، فرنسا بانتهاج سياسات استعمارية، ودفع من أجل التوصل لتسوية متفاوض عليها في التقرير الذي رفعه للأمين العام للاتحاد الأفريقي. ولكن دور "مبيكي" تم تجاهله مع ذلك إلى حد كبير، حيث قامت فرنسا بتقديم دعم كبير لقوات الحسن واتارا الذي تمكن في النهاية من أسر لوران باجبو وتولي الرئاسة. وفي ليبيا حيث تقوم الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في مجلس الأمن منذ شهور بتنفيذ قرار المجلس بفرض منطقة لحظر الطيران في الأجواء الليبية، تم إبعاد وفد من الاتحاد الأفريقي كان يريد عقد اجتماع مع العقيد القذافي والمجلس الوطني الانتقالي. ومرة أخرى، كان وسيط الاتحاد الأفريقي المعين للتوسط في الأزمة، هو جنوب أفريقيا ممثلة في رئيسها جاكوب زوما، الذي حث على التوصل لاتفاقية بين الطرفين من خلال المفاوضات. يشار إلى أن جنوب أفريقيا باعتبارها دولة غير عضو في مجلس الأمن الدولي، كانت قد صوتت بالموافقة على قرار المجلس بفرض منطقة حظر طيران على أساس أن فرض تلك المنطقة سيحول دون استخدام القوات المسلحة ضد المحتجين من المدنيين العزل. وفيما بعد اشتكت جنوب أفريقيا من أن "الناتو" ودولاً أخرى مثل فرنسا، وإيطاليا، قد تخطوا حدود القرار الأصلي الصادر عن مجلس الأمن، وكانوا يدعمون الثوار، الذين نجحوا في خاتمة المطاف في وضع نهاية لحكم القذافي في ليبيا. ومع ذلك، وبالنسبة للمدافعين عن الحل الأفريقي للمشكلات الأفريقية، تمثل تحديات اليوم علامة واضحة على أن الأفارقة بحاجة إلى الدفع بقوة من أجل الحصول على حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم. وفي محاضرة أمام طلاب جامعة "ستيلينبوش" في جنوب أفريقيا يوم الجمعة الماضي، قال تابو مبيكي إن شعار "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية"، لن يتحقق أبداً على أرض الواقع، من دون تغير في الذهنية بشأن قدرات أفريقيا، سواء من جانب الأفارقة والمجتمع الدولي. وطلب "مبيكي" في محاضرته الطلاب بتحدي الإدراكات القائمة بشأن ما تقدر أفريقيا على القيام به بالفعل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©