الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبواب مشرعة أمام جارسيا لقيادة السماوي إلى انجاز فريد

23 أغسطس 2015 22:25
بني ياس يتفرد عن باقي الأندية باللاعبين المواطنين الشباب (الفئات العمرية) القاعدة الأساسية التي تتكئ عليها أي منظومة كروية متطورة عبدالله القواسمة (أبوظبي) يتمتع سالم العرفي المدرب الوطني المعروف وأحد الأسماء اللامعة في تاريخ نادي بني ياس الرياضي، بإحترام كبير داخل أوساط كرة القدم الإماراتية، وهو الذي ارتبطت مسيرته الرياضية مع السماوي منذ مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي - لاعباً فمدرباً - لتتخطى علاقته مع النادي حدود العلاقة النمطية، حتى وصلت حدود الانتماء والالتصاق الروحي بهذا الصرح الرياضي المهم. ويعد العرفي أحد أكثر الأشخاص دراية بشؤون السماوي من النواحي الفنية بعدما قاده إلى منصة التتويج مرتين، الأولى لاعباً في موسم "1991-1992” عندما رفع كأس رئيس الدولة، أما المرة الثانية فجاءت عندما قاد الفريق مدرباً إلى الفوز بلقب بطولة الأندية الخليجية قبل عامين، ومن هنا كان لزاماً علينا في "الاتحاد" إجراء هذا الحوار مع العرفي للوقوف على وجهة نظره الفنية في العديد من القضايا التي تهم السماوي إلى جانب بعض القضايا الأخرى التي تشغل بال جماهير اللعبة والمراقبين. تطرق العرفي بداية إلى توقعاته الفنية لمسيرة بني ياس في الموسم المقبل، مؤكداً أن عوامل النجاح متوافرة وعلى كافة الصعد، فالفريق من وجهة نظره يتمتع بالإستقرار الفني والإداري، كما تضم صفوفه العديد من الأسماء الشابة المهمة، في حين أن النواقص الفنية كانت تنحصر في التعاقد مع محترفين على سوية عالية، لتنجح شركة كرة القدم في استقطاب أسماء يتوقع منها تلبية تطلعات الفريق بتقديم موسم إستثنائي. وعن الإسباني لويس جارسيا المدير الفني للسماوي، قال العرفي : "يتمتع جارسيا بروح التحدي إلى جانب كونه شخصية محبوبة وجامعة، عدا عن امتلاكه فكرة شاملة عن قدرات كافة اللاعبين وكذلك قدرات الأندية المنافسة بشكل عام بعد موسم طويل قضاه مع السماوي، أتوقع أن كافة عوامل النجاح متوافرة أمام المدير الفني لقيادة السماوي إلى تقديم عروض قوية في الموسم القادم، ومن يدري فقد ينجح في قيادة الفريق إلى لقب حقيقي، ويكفي أن أشير هنا إلى أن قرار تجديد الثقة بالمدير الفني لقي ردود فعل إيجابية من قبل المراقبين". وأردف العرفي رداً على تساؤل بخصوص مدى صحة القرار الذي إتخذته شركة كرة القدم والقاضي بالإستغناء عن المحترفين عماد خليلي وأنجيل ديلبيرت ودينيس إلى جانب جوان فيردو عقب انتهاد فعاليات الموسم الماضي، قائلا: "بإستثناء فيردو كان من غير المعقول الإحتفاظ بهؤلاء اللاعبين، فالمستوى الفني الذي قدموه كان صادماً للسماوي وجماهيره، ووجهة نظري هذه لا تعني أنهم لا يصلحون للعب، فمقاييس نجاح اللاعب المحترف تكون عادة متفاوتة، إذ قد يقدم حضوراً سيئاً في الموسم الحالي مع ناد معين، لكنه عند الإنتقال إلى ناد آخر تجد حضوره الفني انقلب رأساً على عقب نحو الأفضل، لذلك فإن الأمور نسبية على هذا الصعيد وليست مطلقة، وأكبر دليل على ذلك المهاجم الفلسطيني عماد خليلي الذي لعب مع الشباب السعودي قبل موسمين وقدم أداءً لافتاً لكنه مع بني ياس كان دون المستوي لذلك جاء قرار الإستغناء عنه". وأكد العرفي أن فيردو اللاعب الوحيد الذي كان يغرد خارج سرب المحترفين، فهو قدم أداءً لافتاً في الموسم المنصرم توجه بتسجيل "11” هدفاً، إلا أن مشكلة فيردو على حد وصفه تتمثل في أنه يلعب بموقع لاعب الإرتكاز الذي يشغله أكثر من لاعب في صفوف الفريق. ويرى العرفي أن عدد اللاعبين الذين تستغني عنهم الأندية الإماراتية عقب نهاية كل موسم عادة ما يكون كبيراً وصادماً، مبرراً أسباب عدم توفيق اللاعبين الأجانب في تجاربهم الإحترافية إلى اختلاف الأجواء وبشكل كبير عما إعتادوا عليه في بطولاتهم التي برزواً فيها حيث معدلات الحضور الجماهيري العالية، فهم يفاجئون هنا بالحضور المتواضع للجماهير الإماراتية إلى جانب المناخ الذي عادة ما يكون صعباً عليهم في البداية، حيث يستهلكون فترة طويلة قبل التكيف مع حرارة الطقس مطلع كل موسم. وأثنى العرفي على قرار التعاقد مع مارك ميليجان نجم المنتخب الأسترالي قائلاً: “لقد ضربت شركة كرة القدم بالتعاقد مع ميليجان عصفورين بحجر واحد، ذلك لأن هذا اللاعب المخضرم يملك القدرة على اللعب في مركزين - الإرتكاز وقلب الدفاع - ومن هنا أستطيع القول أن السماوي وصل إلى مرحلة الإطمئنان على الشق الدفاعي في ألعابه، في حين أن التعاقد مع الأرجنتيني لاريفي والجزائري بلفوضيل من المنتظر أن ينعكس بشكل إيجابي على الشق الهجومي، نظراً لما يملكانه من مستوى فني متطور إلى جانب وجود رغبة حقيقة لدى كليهما في إثراء مسيرتهما الرياضية وفي أول تجربة لهما بالدوري الإماراتي". ويؤكد العرفي أن بني ياس يتفرد عن الكثير من الأندية بميزة خاصة تتمثل في امتلاكه كوكبة من اللاعبين الشباب القادرين على العطاء لفترات طويلة، وهو ما يؤكد حرص النادي على عدم إيجاد فجوات عمرية داخل صفوف الفريق، وأكبر مثال على ذلك اللاعب سهيل النوبي الذي قام الإسباني لويس جارسيا المدير الفني بالدفع به في آخر مواجهات الموسم المنصرم، وهو أحد أبناء النادي الذين سيعول عليهم الكثير في المستقبل. وعرج العرفي على رؤيته لمستقبل المنتخب الوطني بعد مسلسل الحضور اللافت والإنجازات المستحقة التي سطرها في الأعوام الماضية، مؤكداً أن فرصة الأبيض في حصد المزيد من الإنجازات في المستقبل كبيرة للغاية وأبرزها المنافسة على لقب كأس آسيا "2019"، فعوامل النجاح متوافرة من وجهة نظره بدءاً من المدير الفني مهدي علي الذي بات أحد العلامات الفارقة في تاريخ كرة القدم الإماراتية والذي يملك فكرة شاملة عن قدرات اللاعبين بعدما قادهم إلى العديد من الإنجازات وآخرها احتلال المركز الثالث بنهائيات كأس آسيا، إلى جانب المعدلات العمرية الصغيرة للاعبين، عداً عن المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي سيحظى بها الأبيض عندما يخوض غمار النهائيات القادمة على أرضه، مؤكداً أن أحد أهم عوامل نجاح المنتخب الوطني تتمثل في الإستقرار على صعيد الجهاز الفني. ويرى العرفي أن كرة القدم الاماراتية مطالبة بالإهتمام وبشكل أكبر بالفئات العمرية التي اعتبرها القاعدة الأساسية التي تستند عليها أي منظومة كروية متطورة في العالم، مؤكداً أن بني ياس خطا خطوات واثقة على هذا الصعيد في الآونة الأخيرة من خلال إنشاء الملاعب الخاصة بالأكاديمية وإستقطاب المواهب التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل، فيما لم يخف العرفي إعجابه الشديد بأكاديمية نادي الوحدة التي إعتبرها الأفضل في الدولة على الإطلاق، وذلك عائد إلى الكم الكبير من اللاعبين الذين أنجبتهم هذه الأكاديمية في السنوات الماضية. وأضاف : "رغم الأهمية الكبيرة للأكاديميات في الحفاظ على ديمومة الحضور التنافسي لكرة القدم الإماراتية سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني، إلا أن هنالك عامل آخر لا يقل أهمية يتمثل في إيجاد السبل الكفيلة التي تضمن للنجوم الإماراتيين الحصول على فرص إحترافية في الخارج"، وأضاف العرفي في ذات السياق: "أعتقد أن اللاعب الإماراتي مؤهل للإحتراف الخارجي لكن ما يحول دون ذلك هو عدم وصول العائد المالي الذي يتحصل عليه في الخارج إلى ما يتحصل عليه من اللعب داخل الدولة، لا أعتقد أن الأندية الأوروبية تغامر في دفع مبالغ مالية توازي ما يحصل عليه نجوم اللعبة على الصعيد المحلي، إذ ساهم ارتفاع أسعار اللاعبين المواطنين على الصعيد المحلي دون خوضهم مغامرة الاحتراف الخارجي وهو أمر لا يصب في مصلحة اللعبة". وانهى العرفي حديثه في هذا الجانب قائلاً : "لنتخيل معاً لو أن أبرز نجوم كرة القدم الإماراتية يتوجهون للإحتراف الخارجي مقابل عوائد مالية تفوق ما تدفعه الأندية المحلية، فحينها ستضطر الأندية إلى زيادة رقعة الإهتمام بقواعد الفئات العمرية لديها لإنجاب اللاعبين القادرين على سد الفراغ الذي تحدثه هجرة اللاعبين المميزين، مما سيثري اللعبة بشكل كبير ويزيد الحضور التنافسي للمنتخب الوطني مستقبلاً". ـــــــــــــــ مهنة التدريب تفرض على صاحبها إبقاء حقيبته جاهزة للمغادرة أبوظبي – الاتحاد أكد سالم العرفي أن العديد من العوامل تحول دون احتلال المدرب المواطن المكانة المطلوبة فهو يرى أن الخبرات التي يضطلع بها المدرب المواطن لا تقل شأناً عن الخبرات التي يتمتع بها المدرب الأجنبي بل هو يفوقه من ناحية امتلاكه إطلاع أوسع وأشمل على واقع اللعبة وقدرات اللاعبين، لكن ومع ذلك تجده خارج حسابات الأندية، مضيفاً : "أكبر مثال على عدم نيل المدرب المواطن هامشاً رحباً للعمل هو قيام العديد من الأندية التي تصعد فرقها إلى مصاف دوري الأضواء إلى الإستغناء عن مدربيها المواطنين، وإستقطاب مدربين أجانب عوضاً عنهم وفي هذا ظلم وإجحاف كبيرين بحق المدرب المواطن". وأضاف العرفي : “لكن ومع ذلك توجد العديد من العوامل الأخرى التي تحول دون إحتلال المدرب المواطن موقعه الطبيعي، تتعلق به نفسه، فمهنة التدريب تفرض على صاحبها إبقاء الحقيبة التي سيحزم بها أمتعته مغادراً هذا النادي أو ذاك جاهزة، فهو معرض للإقالة في أي وقت، والمدرب المواطن لا يستطع أن يضع نفسه في هذا الموقع لذلك تجد غالبية المدربين المواطنين غير مفرغين للمهنة مما لا يشجع الأندية على التعاقد معهم بعكس الأجنبي الذي يستطيع المغامرة بتولي مهمة التدريب أو مغادرة موقعه في أي وقت كذلك". ـــــــــــــــــــــــــــ ترويسة يتولى سالم العرفي منذ مطلع الموسم الحالي مهمة تدريب الفريق الرديف، بعدما شغل الموسم الماضي منصب المدرب المساعد للويس جارسيا، إذ يعول عليه الكثير في دراسة الأسماء الشابة الأفضل لترفيعها إلى صفوف الفريق الأول مستقبلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©