مركز الوثائق بالشندغة.. ذاكرة دبي التاريخية

مركز الوثائق التاريخية بدبي، نافذة ثقافية علمية مهمة، وصرح يشرع أبوابه لكل باحث ودارس، في تاريخ وتراث المنطقة، هذا المركز الذي شيد مبناه بملامح تراثية في حي الشندغة التاريخي، حيث الماضي يتنفس في ثناياه، انشأته بلدية دبي من أجل حفظ وتدوين الوثائق والسجلات القيمة والنادرة، التي تؤرخ لمراحل تطور المدنية في مختلف مجالاتها، وكذلك تسهيل عملية البحث والإطلاع على ما تحتويه هذه الوثائق والسجلات. ويقول عبدالعزيز الشحي مسؤول مركز الوثائق التاريخية بالإنابة: ضمن تطور مهام بلدية دبي المستمر وتوسع مجالات أعمالها، أنشأت البلدية مركزاً للوثائق التاريخية خاصاً بإمارة دبي، مقرُّه في منطقة الشندغة التاريخية، ويعتبر المركز هو الأول من نوعه على مستوى الإمارة، حيث يقوم المركز بحفظ وترميم الوثائق وتجميعها وتنظيمها وِفْقَ أحدث الطرق والوسائل العلمية المتطورة في هذا المجال، كي تكون في متناول كل باحث وكل من يرغب أن يتعرف على تاريخ هذه المدنية، وقد تم إيجاد منصة لهذه الوثائق عبر منفذ تراثي تاريخي في مبنى مسلح بملامح البيئة المحلية، ويضم الكثير من المعلومات والصور التي توثق لتاريخ المنطقة ومراحل تطوره. صور قديمة ويتابع: يتكون مبنى المركز من طابقين: الدور الأرضي يضم عرض الوثائق الاقتصادية، والإدارية، والدينية، والاجتماعية، والخرائط والرسائل والصحف والنشرات والصور القديمة لإمارة دبي، بالإضافة إلى مجموعات نادرة من أختام الدوائر الحكومية والتوقيعات الخاصة بقيادات الإمارة ومديري الدوائر، أما الدور العلوي فهو يضم غرف الإداريين والموظفين وقاعة بحث خاصة بالباحثين والدارسين. ويشير إلى أن المركز استطاع حتى الآن تجميع ما يزيد على نحو 5800 وثيقة تاريخية متنوعة عن دبي، بينها العديد من الصور القديمة التي تجسد تاريخ دبي وتظهر مراحل تطورها وبعض هذه الوثائق من الصور أو الورقيات نادرة. ويضيف: نأمل أن يكون المركز مستقبلاً مقصداً ومرجعاً مهماً للباحثين والدارسين على مستوى الإمارة وخارجها، للتعرف على ملامح دبي في الماضي والحاضر، وما استضافته ونظمته من أحداث وفعاليات مهمة جعلت منها مدينة معروفة عالمياً «وتناشد إدارة مركز الوثائق التاريخية بدبي، المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن الْمِعطاء رفد المركز بأرشيفاتهم الشخصية وخاصة في ما يتعلق بالوثائق والصور والدراسات والبحوث والمقالات المتعلقة بتاريخ دبي من الجوانب التراثية، والتاريخية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، والعلاقات الدولية، وكذا المواد التراثية المنقولة التي تخدم هذه المجالات، علما أن حقوق المتبرعين ستكون محفوظة، ويتم تدوين اسم المتبرع على المادة الأرشيفية التي تبرع بها.