الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء بالدولة

يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء بالدولة
27 أغسطس 2011 23:30
هل تندب النوافل للمسافر أم أن الأفضل له تركها؟ الإجابة اعلم فقهنا الله وإياك في الدين وتقبل منا ومنك صالح العمل أنَّ المسافر إن وجد نشاطاً لصلاة النافلة فيستحب له أن يصليها، ولا ينبغي أن يترك النافلة لمجرد أنه مسافر، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصلي النافلة على راحلته ولم ينه عن الصلاة في السفر فيما علمنا، فحكم التنفل باق على أصله وترك التنفل عند التعب جار على أصل يسر الشريعة أيضاً، وفي المدونة: «قَالَ مَالِكٌ: يَتَنَفَّلُ الرَّجُلُ فِي السَّفَرِ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا عَلَى دَابَّتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ عَلَى الْأَرْضِ يَتَنَفَّلُ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فِي السَّفَرِ»اهـ، والله تعالى أعلم. أريد أن أعرف حكم الأبراج ، فأنا سمعت بأنها حرام، ولكن رأيتها منتشرة في المواقع والمنتديات، وكنت انتبه إلى أنها حرام، ولكن في بعض المواقع يكتبون هذا الكلام «تحليل الشخصية هذا لا يعتمد على الفلك والتنجيم وإنما على دراسة الصفات والسلوك لأصحاب الأبراج؛ لذلك لا تجد هنا توقعاً للمستقبل، فالمستقبل لا يعلمه إلا الله (سبحانه وتعالى). أردت الحكم والإفادة، وشكراً. اعلم أن هذه الأبراج التي تنتشر في بعض المجلات والمنتديات ومواقع الإنترنت وتزعم أنها تخبر عن حظ الإنسان وغير ذلك، هي من الكهانة، والكهانة حرام. قال الإمام الخرشي المالكي رحمه الله في شرحه: (قَوْلُهُ: لَا بِمُنَجِّمٍ)، هُوَ الْحَاسِبُ الَّذِي يَحْسُبُ قَوْسَ الْهِلَالِ وَنُورَهُ، وَالْكَاهِنُ هُوَ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْ الْأُمُورِ الْمُسْتَقْبَلَةِ، وَالْعَرَّافُ هُوَ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْ الْأُمُورِ الْمَاضِيَةِ، أَوْ الْمَسْرُوقِ، أَوْ الضَّالِّ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.اهـ وقال الإمام الخطيب الشربيني رحمه الله في مغني المحتاج: وَالْكَاهِنُ: مَنْ يُخْبِرُ بِوَاسِطَةِ النَّجْمِ عَنْ الْمُغَيَّبَاتِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، بِخِلَافِ الْعَرَّافِ: فَإِنَّهُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْ الْمُغَيَّبَاتِ الْوَاقِعَةِ كَعَيْنِ السَّارِقِ وَمَكَانِ الْمَسْرُوقِ وَالضَّالَّةِ. فلا يجوز للمسلم أن يقرأها أو يصدقها، ولا نعلم لها مستنداً صحيحاً عند علماء النفس؛ لأنها من الكهانة، وتصديق هذه الأبراج كفر بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم لما روى الإمام أحمد في المسند والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، وقد قال الله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65]. إذا تكلمت عن شخص للضحك عليه من دون التلميح أو ذكر اسمه فهل هذا حرام أو حلال؟ ما صدر منك بحق أخيك في غيابه مما يكرهه، فلا يخلو مما يلي: - أن يكون كلاما جارحا لتُضحك به من معك في شخص معروف باسمه، فهذا لا يجوز بأي وجه، وعليك التوبة منه وطلب المسامحة منه فورا. - أن يكون غير مفهوم للحاضرين من تقصد من ورائه، وذكرته للعبرة والتحذير من وقوع الغير فيه، فهذا لا حرج فيه. - أن تكون ذكرته لغير العبرة وإنما للشماتة بأخيك، فهذا منهي عنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ»، رواه الترمذي. - أو أنك لم تتكلم وإنما في نفسك شيء عن هذا الشخص يختلج في ذهنك فلا إثم عليك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ»، رواه البخاري. ورحم الله امرأً شغل نفسه بعيوب نفسه عن عيوب الآخرين، وقال خيرا أو سكت، والله أعلم. هل هناك حديث في ذكر من اعترف بالزنا أربع مرات ثم بعد ذلك حكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالحد، وهل يستنتج من الحديث أن الشخص إذا جهل الحكم سقط عنه الحد؟ الإجابة نسأل الله العلي القدير أن يحفظك من كل مكروه، وقضايا الحدود وكيف تثبت وكيف يدرأ الحد كل ذلك من اختصاص المحاكم الشرعية، والحديث الذي تسأل عنه ورد بعدة روايات في كتب السنة من ذلك ما في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه: (أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال: «أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا تُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئًا»، فقالوا: ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله...). وفي هذا الحديث نجد النبي صلى الله عليه وسلم أصر على أن يستر الرجل نفسه ويتوب، ولكن الرجل اختار أن يطهر نفسه وآثر الآخرة على الدنيا، ففي رواية أخرى في صحيح مسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول له في كل مرة: «وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ»، فلما كانت المرة الرابعة قال له النبي صلى الله عليه وسلم:»فِيمَ أُطَهِّرُكَ»؛ فقال من الزنا...اهـ). ويدرأ الحد كذلك بالجهل إذا ثبت، ومن ابتلاه الله بشيء من المعاصي فالأولى به أن يستر نفسه، ويسارع إلى التوبة النصوح، وباب التوبة مفتوح، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. والله أعلم. يجب على المرأة أو الزوجة أن تستأذن للخروج أو صوم التطوع وغير ذلك من الأمور، هل يعني ذلك أن المرأة ناقصـة الأهليـة؟ اعلمي ـ رعاك الله ـ أن الشريعة الإسلامية قد ساوت بين الرجال والنساء فيما يتساوى به الرجال والنساء من حيث الخِلقة، فكل منهم دمه وماله وكرامته محفوظة بموجب أحكام الشريعة الإسلامية، وحقه في التملك والتصرف المالي مساوٍ لِحق الآخر، كما ساوى الإسلام بينهما في الجزاء، قال تعالى: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن ...الآية[آل عمران:195]، قد ميَّز الله تعالى كل واحدٍ منهما بمهارات وقدراتٍ وكفاءاتٍ لا تتوفر للآخر كما هي للأول، فلقد تميزت المرأة عن الرجل في جانب اللطف والرحمة والصبر والحنان. والإسلام لما جعل القوامة للرجل على المرأة لم ينتقصها ولم يزدرها بذلك، ولم يجعل هذا سبب مزية أو فضلٍ له عليها، ولكن الشرع الشريف أراد أن يؤدي كل واحدٍ منهما ما أناط به من مهام حسب قدراته ومهاراته وإمكاناته العقلية والبدنية والفكرية والفطرية. ومع كل هذا فقد نهى الشرع الشريف عن ظلمهن، وأمر الأزواج بخفض الجناح ولِين الجانب وحسن المعاشرة حتى لا يَستعلي أحد على امرأته، فالنساء شقائق الرجال، وشركاؤهم في بناء المجتمع والأسرة، وبيَّن أنه ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم، وأن أفضل الصدقات ما ينفقه الرجل على أهله وعياله، وأن خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وأن الجنة تحت أقدامهن كأمهات، وأن تربية البنات ستر من النار، وأن من النساء من فاقت الكثير من الرجال فضلاً وأدباً وخُلقاً وعلما وفهماً. وبناء على ما سبق: فقوامة الرجل على الأسرة هي قوامة رعاية وإدارة، وليست قوامة هيمنة وتسلط، وليست أيضاً عنواناً على أفضلية ذاتية للرجل عند الله عز وجل يتميز بها عنها، وإنما هي عنوان على كفاءة يتمتع بها القائم بأعباء هذه المسؤولية والتبعة الملقاة على عاتقه، والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©