الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سوق السمك.. أصل الحكايات

سوق السمك.. أصل الحكايات
30 ديسمبر 2017 21:07
الكويت (الاتحاد) زبيدي، نغر، نهاش، شعم ، سبيطي، كنعد، روبيان. ترتفع أصوات البائعين من كل الاتجاهات، ويزدحم المكان، وتمتلئ الطاولات بكل الأنواع والألوان والأحجام. هنا سوق السمك الكبير، رائحة العراقة والذكريات. فالأسماك هي أصل كل الحكايات، هي البداية والنهاية، ترتبط بالحياة والإنسان هنا في الخليج العربي، قبل النفط وبعده، في أيام الشدة وفي سنوات الرخاء. رحلات النواخذة، ومغامرات البحر، وأيام الصيد، وأشهر الشتاء. هنا في السوق الكبير تمر أمامك كل هذه الصور القديمة والحديثة، الحكايات والذكريات. في وطن النهار.. كويت المحبة.. لن تجد صعوبة في الوصول إلى سوق السمك، لأنه قبلة لكل المواطنين والمقيمين، ويقع في منطقة شرق، كما يعتبر السوق الذي تم افتتاحه عام 1998، المكان المحبب على الواجهة البحرية للغالبية العظمى في الكويت، وكذلك يعتبر من المعالم المهمة في دولة الكويت، حيث يجمع بين أصالة الماضي وطبيعة الحاضر، بالإضافة إلى أنه يستقبل نحو 6 ملايين شخصاً سنوياً. للوهلة الأولى لا تشعر أن المنطقة بها سوق سمك، بل مجمع تجاري كبير، حيث يعكس السوق الشكل والتصميم المعماري المتميز لسوق السمك التقليد التاريخي العريق للصيد البحري، حيث يحيي التراث الكويتي، ويقدمه بأسلوب حديث، يتماشى مع الحاضر، مع الحفاظ على التراث القديم في البسطات وطاولات البيع وساحة المزاد للصيادين، مع توفير نظام تكييف الهواء، كما حرصت الإدارة على النظافة المستمرة للسوق التي جعلت المناخ بالسوق منطقة للتنزه والاستمتاع بالتسوق، كما يتميز السوق ببرادات لحفظ السمك الطازج، وتعتبر صالة المزاد أشبه بـ «خلية نحل». ويشمل السوق عدداً كبيراً من البسطات لبيع السمك الطازج، بالإضافة إلى المحال والأكشاك التي تباع فيها الأدوات البحرية والمواد الغذائية، من خضراوات وفاكهة ولحوم ودواجن وحلويات عربية، بالإضافة إلى المكسرات والتوابل، ما يجعله سوقاً متكاملاً لتلبية جميع احتياجات رواد السوق. كنت أبحث عن الماضي وذكرياته، وتجولت في السوق أجمع المعلومات وأتحدث مع كبار السن، فقد كان أول سوق للسمك في الكويت بني في عهد حاكم الكويت الخامس الشيخ عبدالله بن صباح الثاني 1866-1892، الذي كلف الحاج حسن السماك أحد أشهر صناع سفن صيد السمك في الكويت قديماً بتولي مسؤولية إدارة وتنظيم سوق السمك الذي اختير موقعه قرب سوق الفرضة القديمة الذي كان يقع ناحية البحر. تم نقل السوق إلى موقعه الحالي عام 1892، قرب سوق الخضرة، وله 7 مداخل منها ثلاثة على سوق الخضرة وثلاثة أخرى على سوق الغربللي ومدخل على سوق اللحم، وعرف سوق السمك هذا باسم «العماريات» نسبة إلى العريش الذي استخدم لتغطية سقف السوق بهدف حماية رواده من حرارة الشمس وأمطار الشتاء. في السوق القديم، وصل عدد الدكاكين 30 دكاناً يديرها كويتيون يطلق عليهم «الجزافون»، أي الذين يمتهنون مهنة شراء السمك وتقطيعه وبيعه، حيث كانوا يقومون في الصباح الباكر بشراء السمك من الصيادين، سواء عن طريق «الحراج» أي المزاد بمفهومنا الحديث، أو باتفاق كل واحد منهم مع صياد معين يعتبر عميلاً دائماً له، ومن ثم بيع السمك بالتجزئة على المستهلكين في السوق. تطورت الحياة وتغير شكل السوق مع التطور الحضاري للكويت، إلا أن ذاكرة التاريخ لا تزال تفوح من داخل السوق، في وطن النهار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©