الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض سلع مستعملة «فاخرة» يفتح منفذاً استثمارياً للنساء

معرض سلع مستعملة «فاخرة» يفتح منفذاً استثمارياً للنساء
23 نوفمبر 2010 20:08
المرأة متهمة دائماً بأنها عنصر مستهلك، ومن أجل عكس صورة إيجابية عنها كفرد مساهم في دفع العجلة الاقتصادية، افتتح مؤخرا في جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة معرض السلع والمقتنيات الفاخرة المستعملة تحت عنوان “مني لك”، حيث دعت الشيخة عائشة بنت خالد القاسمي رئيسة الجمعية إلى بلورة فكرة الاستفادة من المنتجات التي تقتنيها المرأة والتي لم تستخدم أو تلك التي استعملت لمرة واحدة، بحيث يعاد عرضها للبيع بدل أن تبقى مهملة أو ترمى دون فائدة. ربما يكون معرض “مني لك” بداية خجولة متواضعة، ولكنها خطوة إيجابية نحو جعل المرأة فردا يعمل على الكسب، بدل أن يكون مستهلكا فقط، وقد تم افتتاح المعرض بحضور الشيخة مجد القاسمي نائبة رئيسة الجمعية وسارة بن كرم مدير عام الجمعية. وكان للسيدات والفتيات إطلالة جديدة على نوع مختلف من المعارض. وقالت القاسمي إن مثل هذا النوع من المعارض معروف عالميا، وتشارك فيه لعرض مقتنياتها شخصيات ترقى للأسر الحاكمة، حيث يعرض لها مجوهرات ومقتنيات منزلية وأزياء في معارض مبهرة في دول أوروبا. الحد من التبذير بينت الشيخة القاسمي أن صاحبة الفكرة الشيخة عائشة ترى أن دور الجمعية وبقية المؤسسات التي تعنى بالأسرة وشؤونها، تجاوز الأدوار الخاصة بالتثقيف الصحي والثقافي والاجتماعي والتربوي، بحيث بلغ مداه تأصيل القيم الاستثمارية والحد من التبذير والإسراف، كي تتحول المرأة من فرد استهلاكي إلى مستثمر خاصة أن غالب السيدات لديهم الرغبة في تحسين أوضاعهن الاقتصادية، والبعض شاركن من أجل تشجيع هذا النوع من المعارض. ويعد المعرض خطوة نحو وضعها على الطريق الصحيح كما يعد “مني لك” مبادرة تمكن كل من تملك مقتنيات وسلع فاخرة وثمينة للاستفادة منها ماديا، وسيعود ريع المعرض إلى المشاركات لأجل تحقيق الهدف وهو تشجيعهن على الإنتاج وليس الاستهلاك. في السياق ذاته، قالت نائبة رئيسة الجمعية سارة بن كرم إن الدعوة التي تم توجيهها للسيدات والعضوات في الجمعية كما لم تبخل الإدارة في توجيه الدعوة إلىكل من لديها ما هو جديد وفاخر للمشاركة حتى ربات البيوت والطالبات الجامعيات، حيث سارعن بتقديم كل ما يحتفظن به من مختلف البضائع الشخصية وتم عرضه وبيعه ضمن معرض “مني لك”، خاصة أن المرأة الإماراتية لا تقتني إلا كل ما هو ثمين وفاخر، ولا تستخدم المرأة والفتاة ممتلكاتها من الزينة والأزياء مرات لا تزيد عن ثلاث أو أربع مرات. في القاعة المخصصة للعرض تنافست الفتيات والسيدات في تنسيق معروضاتهن من عباءات وملابس للسهرة إلى جانب الفساتين الخاصة بيوم الخطوبة أو حضور الأعراس، كما جاءت بعضهن بالأحذية والحقائب التي يبدو وكأنها لم تستخدم، وأيضا المجوهرات التي تعود إلى دور ماركات شهيرة، كما قدمت الجمعية الفرصة لبعض الأمهات اللاتي يصنعن الدخون والمنتجات الغذائية لعرض ما لديهن لتشجيعهن على المشاركة والعرض والبيع من أجل تحسين الدخل. في هذا الإطار، ذكرت بن كرم أن غالب المنتجات هي فعلا جيدة ولا تزال تحمل العلامة التجارية وبعضها يحمل أسماء الماركات والمحلات والأسعار وقد كانت معلقة في الخزائن. بريق مغر في المعرض شاركت عائشة الجزيري، التي لا تزال طالبة في الجامعة لكنها بدأت خطوات جادة نحو العمل التجاري منذ العام الماضي حين وضعت مع صديقة لها فكرة إنتاج وبيع سلع خاصة باليوم الوطني، وقد وجدت إقبالا كبيرا، مما جعلها تشعر أنها تسير في الطريق الصحي، وهي اليوم تشارك مع صديقة لها في عرض منتجات خاصة من البضائع التي تملكها ولكن في الغالب الكثير منها غير مستخدم. صديقتها ريم المهيري وجدت في فكرة المعرض “بريقا مغريا” لأن لديها ما هو قريب من الجديد والجديد أيضا ولم تكن تعرف ماذا تفعل بكل ما تملك، فليس كل شيء يصلح للتبرع به، كما أن هناك الكثير من القطع لا يمكنها أن تتخلص منها، وقد جاء المعرض كفرصة من أجل الاستفادة من كل ما لديها. وتتمنى المهيري أن تتكرر هذه المعارض، وذكرت أن السلع المعروضة أسعارها في متناول الجميع، موضحة أن التجارة التي تديرها مختلفة عما تعرضه؛ فهي تدير معرض لتأجير الفساتين الفاخرة وأطقم الألماس للاستخدام في ليالي الأفراح، وقد وضعت نظاما خاصا وأصبح لديها زبائن يؤجرون منها في مناسبات مختلفة. وتملك عائشة زمزم مع شقيقتها الصغيرة الكثير من المنتجات من أحذية وحقائب ومجوهرات لدور عالمية، وقد ذكرت أنها تحب أن تشتري الماركات وبعد فترة اكتشفت مع شقيقتها أن الكثير من البضائع ربما لم تلبس إلا مرة واحدة والكثير لا يزال في العلب ويحمل لاصق السعر لذلك عندما عرفت عن المعرض وجدت أنها فرصة لأخريات كي يستمتعن بمشاهدة السلع والشراء إن رغبن في أجواء أخوية. مشاريع صغيرة الاستثمار في مجال تطوير المرأة في مجال المشاريع التجارية ولو كانت تلك المشاريع على نطاق صغير تأتي ضمن الاستثمار في الموارد البشرية وتأهيلها كي تكون منتجة ولها دخل آخر خارج إطار المساعدات أو الاعتماد على الأهل. وخلف إحدى الطاولات كانت نصرة إبراهيم تعرض منتجات من بريطانيا لا يزال البعض منها لم يفتح فهناك كريمات وعطور إلى جانب الحقائب والأحذية الراقية. توضح أن البضائع لا تعود لها ولكن لأنها عضوة في الجمعية فقد وافقت على عرض تلك السلع الخاصة بسيدة أخرى من أجل ألا تفوت الفرصة على المرأة صاحبة المقتنيات وأيضا على الحضور خاصة أن السيدة عرضت كل قطعة بسعر موحد وهو ثلاثون درهم لكل قطعة مهما كان ثمنها قبل ذلك. أما فاطمة الزعابي فقد جاءت بمنتجات صنعتها من مواد معاد تدويرها، وقد حولتها إلى أدوات يمكن الاستفادة منها مثل وعاء لتغطية الطبق الذي يحتوي على طعام من خيوط الخيشة، وعلب لحفظ الأقلام من عبوات المياه البلاستيكية، كما جاءت ببخورها وعودها للبيع أيضا، ولكن بأسعار منافسة. وذكرت الزعابي أنها عوضا عن قضاء الكثير من الوقت دون عمل استثمرت وقتها للإنتاج ولكن لم يكن بمقدورها أن تحضر كل شيء، ومن ذلك إنتاج المالح والبزار والجاشع وتزخرف المداخن بخيوط التلي. وتضيف الزعابي أن المرأة الإماراتية تحب أن تبدو أنيقة وفي كامل جمالها وزينتها ولذلك من الخطأ اتهامها بالإسراف رغم وجود البعض منهن، ولكن في حال أتيحت لهن الفرصة لتثقيف أنفسهم ومعرفة ما لهن وما عليهن، فإن أي منهن ستعمل على إزالة أي صفة سلبية مثل الإسراف أو التبذير بشكل عمل ولذلك ربما تكون هذه المعارض نافذة جديدة نحو الاستفادة من المنتجات والسلع. زينة عيد الاتحاد فاطمة صفر (أم حسين) إحدى الأمهات اللاتي قضين زهرة شبابهن في جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة مر على مشاركاتها ومساهماتها 35 عاما، وهي تنتج العديد من السلع الخاصة بالمناسبات مثل اليوم الوطني و”حق الليلة” وللعيدين كما أنها تصنع أيضا البزار والكامي واليقط. وقد قدمت خلال المعرض مجموعة من المنتجات التي صنعت يدويا وكانت خاصة بزينة الفتيات في اليوم الوطني، وهي تقول إنها تثمن دور الجمعية التي تتيح الكثير من الفرص للسيدات من أجل استثمار أفكارهن أو مواهبهن خاصة أن المرأة في الإمارات لديها الإمكانية على الإبداع.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©