الكويت (الاتحاد)
قدم «الأبيض» أفضل 45 دقيقة له في «خليجي 23» حتى الآن، عبر الشوط الأول من مواجهة الكويت الأخيرة في دور المجموعات، وظهر بصورة رائعة هجوماً ودفاعاً واستحق أن يتقدم بهدفين على الأقل في هذه الفترة الأولى، إلا أن هذا الأداء لم يستمر في الشوط الثاني الذي شهد تراجعاً كبيراً، خاصة بعد تغيير طريقة اللعب من الإيطالي زاكيروني.
الإحصائيات الخاصة بالمباراة واضحة ومعبرة للغاية عن تباين حالة منتخبنا على مدار الشوطين، وخلال الشوط الأول سدد لاعبونا 8 كرات على مرمى «الأزرق»، نصفها بين القائمين والعارضة بدقة 50%، أما في الشوط الثاني، تراجع الأداء الهجومي بشكل غريب، لدرجة أن «الأبيض» لم يسدد سوى كرة واحدة فقط، بما يوازي 11% فقط من خطورته الهجومية طوال اللقاء!
وبالطبع تكرر ذلك حرفياً، مع فرص «الأبيض» التهديفية، إذ حصل في الشوط الأول على 3 فرص مؤكدة، في حين لاحت له فرصة حقيقية واحدة فقط، في الفترة الثانية، بنسبة 25%، وهو ما انطبق أيضاً على هجمات منتخبنا التي بلغت إجمالاً 42 هجمة، منها 24 في الشوط الأول، و18 في الثاني، لكن الأمر لم يقتصر على التراجع الرقمي في عدد الهجمات الذي يبدو ضئيلاً، بل كانت النسبة السلبية الأبرز، هي عدد الهجمات المكتملة في كل فترة، حيث اكتمل لـ«الأبيض» 9 هجمات بنسبة 37.5% في الشوط الأول، بينما انتهت هجمة واحدة فقط بنجاح في الشوط الثاني بنسبة 5.5%!
وإذا كانت تلك الأرقام تكشف تراجع منظومتنا الهجومية في الشوط الثاني، فإن ما قدمه المنتخب الكويتي في الفترة نفسها يدل أيضاً على حدوث خلل في التركيبة الدفاعية لـ«الأبيض»، بعكس ما بدت عليه في الفترة الأولى، و«الأزرق» لم يحصل إلا على فرصة واحدة فقط، في الشوط الأول من إجمالي 4 محاولات على المرمى، في حين أنه هدد مرمى «الأبيض» 5 مرات في الشوط الثاني، وصنع 3 فرص خطيرة، من الممكن أن تسكن أي منها الشباك، لولا براعة خالد عيسى المتألق.
ويتأكد ذلك الأمر من خلال نسب وفارق الهجمات «الزرقاء» عبر شوطي اللقاء، وفي البداية نفذ «أصحاب الديار» 16 هجمة، اكتمل منها 7 بنسبة 43.75%، مقابل 50% في الفترة الثانية، بعدما نجح في إنهاء 9 هجمات بشكل ناجح، من إجمالي 18 هجمة له، والأكثر أهمية هو حالة التفكك الواضحة على منتخبنا، في آخر ربع ساعة من عمر المباراة، التي نفذ خلالها «الأزرق» 37.5% من هجماته الناجحة، خاصة من الجبهة اليسرى التي أشعلت الدقائق الأخيرة، بأربع هجمات ناجحة من إجمالي 6!
الغريب أن منطقة الأطراف الدفاعية لـ«الأبيض» كانت صامدة ومنيعة أمام الهجمات «الزرقاء» طوال الشوط الأول، حيث نفذ الكويت عبرها 13 هجمة، دون تأثير خطير، بعدما أجاد ثلاثي الدفاع التعامل، مع أغلب الهجمات والفرص الكويتية القليلة، لكن بعد العودة إلى اللعب برباعي في الخط الخلفي انطلقت «الأجنحة الزرقاء» بكامل قوتها، لتصنع 7 هجمات مؤثرة من إجمالي 14 هجمة، تجلت خطورتها الفائقة، في آخر فترات المباراة.
بالعودة مرة أخرى إلى تناول الجانب الهجومي في تكتيك منتخبنا، نجد أن «الأبيض» نجح في تنفيذ المطلوب منه على الأطراف، وشن 4 هجمات ناجحة من إجمالي 8 في الشوط الأول، لكن الأمر تغير بنسبة سلبية في الشوط الثاني، لتفقد أجنحتنا كل الخطورة، بعدما فشلت كل هجماتنا في بلوغ مناطق الدفاع «الأزرق» المؤثرة، وإذ كان الرواق الأيسر اجتهد بأفضلية نسبية عن الجانب الأيمن، إلا أن كل الخطورة كانت دائماً عبر العمق، حيث نفذ منتخبنا 48% من هجماته عبر تلك الجبهة، لكن اختفى تأثيرها أيضاً في الفترة الثانية، حيث اكتمل لها هجمة واحدة فقط في هذا الشوط، مقابل 5 هجمات مؤثرة في الشوط الأول.
إجمالاً مال الاستحواذ على الكرة قليلاً لمصلحة «الأبيض» بنسبة 50.5%، مقابل 49.5% لـ«الأزرق»، حيث تفوق منتخبنا نسبياً في الشوط الأول، قبل أن يتساوى الفريقان في الشوط الثاني، وتبادل كلاهما الخطورة، حيث حصلنا على 4 فرص أغلبها في الشوط الأول، مقابل العدد نفسه من الفرص التهديفية التي لاحت للكويت، وأشرسها في الشوط الثاني.
والحقيقة أن خالد عيسى قدم أداءً بطولياً طوال اللقاء، خاصة في الشوط الثاني، بجانب دفاعنا الذي تصدى لعدة تسديدات خطيرة وقريبة من المرمى، ولم يخطئ عيسى في التعامل مع 4 تمريرات عرضية كويتية خطيرة للغاية، بجانب خروجه مرتين في توقيت رائع ليمنع انفراد هجوم «الأزرق» بمرماه، وتألق فارس جمعة بشكل واضح، حيث أبعد 19 كرة، منها تمريرات مؤثرة، ليكون الثاني في ترتيب أغزر اللاعبين قطعاً للكرة، بعد علي سالمين الذي ظهر بصورة رائعة في وسط الملعب، خاصة على المستوى الدفاعي، بعد قطعه واستخلاصه لـ20 كرة، بالإضافة إلى تكليفه ببعض المهام الهجومية، عقب تحول الطريقة إلى 4/3/3، وجاء سالمين في صدارة أفضل اللاعبين، من حيث التمرير أيضاً بـ93%، وضعته في المركز الثاني خلف خميس إسماعيل صاحب دقة 94%.
عدد اليوم
