الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله الهدية: على الشاعر أن يبحث عن بدائل جديدة ومغايرة حتى يضيء ما حوله

عبدالله الهدية: على الشاعر أن يبحث عن بدائل جديدة ومغايرة حتى يضيء ما حوله
27 أغسطس 2011 04:41
يستعد الشاعر والباحث عبدالله الهدية لإصدار كتابين جديدين خلال الأشهر القادمة، الأول ديوان شعري بعنوان “الباحث عن إرم” سوف يصدر ضمن منشورات بيت الشعر بأبوظبي، أما الكتاب الثاني يتضمن كتابات نثرية تتراوح بين الخواطر الذاتية والقصائد القصيرة المكثفة التي تجاور وتتداخل مع قصيدة النثر، ويحمل عنوان “لأجلها” وسيصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. والشاعر عبدالله الهدية معروف بتصديه للقصائد العمودية الطويلة، وانشغاله بكتابة مقالات تبحث في الشأن الثقافي نقدا وتحليلا وانتباها لبعض الظواهر المبهجة والأخرى المنطوية على قلق وأسئلة إبداعية خاصة وعامة، وهو بجانب ذلك مهموم أيضا بالبحث والتنقيب في تاريخ وميراث الشعر المحلي القديم، وما يواكب هذا الشعر من أنماط فلكلورية وتراثية اندثر أغلبها أو هي في طور التلاشي والغياب الكلي من ذاكرة ومعارف وانتباهات الجيل الجديد. “الاتحاد” التقت بالهدية للتعرف على مضامين ومسارات كتابيه الجديدين، واستبصار آرائه وانطباعاته حول الساحة الأدبية المحلية بشكل عام، والشعرية بشكل خاص. ففي سؤال حول فضاءات وانشغالات ديوانه الجديد، خصوصا بعد فترة توقف طويلة لم يقم خلالها بتجميع قصائده الكثيرة والمتشعبة بين دفتي كتاب يمكن له أن يمثل خلاصة سنوات من الخبرة الحياتية والتراكم الفني، يجيب الهدية بالقول أن ديوان “الباحث عن إرم” سيكون هو ديوانه الثالث بعد ديوانيين قديمين هما ديوان: “إلى متى” الذي أصدره في أواخر التسعينات وديوان “أين أنت” الذي أصدره في العام 2001. وأوضح الهدية أن وجود فاصل زمني كبير يمتد إلى عشر سنوات بين إصدار آخر دواوينه وبين ديوانه الجديد “الباحث عن إرم” قد وضعه في مأزق فني وحيرة ذاتية حول انتقاء قصائد معينة والتضحية بأخرى، كي لا تتكرر أفكارها، وكي لا يزدحم الديوان الجديد بنتاج غزير من القصائد المتفاوتة في مواضيعها وفي مستويات نضجها الفني والموضوعي. وأشار الهدية إلى أن ديوانه الشعري الجديد سوف يضم ستين قصيدة عمودية تتوزع على أغراض مختلفة فمنها القصائد الوطنية، والأخرى الغزلية، والرمزية، بجانب القصائد الاجتماعية العامة. وعن دلالات اختياره لعنوان “الباحث عن إرم” قال الهدية “إن عملية البحث عن ما هو غامض، ومغيّب، وعصيّ على الاكتشاف، يؤكد على أن مغامرة الشاعر في البحث عن القصيدة الخالدة والمكتملة سوف يدفعه دون شك إلى عدم التوقف عند انجازات لحظية، لأن وهج الإبداع لا يمكن له أن يكتفي بمخزونه ووقوده الداخلي المؤقت، وإلا انطفأ، لذلك لا بد للشاعر أن يبحث عن بدائل ومسارات ومناطق وأساليب جديدة ومغايرة حتى يتواصل فيه هذا الوهج وحتى يضيء ما حوله على الدوام”. وأضاف الهدية أن قصيدة “الباحث عن إرم” وهي القصيدة الأساسية أو المحورية في الديوان تتضمن إسقاطات وتلميحات عديدة حول واقعنا الراهن، كما تحتوي أيضا على رموز ودلالات تتلمس قلق وتساؤلات الحاضر والمستقبل معا. وعن محتوى كتابه الثاني “لأجلها” قال الهدية “هو كتاب أقرب للشعر لأنه يحتوي على صور وانطباعات ذاتية تتميز بالتكثيف والإيجاز الشديد، وبتوظيف أسلوبي وشكلاني معاكس تماما لقصائد ديوان “الباحث عن إرم” العمودية والمسترسلة”. وأضاف “وجدت في هذه الكتابات المكثفة مساحة مفتوحة للتحليق في أجواء النص الشعري، لأنني لم أكن متقيدا بوزن محدد أو قافية إلزامية، تجبر الشاعر أحيانا على تقليص مساحة التعبير الذاتي وتحويرها أو الالتفاف حولها حسب شروط الوزن وحسب هوى القافية”. وفي سؤال حول ما إذا كانت بعض كتابات الديوان تنتمي لبنية ومعمار قصيدة النثر، أشار الهدية إلى أن معظم هذه الكتابات هي قصائد نثر ولا يمكن فصلها عن فضاء هذه القصيدة المتضمنة إيقاعا داخليا مستترا وتراكيب لغوية مدهشة. وحول توجه بعض الشعراء لأنماط كتابية أخرى مثل القصة أو الرواية أوضح الهدية أن هذا التوجه ينطوي على رغبة البعض في التنويع والتجريب، ولكنه يفضل أن يبقى المبدع مخلصا للحقل الذي بزغ فيه وتأكدت وتأصلت من خلاله موهبته، لأن زمن (المبدع الموسوعي) ــ كما أشار الهدية ــ انتهى، وعلى المبدع أن يستمر في البحث والتجريب والاكتشاف داخل الفضاء الإبداعي الواحد والهائل أيضا والذي يحتويه ويشكل هواه وهويته وبصمته الإبداعية المتميزة. رأي حول قصيدة النثر حول الآراء الإقصائية التي تبناها معظم منتجي الشعر العمودي في المكان والتي ترى أن قصيدة النثر لا تمت بصلة للشعر في شكله وجوهره، قال الهدية “كنت في السابق متعصبا للقصيدة العمودية ومنحازا لها بشكل أعمى، ولكنني بعد متابعة محايدة وقراءة متأنية لقصيدة النثر، وجدت أنها تشتمل على أنماط جمالية مغايرة، وتراكيب لفظية مدهشة، ورأيت أن الشعر عالم مفتوح وفضاء رحب لكل الشعراء، بشرط أن يكونوا شعراء موهوبين ويملكون ثقافة بصرية وحساسية فكرية ولغوية متفردة وعالية”. وأضاف “وبالتالي لا يمكن لنا إقصاء التجارب الشعرية الجديدة، لمجرد أنها مختلفة عن السائد والمتداول والمتوارث”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©