الشارقة (الاتحاد)
حافظت الشارقة على ديناميتها الثقافية خلال السنة المنصرمة، سواء على مستوى مدنها في المنطقتين الوسطى والشرقية أو على المستوى العربي والدولي، وزادت عليها إنشاء العديد من المؤسسات الداعمة للفعل الثقافي، في مجالات الشعر والفنون والنشر.
ولعل أبرز ما حققته الإمارة ثقافياً خلال السنة المنصرمة تمثل في الإعلان الخاص بانتخابها «عاصمة عالمية للكتاب 2019»، من قبل اليونيسكو في شهر يونيو الماضي، رافقت هذا الإعلان أصداء إعلامية واسعة، محلياً ودولياً، وظهر كتتويج للمسيرة الثقافية للشارقة التي سبق أن اختيرت عاصمة للثقافة العربية (1998) وكذلك عاصمة للثقافة الإسلامية (2014).
مبادرات
وفي سياق المبادرات الثقافية الجديدة، أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في يناير الماضي، قراراً بتأسيس هيئة الشارقة للآثار، وفي فبراير وجّه سموه بتأسيس «رابطة الشارقة للشعر الشعبي» لتتولى طباعة دواوين الشعر الشعبي للشعراء في الوطن العربي، وتنظيم الأمسيات والملتقيات الشعرية في الشارقة وأقطار الوطن العربي، وفي مارس دشن سموه الموقع الجديد لنصب الشارقة عاصمة العرب الثقافية، وفي مايو صادق سموه على إطلاق «ترينالي الشارقة للعمارة»، وفي أكتوبر، افتتح سموه، مدينة الشارقة للنشر، وفي الشهر ذاته أصدر قراراً بتخصيص مقر دائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، في مدينة النشر بالشارقة.
أسماء ومواقع
على صعيد المواقع الإدارية، عرف مشهد الشارقة الثقافي للسنة المنصرمة، انتخاب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيساً لجمعية الناشرين الإماراتيين للمرة الثانية، وذلك في شهر مايو، وفي سبتمبر تم انتخاب الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيساً لرابطة البينالي الدولية.
بيوت الشعر
وتبلورت خلال السنة الفائتة وتزايدت على نحو واضح أنشطة بيوت الشعر التي تأسست، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، في عدد من الحواضر والمدن العربية ابتداءً من 2015، حيث أقامت العديد من البرامج التي تابعتها وعكستها الصحافة الثقافية الإماراتية بصفة أسبوعية.
المسرح
لعل الحدث الأبرز على صعيد المسرح تمثل في تقديم جمعية المسرحيين لميثاق عهد لصاحب السمو حاكم الشارقة، تقديراً وعرفاناً لدعم سموه للمسرح، وذلك في شهر مارس، بالتزامن مع أيام الشارقة المسرحية.
وتابعت إدارة المسرح بدائرة الثقافة برامجها المتنوعة التي تنظم في مختلف مدن الإمارة وعلى مدار العام، كما شهد العام حضوراً لعله الأكبر للأسماء المسرحية الإماراتية في لجان التحكيم العربية، فلقد شارك مرعي الحليان محكماً في «عكاظ للإبداع المسرحي» في المملكة العربية السعودية يوليو الماضي، وشارك عبد الله راشد عضواً في لجنة تحكيم مهرجان طقوس العشيات المسرحي بالمملكة الأردنية في أغسطس، وشارك حسن رجب خلال نوفمبر في عضوية لجنة تحكيم مهرجان الأردن المسرحي.
وعلى صعيد المسرح أيضاً، ظفرت فرقة مسرح الشارقة الوطني بجائزة أفضل فرقة التي تمنحها جمعية المسرحيين، كما أحرزت الفرقة العديد من الجوائز في أيام الشارقة المسرحية، وشاركت في مهرجان مالمو الثقافي بالسويد، في شهر أغسطس بمسرحية «النمرود»، من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة وإخراج المنصف السويسي، كما شاركت الفرقة في مهرجان المسرح القومي بمصر عبر مسرحية «اسكوريال» التي أخرجها حميد سمبيج.
النشرفي مجال النشر الثقافي، أثرت دائرة الثقافة المكتبة العربية بنحو 115 من الكتب الأدبية والثقافية، جاءت في معظمها للشعر والسرد.وفي مجال السرد، بدا لافتاً انتقال «ملتقى الشارقة للسرد» إلى الجغرافية العربية للمرة الأولى منذ تأسيسه 14 عاماً، حيث نظمت دورته الأخيرة في مدينة الأقصر المصرية، وفي هذا المجال أيضاً لا بد من الإشارة إلى أن جائزة الإبداع العربي الإصدار الأول التي تنظمها إدارة البحوث والنشر في دائرة الثقافة احتفلت بمرور عشرين سنة على تأسيسها. كما حرص منتدى السرد باتحاد كتاب وأدباء الإمارات على تنظيم ندوته الأسبوعية على مدار أيام السنة، مستضيفاً العديد من الأسماء الإبداعية المحلية والعربية، ومن أجيال عدة.
عدد اليوم
