سيد الحجار(أبوظبي)
تراجع معدل انخفاض الإيجارات السكنية بأبوظبي خلال الربع الأخير من العام الحالي، لتشهد بعد المناطق تراجعاً طفيفاً في الأسعار تراوح بين 1% و3%، فيما ظهرت بوادر استقرار بالأسعار في مناطق أخرى.
وقال متعاملون بالقطاع العقاري في أبوظبي لـ «الاتحاد»، إن السوق العقاري شهد تراجعاً ملحوظاً خلال العامين الماضيين، حيث زادت نسبة التراجع في بعض المناطق على 10%، موضحين أن الفترة الحالية تشهد إصرار كثير من الملاك على تجديد العقود على ذات السعر، أو قبول التخفيض بنسب منخفضة جداً.
وأشار عبدالرحمن الشيباني، رئيس مجلس إدارة شركة منابع العقارية، إلى تباطؤ معدل التراجع في الأسعار الإيجارية خلال الفترة الأخيرة، حيث يشهد السوق حالياً حالة من الاستقرار النسبي بمعظم المناطق، لاسيما بعدما شهد السوق تصحيحاً ملحوظاً في الأسعار خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن معظم الوحدات المؤهلة شهدت تراجعات تدريجية ملحوظة خلال العامين الماضيين، موضحاً أن النسبة الكبيرة من المستأجرين خلال الفترة الحالية يقومون بإعادة تجديد العقود على ذات القيمة الإيجارية، وعند قبول المالك للتخفيض لا يزيد على 5% غالباً.
وأوضح الشيباني أن التغيير الملحوظ في السوق خلال هذه الفترة، يظهر في تنوع المعروض بمختلف المناطق، ما يوفر خيارات متنوعة أمام المستأجرين، لافتاً إلى توفر وحدات متميزة وبأسعار تنافسية داخل المدينة، ما قلص توجه كثير من العملاء للسكن خارج أبوظبي.
وبحسب تقرير لشركة كلاتونز للاستشارات العقارية، تراجعت أسعار الإيجارات في مناطق الاستثمار السكني بأبوظبي بنحو 1.8% خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بالربع الثاني من ذات العام، مؤكداً تباطؤ معدلات الانخفاض في أسعار الإيجارات، إذ سجل الربع الثاني انخفاضاً بقيمة 3.6%.
وقال فيصل دوراني، رئيس قسم الأبحاث، بشركة كلاتونز: «ما زالت حالة عدم اليقين التي يشهدها السوق منذ ما يقرب من ثلاث سنوات مستمرة، ولكن تلوح في الأفق بعض الإيجابيات التي قد تساعد على تعزيز نمو السوق من الناحية الاقتصادية، بما في ذلك إعلان شركة أدنوك مؤخراً عن قيامها باستثمار 109 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة».
وأضاف: من المرجح أن يساهم مثل هذا الإعلان في إنعاش سوق العقارات في العاصمة الإماراتية في شكل طلب متزايد على العقارات السكنية والتجارية. ومع ذلك، فإننا نتوقع على المدى القصير أن كلاً من المستأجرين والمشترين، سيواصلون توخي الحذر من جانبهم.
زيادة المعروض
إلى ذلك، قال عمر الكتري، الرئيس التنفيذي لشركة البناء للاستثمار العقاري، إن تراجع أسعار الإيجارات خلال الفترة الماضية، فضلاً عن زيادة المعروض، منح المستأجرين فرص لاختيار لانتقاء الوحدات السكنية الأفضل، من حيث الخدمات، وكذلك من حيث فئات المقيمين، حيث تفضل العائلات السكن في الوحدات الجديدة والخالية من العمال والعزاب، في ظل زيادة سكن طبقات محددة بالبنايات القديمة وسط أبوظبي.
بدوره، قال قاسم مال الله الحمادي، المدير التنفيذي لمؤسسة لؤلؤة الخليج للعقارات، إن هناك زيادة ملحوظة في المعروض من الوحدات السكنية بأبوظبي حالياً، حيث تتوفر وحدات خالية بمعظم البنايات المأهولة بأبوظبي، فضلاً عن دخول وحدات جديدة للسوق حالياً، موضحاً أن ذلك يوفر فرصاً أمام المستأجرين لاختيار الوحدات المناسبة من حيث توفر الخدمات ومواقف السيارات والصيانة والمرافق الترفيهية.
منحنى الأسعار
من جانبه، أكد محمد الهبش، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة هيدرا العقارية، إن الفترة الماضية شهدت تراجعاً ملحوظاً في أسعار الإيجارات ببعض المناطق مثل جزيرة الريم، بنسبة وصلت إلى 20% ببعض المشاريع، فيما يمكن القول إن الفترة الحالية تشهد استقراراً في الأسعار.
وأضاف الهبش أن منحنى أسعار العقارات غالباً ما يشهد حالة من التقلب، وهو ما يعطي مؤشرات على معاودة الأسعار للزيادة خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن انخفاض الأسعار يشجع المستثمرين على الشراء، ما يعزز زيادة الطلب من جديد، وهو ما ينعكس على الأسعار سواء للبيع أو الإيجار.
وأكد أن استمرار طرح الشركات العقارية للمشاريع الجديدة يعكس إدراك شركات التطوير لظروف السوق، والتوقعات الإيجابية بشأن معاودة النمو. وبحسب تقرير صادر عن شركة جيه إل إل، شهد الربع الثالث تسليم نحو 550 وحدة سكنية في الربع الثالث، مما رفع إجمالي المخزون من الوحدات السكنية إلى نحو 250 ألف وحدة.
وكان من بين المشاريع التي تم تسليمها برج الجزيرة على الكورنيش، والبرج السكني C34 في مشروع سرايا على الكورنيش، ومشروع تطوير مرسى أبوظبي في البطين.
وأشار التقرير إلى تراجع إيجارات الشقق السكنية في أبوظبي بنسبة 5% خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بالربع الثاني من ذات العام، بينما تراجعت إيجارات الفلل بنحو 1% خلال ذات الفترة.
وعلى أساس سنوي، كشف التقرير عن تراجع أسعار تأجير الشقق بأبوظبي بنحو 13% خلال الربع الثالث من 2017، مقارنة بالربع الثالث من 2016، كما تراجعت إيجارات الفلل بنحو 9%.
استقرار السوق
وقالت آن بوثيلو - الخبيرة العقارية لدى دوبيزل- إنه من خلال عمليات البحث على موقع دوبيزل العقارية خلال الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2017، تم رصد ارتفاعاً في الطلب وعمليات البحث في كل من عقارات البيع والإيجار بإمارة أبوظبي.
وأوضحت لـ «الاتحاد» أن مناطق الريف داون تاون، وجزيرة الريم، والمنيرة تعد الأكثر بحثاً فيما يتعلق بالبيع، في حين حلّت مناطق مدينة محمد بن زايد، ومدينة خليفة، والمرور، كأعلى المناطق بحثاً من حيث الإيجار.
إلى ذلك، أشارت فايزة الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة إنفينت دايمنشنس للاستشارات العقارية، إلى صعوبة الحديث حالياً عن وصول السوق لمرحلة الاستقرار، ولكن يمكن القول إن معدل التراجع في الأسعار انخفض مقارنة ببداية العام.
وأوضحت أن الفترة الحالية تشهد مناقشات محتدمة بين الملاك والمستأجرين، في ظل إصرار كثير من السكان على خفض القيم الإيجارية بمعدلات مرتفعة، فيما يرفض الملاك خفض الأسعار غالباً بأكثر من 5%، لاسيما بعدما شهدت الإيجارات تراجعات كبيرة خلال العاميين الماضيين.
وأضافت الزرعوني: على سبيل المثال فإن مستأجر الوحدة السكنية التي تراجعت قيمة تأجيرها من 120 إلى 100 ألف درهم سنوياً خلال عام، يرغب في خفض الإيجار لنحو 80 ألفاً، بيد أن المالك يرفض إعادة تخفيض الإيجار بأكثر من 5 آلاف درهم.
عدد اليوم
