استطلاعات الرأي ترشح رونالدو للقب الأفضل في أوروبا

عقب كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن أسماء الثلاثي المرشح للقب أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2011 – 2012 ، والمكون من كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وأندريس إنييستا، انبرت المواقع الرسمية للصحف الإسبانية، وخاصة المدريدية لإطلاق استطلاعات الرأي الجماهيرية، لقياس نبض الشارع الكروي ومعرفة آراء الجماهير في الصراع الملتهب والمثير بين الثلاثي المذكور. كان التفوق لرونالدو بصورة واضحة، وفقاً لاستطلاع صحيفة “آس”، كما نجح في تحقيق هامش تفوق معقول على ميسي وفقاً لاستطلاع صحيفة “ماركا”، حيث يستأثر رونالدو بإنجاز الفوز بالدوري الإسباني مع الريال، وإنهاء سطوة البارسا على اللقب، كما أنه نجح في تسجيل 46 هدفاً في 38 مباراة بالليجا، ووصل عدد أهدافه في جميع البطولات خلال الموسم المنتهي إلى 60 هدفاً سجلها في 55 مباراة، وقدم”سي آر 7” مستويات جيدة في يورو 2012 مع المنتخب البرتغالي. وبدوره نجح ميسي في الفوز مع البارسا بكأس الملك الاسباني، كما حصل على لقب هداف الليجا برصيد 50 هدفاً أحرزها خلال 37 مباراة، كما سجل رقماً قياسياً تهديفياً جديداً خلال الموسم المنتهي، حيث أحرز 73 هدفاً في 60 مباراة بجميع البطولات، ويضاف إلى ذلك نجاحه في الظفر بلقب هداف دوري الأبطال الأوروبي للمرة الرابعة برصيد 14 هدفاً، في حين يشاركه إنييستا في إنجاز الفوز بلقب كأس الملك،ـ ولكن النجم الإسباني أضاف لنفسه ولمنتخب بلاده إنجازاً آخر أكثر أهمية، وهو الفوز بلقب يورو 2012، كما نجح في انتزاع لقب أفضل لاعب في البطولة القارية. بالعودة إلى تفاصيل استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة “ماركا” فقد صوت أكثر من 35 ألف شخص عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة المدريدية، وجاء رونالدو في المرتبة الأولى بحصوله على أكثر من 17 ألف صوتاً بنسبة 46.6 %، وحل ميسي ثانياً في الصراع على لقب أفضل لاعب أوروبي خلف النجم البرتغالي بحصول على عدد أصوات بلغ 15 ألفاً وبنسبة 42.4 %، وهو ما يؤكد أن الجماهير لديها شغف كبير بالصراع الساخن بين رونالدو ميسي، مما يجعل من الطرف الثالث في الصراع على اللقب أكثر المتضررين من سخونة المنافسة بين النجمين الكبيرين، فالجماهير والإعلام لا يهتمان إلا بنجم الملكي وساحر البارسا. والدليل على ذلك أن إنييستا المتوج بلقب أفضل لاعب في يورو 2012، حصل في استطلاع الرأي على المرتبة الثالثة وبفارق كبير عن النجمين البرتغالي والأرجنتيني، حيث حصل على 4 آلاف صوت بنسبة 11.2 % . أما استطلاع صحيفة “آس” المدريدية أيضاً، فقد شارك به 116 ألف شخص، مما يجعله الأكبر من نوعه حتى الآن، وحصل رونالدو على الصدارة في هذا التصويت بنسبة 45 %، فيما جاء ميسي ثانياً بحصوله على 31 % ، واستقر إنييستا ثالثاً بحصوله 23 % من الأصوات، وسوف يتم الإعلان عن اسم اللاعب المتوج باللقب في موناكو بحلول الـ 30 من أغسطس الجاري ليزامن مع إقامة كأس السوبر الأوروبي. ويتصارع النجوم الثلاثة في الدوري الإسباني، ومع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة الدوري، يبقى عشاق الليجا متيقنين من أن البطولة انقسمت إلى قسمين، فريال مدريد وبرشلونة يغردان خارج السرب، ويخوضان نزالا ثنائيا على القمة لا ثالث لهما، فيما يتمسك البعض ببصيص أمل في التغيير، وأن يحمل الكأس فريق آخر لا يرتدي ألوان “الميرينجي” أو “البلاوجرانا”. فعلى مدار المواسم الثمانية الأخيرة، كان اللقب منحصرا بين القطبين الغريمين (خمسة للبرسا وثلاثة للريال)، وكان آخر من تجرأ للإطاحة بهما هو فالنسيا في موسم 2003-2004 حين أحرز لقبه المحلي الأخير. وخلال تلك المواسم الثمانية اتسعت الفجوة بشدة، فكان المركزان الأول والثاني محجوزين لممثلي العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا، باستثناء موسم 2007-2008 (ريال مدريد البطل، وفياريال الوصيف). وعلى مدار المواسم الـ 28 الأخيرة، أي بعد أن ظفر أثلتيك بلباو بلقبي ليجا متتاليتين موسمي (1982-1983 و1983-1984)، احتكر الريال والبرسا 24 لقبا، مع وجود أربع استثناءات، حين توج فالنسيا بالكأس موسمي (2001-2002 و2003-2004)، وديبورتيفو لاكورونيا (1999-2000) وأتلتيكو مدريد (1995-1996). ولا تنقطع المتعة عن الدوري الإسباني، حتى لو كانت هوية البطل معروفة مسبقا، فهناك عدد من أندية الليجا لو قدر لها المشاركة في أي دوري آخر لتمكنوا من المنافسة على لقبه بشكل أكثر سهولة، وعلى رأسها فالنسيا وأتلتيكو مدريد وإشبيلية وأثلتيك بلباو، ولكن حظها العاثر أوقعها تحت قبضة أقوى ناديين في العالم، فلو قدر أيضا لهما أن ينتقلا إلى أي دوري آخر في العالم مهما بلغت قوته، لاحتكرا أيضا المركزين الأول والثاني، لا سيما في حالتهما المذهلة على الصعيدين الفني والاقتصادي. ولكن مع استحالة تطبيق هذا الاحتمال على أرض الواقع، فإن الأمل يبقى معلقا على فرسان الرهان: فالنسيا، أتلتيكو مدريد، إشبيلية، أثلتيك بلباو لتحقيق معجزة في الموسم المقبل، إن لم تكن الفوز بالبطولة فالوصول إلى مركز الوصافة.