واشنطن - وكالات الأنباء: استمر السجال بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن مستقبل العراق قبيل ساعات من بدء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس مع تكثيف المرشحين لجهودهم الاخيرة لاجتذاب الأصوات· وحاول الرئيس الأميركي جورج بوش أمس والليلة قبل البارحة الاستفادة من حكم الإعدام على صدام حسين معتبرا المحاكمة نجاحا للديموقراطية في العراق الذي يعتبر موضوع الرهان الأكبر بين المرشحين· وأكد زعيم الحزب الديمقراطي هوارد دين ان حكم إعدام صدام لن يكون له اي تأثيرعلى سلامة الولايات المتحدة· ويبدو ان الناخبين جاهزون لإعطاء بوش صفعة مدوية في صناديق الاقتراع التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها استفتاء على حرب العراق· وفي الحملة التي طغى عليها العراق، اتهم الجمهوريون الديمقراطيين بأنهم يدعون ''لوصفة للفشل'' في العراق· مع ذلك أظهر استطلاعان للرأي نشرا مساء أمس الأول ان الجمهوريين يقلصون الفارق مع الديموقراطيين الذين يتقدمون في نوايا التصويت في اطار المعركة للسيطرة على الكونجرس الذي يهيمن عليه حزب الرئيس بوش· وقال الديمقراطيون إن الناخبين يريدون نهجا جديدا وسيرفضون سياسات بوش في العراق · وأظهرت الاستطلاعات أن الجمهوريين يتقدمون في بعض المنافسات المهمة بمجلس الشيوخ لكن الديمقراطيين في وضع يمكنهم من تحقيق مكاسب بالمجلس واستعادة السيطرة على مجلس النواب للمرة الأولى منذ عام ·1994 وتجرى الانتخابات لاختيار جميع اعضاء ''النواب'' وعددهم 435 و33 من اعضاء ''الشيوخ'' و36 من حكام الولايات· ويحتاج الديمقراطيون 15 مقعدا في النواب وستة في الشيوخ للحصول على الأغلبية والسيطرة على المجلسين· وستبدأ مراكز الاقتراع في غلق أبوابها عند الساعة 2300 بتوقيت جرينتش اليوم لكن الأمر قد يستغرق ساعات قبل معرفة النتائج في كثير من السباقات المهمة· واستغل توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض حكم الإعدام شنقا على صدام لارتكابه جرائم ضد الإنسانية قائلا ''إنه ليوم جيد للشعب العراقي''· وأشاد الديمقراطيون بالحكم أيضا لكنهم قالوا إنه لن يغير مسار الحرب·
وقال السناتور هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ''العراقيون أبدلوا دكتاتورا بالفوضى· وكلا الخيارين غير مقبول ولاسيما عندما يكون جنودنا في غمار ذلك· وقالت السناتور إليزابيث دول التي ترأس لجنة الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري ''يبدو أن الديمقراطيين قانعون بالخسارة (في العراق)· الانسحاب هو الخسارة''· ورفض النائب رام إيمانويل رئيس لجنة الحملة الانتخابية للديمقراطيين في انتخابات مجلس النواب هذا الاتهام قائلا ''نريد الفوز ونريد مسارا جديدا في العراق''· ولا شك إن ارتفاع عدد القتلى حاليا والمخاوف من البقاء في العراق هي التي ستكون حاضرة في اذهان الأميركيين حين يتوجهون الى صناديق الاقتراع· ويتوقع محللون مستقلون أن يحصد الديمقراطيون ما لا يقل عن 20 مقعدا في مجلس النواب وثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ· وقد تتوقف السيطرة على مجلس الشيوخ على المنافسة المحتدمة على المقاعد التي يحتلها الجمهوريون في ولايات فرجينيا وميزوري وتنيسي ومونتانا· وأنفق الحزبان ملايين الدولارات على إعلانات اللحظة الأخيرة في منافسات محتدمة في شتى أنحاء البلاد لكن دور بوش يقتصر على الظهور في الدوائر الانتخابية التي يستطيع فيها زيادة نسبة المشاركة في التصويت بين أنصار الحزب الجمهوري المخلصين دون اثارة نفور المستقلين والناخبين الذين لم يحسموا أراءهم· وأفاد استطلاع اجرته ''واشنطن بوست'' وشبكة ''ابي بي سي'' ان غالبية من الأميركيين (51%) تنوي التصويت للديموقراطيين مقابل 45% للجمهوريين·
عدد اليوم
