وصل قطار «خليجي 23» إلى محطة نصف النهائي، والتي تشهد مباراة الإمارات مع العراق، ولقاء عُمان مع البحرين، في موقعتين من العيار الثقيل، يصعب التكهن بهوية الفائز فيهما، خاصة أن الدور الأول الذي باح بكل أسراره دانت فيه الأفضلية لمن عرف «من أين تؤكل الكتف»، على خلفية حسم أغلب المباريات من أدق التفاصيل.
في الدور الأول ب «خليجي 23» كانت المستويات متقاربة، والكفة متأرجحة، بشكل استحال معه إطلاق التوقعات قبل المباريات، مما يعكس حقيقة في غاية الأهمية أن أغلب المنتخبات لم تكن على أتم جاهزية لخوض غمار البطولة، لتختفي الفوارق، ويصبح الجميع على المسطرة نفسها من المستوى.
في المجموعة الأولى، لم يكن طريق عُمان نحو الصدارة مفروشاً بالورود حيث تطلب الأمر السقوط أمام الإمارات بالجولة الأولى، ومن ثم اجتياز منتخب الكويت بضربة جزاء، قبل أن يخرج بفوز مستحق على حساب السعودية، لكن يحسب ل «الأحمر» العُماني فرض شخصيته في أصعب الأوقات، وعدم الانهيار بعد السقوط في الاختبار الأول.
حتى منتخب الإمارات الوصيف واجه متاعب أكبر، وبعد فوزه على عُمان، اكتفى بتعادلين مع السعودية والكويت، ليمثل «الأبيض» حالة غريبة في البطولة، بعد تأهله إلى الدور الثاني بهدف واحد، لكنه في المقابل أظهر صلابة دفاعية، بعدم اهتزاز شبابه في المباريات الثلاث، وكأن مدربه الإيطالي زاكيروني أراد إيصال رسالة صريحة مفادها بأن الدفاع خير وسيلة لتحقيق الأمنيات.
في المجموعة الثانية، استفاد منتخب العراق من أخطاء مباراته الأولى أمام البحرين، ليقلب الموازين بعد ذلك، سواء بتحويل تأخره إلى فوز على قطر أو إحباط نوايا اليمن في الشوط الثاني، لكن كلمة السر تمثلت في العناصر البديلة التي صنعت الفارق ل «أسود الرافدين»، الذي يكاد يكون الفريق الوحيد في البطولة الذي يملك أكثر من 14 لاعباً على المستوى نفسه من الجاهزية.. أما البحرين وصيف المجموعة الثانية، عانى الأمرين ليخرج سالماً من مجموعة «الموت»، خاصة أن تعادله الأول مع العراق لم يكشف عن نواياه الحقيقية، ليواجه مشقة أبر في مباراته الثانية مع اليمن التي حُسمت بضربة جزاء، ثم وصلت المعاناة إلى أعلى مستوياتها أمام قطر، لكن يستحق «الأحمر» في النهاية الإشادة على ثباته وقدرته على مواجهة الصعاب والتحديات.
عدد اليوم
