الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحول الأخضر

التحول الأخضر
7 فبراير 2017 22:35
تستنزف معظم المؤسسات في العالم كثيراً من البيئة المحيطة بها، مثل الأراضي والماء والأشجار والمعادن، كموارد ومدخلات في العملية الإنتاجية، وفي ذات الوقت تقوم تلك المؤسسات بإلقاء نفاياتها مما يؤدي إلى تلوث البيئة، وإحداث مشاكل جسيمة مثل التغير المناخي، والفيضانات والمجاعات. ولذلك، تم تطوير مفهوم الموارد البشرية الخضراء للمحافظة على الموارد البيئية، مما يؤدي لاحقاً إلى ضمان الاستدامة البيئية، وفي ذات الوقت تطوير الأعمال وزيادة الإنتاجية. إدارة الموارد البشرية الخضراء تعني استخدام سياسات إدارة الموارد البشرية لتعزيز الاستخدام المستدام للموارد داخل منظمات الأعمال، وبشكل أعم، تعزيز قضية الاستدامة البيئية. وهي تنطوي على عنصرين أساسيين: 1 - ممارسات الموارد البشرية صديقة للبيئة 2 - الحفاظ على رأس المال المعرفي وفي الآونة الأخيرة، لوحظ زيادة الوعي داخل المجتمعات والمؤسسات فيما يتعلق بأهمية التوجه إلى الإدارة الخضراء، واعتماد تقنيات مختلفة لإدارة البيئة. وبات مجتمع الأعمال يشهد تحولاً كبيراً من الهيكل المالي التقليدي إلى اقتصاد حديث قائم على القدرة على استعداد لاستكشاف الجوانب الاقتصادية الخضراء من الأعمال. لقد أصبحت إدارة الموارد البشرية الخضراء استراتيجية رئيسية للمؤسسات المتميزة، حيث تلعب إدارات الموارد البشرية دوراً ناشطاً في التحول الأخضر في المكاتب، وتركز بشكل كبير على الممارسات الخضراء في أنحاء العالم. إن مالكي الأعمال هم قلة، بينما مالكو الطبيعة هم المجتمع الذي نحيا فيه. لقد كان الأداء الاقتصادي سابقاً كفيلاً بضمان نجاح المؤسسات والمساهمين، أما الآن فلم يعد ذلك مقبولاً أو سارياً، حيث باتت الأرباح المالية بحاجة إلى ارتباطها مع تقليل لحجم البصمة البيئية للمؤسسات وزيادة الاهتمام والتركيز على الجوانب البيئية والاجتماعية. لقد باتت أكثر المؤسسات نجاحاً في العالم مثل مايكروسوفت هي تلك المؤسسات التي تقوم بدورها في المسؤولية المجتمعية وتعتبرها إحدى الركائز الأساسية منذ زمن بعيد، حتى قبل صدور التشريعات الدولية الناظمة للمسؤولية المجتمعية للمؤسسات، حيث تعتبر هذه المؤسسات أن من واجبها ومسؤوليتها أن تعيد إلى البيئة بعض الأشياء الجيدة والمستدامة. تتضمن الموارد البشرية الخضراء استخدام كل موظف لوظيفته لترويج الممارسات المستدامة وزيادة وعي الموظف والتزاماته تجاه أمور الاستدامة. ويشمل ذلك الإلمام بمبادرات الموارد البشرية صديقة البيئة، مما ينتج عنه تكاليف أقل وإندماج أفضل للموظف وتعزيز قدرة المؤسسة على الاحتفاظ بموظفيها والحد من آثار الموظف الكربونية. وتنفذ المؤسسات حالياً في أنحاء مختلفة من العالم نظام الإدارة البيئية لكسب ميزة تنافسية، حيث يقدم هذا النظام سيطرة أفضل لتأثيرات المؤسسة البيئية، والتي تتضمن الالتزام، والتخطيط، والتنفيذ، والقياس والتقييم، والمراجعة وتحسيناً لأنظمة الموارد البشرية التي تلائم ثقافة المؤسسة والأهداف طويلة الأمد. كما يمكن تطبيق عدد من الخطوات الصغيرة، والتي لا يكلف بعضها مالاً للتنفيذ، بغية تغيير تنفيذ آلية العمل والتحول إلى مؤسسات خضراء. ومن بين هذه الخطوات العمل على تطبيق معايير الاستدامة واحتياجات الطاقة والاستغناء عن الورق وإعادة التدوير، وتشجيع استخدام النقل الجماعي، وتعزيز مصادر الطاقة البديلة. لذلك تنتظر إدارة الموارد البشرية الخضراء مستقبلاً واعداً، حيث تقوم المؤسسات المستدامة، والمسؤولة مجتمعياً من خلال تطبيق الممارسات الخضراء، بتحقيق عدد من الفوائد من خلال جذب الموظفين المناسبين، وتأكيد أهمية القرارات والعمليات والخيارات التي تتخذها المؤسسات حول إدارة الأشخاص، وتقدم الإرشاد للمديرين حول كيفية اتخاذ قرارات أفضل لرأس المال البشري لتحقيق النجاح الاستراتيجي بشكل أكثر فعالية. رولا المعايطة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©