الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
27 أغسطس 2011 23:37
كان سديدُ الملك، وهو أول من ملك قلعة شَيْزَر من بني منقذ، موصوفاً بقوة الفطنة. وتنقل عنه حكاية عجيبة، وهي أنه كان يتردد إلى حلب قبل تملكه شيزر، وصاحب حلب يومئذ تاج الملوك محمود بن صالح بن مرداس. فجرى أمر خاف سديد الملك على نفسه منه، فخرج من حلب إلى طرابلس الشام. فتقدّم محمود بن صالح إلى كاتبه أن يكتب إلى سديد الملك كتاباً يتشوّقه ويستدعيه إليه، ففهم الكاتب أنه يقصد له شرّاً، وكان صديقاً لسديد الملك، فكتب الكاتب كما أُمِر إلى أن بلغ إلى (إن شاء الله تعالى)، فشدَّد النون وفتحها. فلما وصل الكتاب إلى سديد الملك عرضه على من بمجلسه من خواصه، فاستحسنوا عبارة الكتاب، واستعظموا ما فيه من رغبة محمود فيه وإيثاره لقربه. فقال سديد الملك: إني أرى في الكتاب ما لا تَروْن. ثم أجابه عن الكتاب بما اقتضاه الحال، وكتب في جملة الكتاب: (أنا الخادم المقر بالإنعام)، وكسر الهمزة من أنا، وشدَّد النون. فلما وصل الكتاب إلى محمود، ووقف عليه الكتاب، سُرَّ الكاتب بما فيه، وقال لأصدقائه: قد علمتُ أن الذي كتبتُه لا يخفى على سديد الملك، وقد أجاب بما طَيَّبَ نفسي. وكان الكاتب قد قصد قول الله تعالى: (إِنَّ المَلَأَ يأتمرون بك ليقتلوك)، فأجاب سديد الملك بقوله تعالى: (إِنَّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها)! الفِطْنَةُ: كالفهم، والفِطْنَة ضِدُّ الغَباوة. ورجل فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وقد فَطَنَ لهذا الأَمر، بالفتح، يَفْطُنُ فِطْنَة وفَطُنَ فَطْناً وفَطَناً، وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية، فهو فاطِنٌ له وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة، وقد فَطِنَ، بالكسر، فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً، والجمع فُطْنٌ، والأُنثى فَطِنَة. قال أبو جعفر الشيباني:أتانا يوماً أبو ميّاس الشاعر ونحن في جماعة فقال: ما أنتم فيه وما تتذاكرون؟ قلنا: نذكر الزمان وفساده. قال: كلا، إنما الزمان وعاء، وما ألقي فيه من خير أو شر كان على حاله. ثم أنشد: أرى حُللاً تصــانُ علـى أنـاسٍ ... وأخلاقـــــاً تُداس ولا تُصانُ يقولون الزمــان بــه فســـادٌ .... وهم فسدوا وما فسَدَ الزمانُ الشافعي: إن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعـــله ... ليس الفقيهُ بنطقـه ومقالهِ وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ... ليس الرئيـسُ بقومــه ورجالهِ وكذا الغني هـو الغني بحالـــه ... ليس الغــــني بملكه وبمالهِ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©