بدأ الساحل الشرقي للولايات المتحدة أمس الاستعداد لوصول الإعصار ايرين مع إجلاء مدن ساحلية وتخزين مواد غذائية وجهوزية الجيش فيما قطع الرئيس الأميركي باراك أوباما إجازته ودعا مواطنيه إلى أخذ هذه العاصفة “على محمل الجد”. فيما قال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج أمس إن سلطات المدينة أمرت بإخلاء إجباري لكل المناطق المنخفضة قبل وصول الإعصار. وقال بلومبرج في مؤتمر صحفي إن عملية الإجلاء التي تشمل ما يزيد على 250 ألف شخص قد تبدأ عند فتح الملاجئ في الساعة الرابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش). واضاف “لم نقم بعملية إجلاء قسرية من قبل وما كنا لنفعل ذلك الآن لو لم نكن نرى أن هذه العاصفة يمكن أن تكون شديدة الخطورة”.
وأعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير في آخر تقرير له إن “الإعصار يفترض أن يمر قرب أو مباشرة فوق ساحل الولايات المتحدة على الأطلسي مساء اليوم السبت”.
وقال خبراء المركز إنه عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (15,00 ت.ج) أمس حددت عين الإعصار على بعد 530 كلم من هاتيراس (كارولاينا الشمالية) وهو يتقدم بسرعة 22 كلم في الساعة شمالا. وصنف الإعصار ايرين في الفئة الثانية على مقياس سافير-سيمسون المكون من خمس درجات وقد ضعفت الرياح المواكبة له بعض الشيء في الساعات الماضية لتبلغ 165 كلم في الساعة كحد أقصى. ويتوقع أن يضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة صباح اليوم السبت قبل أن يتجه غدا الأحد نحو نيويورك حيث يمكن أن تؤدي “عاصفة بالغة الخطورة” إلى ارتفاع الأمواج إلى 3 أو أربعة أمتار.
وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي غادر أمس مقر إجازته في مارثاز فينيارد أي قبل يوم من الموعد المقرر للعودة إلى واشنطن بسبب الإعصار ايرين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة جوش ارنست إن “الرئيس أبلغ فريقه بأنه يرغب في مغادرة مارثاز فينيارد هذا المساء للعودة إلى البيت الأبيض”. وكان أوباما دعا في وقت سابق الجمعة مواطنيه إلى أن يأخذوا “على محمل الجد” الإعصار ايرين الذي يتوقع أن يضرب في نهاية الأسبوع الساحل الشرقي للولايات المتحدة وقد يلحق أضرارا بحوالى 65 مليون شخص.
وقال أوباما من ماساتشوستس “إذا كنتم متواجدين على المسار المرتقب للإعصار، فعليكم أن تأخذوا احتياطات اعتبارا من الآن”. وأضاف “وإذا تلقيتم الأمر بالإجلاء، الرجاء الالتزام به”. وقال “لا تتأخروا. لا تؤجلوا الأمر. نأمل جميعنا أن تسير الأمور على ما يرام، ولكن علينا أن نتهيأ للأسوأ” مضيفا “علينا أخذ هذه العاصفة على محمل الجد”.
وتابع “كل المعلومات المتوافرة تشير إلى أنه سيكون إعصارا تاريخيا”. وقد أعلنت سلطات ولايات أميركية من كارولاينا الشمالية وصولا إلى نيويورك حالة الطوارىء فيما تلقى عشرات آلاف الأشخاص الأمر بالابتعاد عن السواحل.
وبدت بلدة كيل ديفيل هيلز وهي على المسار المباشر للإعصار مثل مدينة أشباح أمس بحسب مصور وكالة فرانس برس. فقد بدأ غالبية السكان ومن يقضون العطل اخلاء المنطقة نحو الداخل. وفي نيويورك بدأ إخلاء عدة مستشفيات ودور مسنين الجمعة بأمر من رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرج. ودعا بلومبرج سكان المدينة إلى تخزين المواد الأساسية. وأوضح بلومبرغ ان الاعصار ايرين يمكن ان يكون “شديد الخطورة” لكنه لم يستبعد إجلاء بعض المناطق الساحلية المهددة في بروكلين, وستيتن آيلاند وجنوب منهاتن. ومن شأن هذا الإجراء ان يشمل نحو 200 ألف شخص.
وكان شمال شرق الولايات المتحدة عادة بمنأى عن هذه الأعاصير. ففي العام 1985 كان جلوريا آخر إعصار يضرب نيويورك. وأوقفت شبكة السكك الحديد “امتراك” جميع خطوطها جنوب واشنطن فيما أعدت السلطات الفدرالية مخزونا من ملايين الوجبات وكميات ضخمة من المياه للأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم.
وأعلن الجيش أن 98 ألف عنصر من الحرس الوطني وضعوا في حالة استعداد للتدخل فيما بدأت البحرية إرسال كل سفنها الراسية في ميناء هامبتون رودز (فيرجينيا) الى البحر. وأوضح قائد الأسطول الثاني الأميرال دانييل هولواي أن “سفننا تتحمل العواصف بشكل أفضل عندما تكون في البحر” مضيفا أن “وجود السفن في البحر يتيح أيضا استخدامها في حالة الضرورة”.
عدد اليوم
