الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إندونيسيا.. كيف تتعامل مع ترامب؟

7 فبراير 2017 22:43
يبدو أن البداية الصاخبة لرئاسة دونالد ترامب زجت إندونيسيا في وضع صعب بشكل كبير، فالمسؤولون في تلك الدولة، الحليفة التقليدية للولايات المتحدة، أدلوا بتصريحات متضاربة حول سياسات الهجرة الجديدة التي تبناها ترامب، وهو ما دفع بعض المحللين للإشارة إلى أن الحكومة ترغب في إبداء معارضتها للقواعد من دون أن تثير مواجهة غير مرغوبة مع الرئيس الأميركي الذي لا يمكن التنبؤ بتوقعاته. وبمجرد دخول الأمر التنفيذي الذي حظر سفر مواطني سبع دول حيز التنفيذ، أكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية «ريتنو مارسودي»، أن إندونيسيا، وهي ليست من بين تلك الدول، «تشعر بعميق الأسف إزاء هذه السياسات». وفي وقت لاحق، قال الرئيس «جوكو ويدودو»، المعروف بـ«جوكوي»: «إننا غير متأثرين بتلك السياسات، فلم القلق؟»، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسمه، مضيفاً: «إن (ويدودو) تأكد من أن سياسات الرئيس الأميركي لن يكون لها تأثير على المواطنين الإندونيسيين، ومن ثم طلب من الشعب التزام الهدوء». وبصفتها أكبر دولة في جنوب شرق آسيا، بجزرها الـ17 ألفاً التي تمتد على مساحة 735.358 ميلاً مربعاً، تعتبر إندونيسيا في وسط الصراعات المحتملة بين الولايات المتحدة والصين، القوة الصاعدة في المنطقة، خصوصاً في ضوء التوترات ذات الصلة بالتجارة أو بحر الصين الجنوبي. وبصفتها أكبر دولة من حيث تعداد السكان المسلمين، وديموقراطية علمانية، فإنها تحاول الموازنة بين تحالفاتها الغربية وتضامنها مع العالم الإسلامي. بيد أن الأسابيع الأولى المثيرة للقلق في إدارة ترامب جعلت ذلك التوازن أكثر صعوبة بكثير، ومن الممكن أن يفضي أي انزلاق إلى التحول بعيداً عن الولايات المتحدة. واستبعدت «كريستين سوزانا تجهين»، باحثة في السياسات الخارجية لدى مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية» في جاكرتا، أن تتخذ حكومة «ويدودو» أي موقف حاسم بشكل كبير تجاه حظر المسلمين في الوقت الراهن، مضيفة: «إن ويدودو ليست شخصية تميل إلى المواجهة، وأن أية معركة مع ترامب لن تعتبر مثمرة». ونوّهت «تجهين» إلى أن من بين الاحتمالات الأخرى تصعيد أميركي للتوترات مع الصين أو تحرك أكبر نحو الحمائية، على نحو يهدد توازن القوى الإقليمي. وتابعت: «بينما لم تعد عدم إمكانية توقع ترامب وقدرته على قول وفعل أي شيء مفاجأة، فإن إندونيسيا تنتهج بالفعل سياسة الترقب والحذر». وتقوم «منظمة ترامب» بأعمال تجارية في إندونيسيا، رابع أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان، وحضر رجل الأعمال المحلي «هاري تانوسيوديبجو» حفل تنصيب ترامب. وهنّأ «ويدودو» الرئيس الأميركي علناً على فوزه. غير أنه في اليوم الذي تحدثت فيه وزيرة الخارجية، انتشرت الأخبار حول اختلاف حدث بلا داعٍ بين الولايات المتحدة وأستراليا، جارة إندونيسيا وحليفتها. ولأنه من الممكن أن تنزلق حكومتان صديقتان من دون قصد إلى خلافات علانية، فربما أن المسؤولين الإندونيسيين يعتقدون الآن الاستراتيجية المثلى هي محاولة تفادي جذب انتباه الرئيس الجديد، بينما تأمل في أن تبقى سالمة. وتشير «ناتالي سامبهي»، الباحثة لدى مركز «بيرث يو إس آسيا» في أستراليا، والمتخصصة في الشؤون الإندونيسية والجيوسياسية، إلى أن من بين دول جنوب شرق آسيا، تعتبر إندونيسيا بشكل أو بآخر في وسط دوائر النفوذ الأميركية والصينية، إذ تتطلع في كثير من الأحيان إلى واشنطن فيما يتعلق بالتعاون الأمني، وإلى بكين بصفتها شريكاً تجارياً. وأضافت «سامبهي»: «في الوقت الراهن ثمة نزاع بين الرغبة في العمل بشكل بناء، والتمتع بعلاقة طيبة مع إدارة ترامب، والتأكد من حماية هويتها كدولة مسلمة»، منوّهة إلى أنه إذا لم تصبح لترامب شعبية حقيقية في إندونيسيا، فقد يكون من الصعب على الحكومة إحراز أي تقدم في علاقاتها مع الولايات المتحدة. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©