الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انفراج وشيك للأزمة بين الرئاسة اليمنية و«الحوثيين»

انفراج وشيك للأزمة بين الرئاسة اليمنية و«الحوثيين»
12 سبتمبر 2014 12:31
رجحت مصادر رئاسية يمنية، أمس الخميس، التوصل خلال ساعات إلى اتفاق تسوية نهائي ينهي الأزمة المتفاقمة في البلاد على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة الحالية وتقودها جماعة الحوثيين المتمردة منذ 18 أغسطس الماضي. وقالت المصادر لصحيفة «26 سبتمبر» العسكرية والمقربة جدا من القصر الرئاسي في عددها الصادر الخميس، إن الرئيس عبدربه منصور هادي يبذل «جهود متواصلة» لإنهاء الأزمة الراهنة التي وضعت البلد على شفير حرب أهلية، مؤكدة حرص هادي على تجيب اليمن «مآسي الفتنة والاحتراب»، انطلاقا من مسؤوليته «التاريخية والوطنية». وأشارت إلى ان «هناك مشاورات مكثفة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة»، متوقعة التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي خلال ساعات. وذكرت مصادر في الفريق الحكومي المفاوض لـ(رويترز) ان الاتفاق يتضمن خفضا في أسعار الوقود وتشكيل حكومة جديدة، مقابل إنهاء الحوثيين تجمعاتهم السلمية والمسلحة في العاصمة وضواحيها. وتوقع مصدر قريب من القصر الرئاسي أن يتم «تتم تسمية رئيس الوزراء المكلف في غضون 48 ساعة»، بحسب وكالة فرانس برس. وكشف مصدر مسؤول في شركة النفط الحكومية لـ(الاتحاد) عن قرار مرتقب لتخفيض سعر صفيحتي البترول والديزل (20 لترا) بقيمة 500 ريال ليصل بذلك مجموع الخفض إلى 1000 ريال ما يعادل أكثر من نصف الزيادة السعرية التي أقرتها الحكومة أواخر يوليو. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي أمر الاسبوع الماضي بتخفيض اسعار الوقود بقيمة 500 ريال ضمن مبادرة لنزع فتيل الأزمة تضمنت ايضا تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها الحوثيون والحراك الانفصالي في الجنوب وممثلون عن فئتي الشباب والمرأة. وأكدت جماعة الحوثيين التي تهيمن على مناطق واسعة في الشمال، استمرار المفاوضات مع السلطة للتوصل إلى اتفاق نهائي، لكنها نفت تقارير إعلامية تحدثت عن إبرام الاتفاق، بحسب ناطقها الرسمي، محمد عبدالسلام. ومن المفترض ان يزيل هذا الاتفاق مخاوف كبيرة من اندلاع حرب أهلية داخل العاصمة خصوصا بعد أحداث الثلاثاء الماضي عندما قتل ستة من عناصر الجماعة الحوثية ومسعف طبي برصاص جنود الحماية الرئاسية، واندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش والمتمردين في منطقة «حزيز» جنوب المدينة. وحذرت وزارة الداخلية، الليلة قبل الماضية، من مخاطر استمرار ميليشيات الحوثيين في اعتداءاتها التخريبية على المنشآت العامة والخاصة، مؤكدة في بيان نشر على موقعها الالكتروني استمرار الحوثيين في الانتشار في عدد من شوارع وحارات منطقة «حزيز» التي تعد واحدة من مناطق نفوذ الجماعة المتمردة في صنعاء. وذكر موقع وزارة الدفاع أن النائب العام، علي الأعوش، أمر بالتحقيق في حادثتي قتل المتظاهرين أمام مبنى الحكومة والاعتداء على منشآت حكومية وخاصة في منطقة «حزيز»، وهو ما يعكس انفراجة وشيكة للأزمة الراهنة بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء. وكان الملف اليمني حاضر في المحادثات التي جرت عبر الهاتف، ليل الأربعاء الخميس، بين العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي، باراك اوباما. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي والعاهل السعودي أكدا خلال اتصال هاتفي التزامهما المشترك بمواصلة دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته «بغية الوصول الى حل دائم يهدف الى حلحلة التوترات الجارية مع الحركة الحوثية في إطار العملية الانتقالية بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي». وجدد الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، رفضه القاطع «لأي أجندات إقليمية خارجية على حساب امن واستقرار اليمن»، وذلك خلال لقائه أمس الخميس قيادات الأحزاب السياسية المتحالفة مع سلفه علي عبدالله صالح. وطالب هادي جميع القوى السياسية في بلاده بالتكاتف «خصوصا في هذا الظرف الصعب الذي نرى فيه حشود الحوثيين تزعزع امن العاصمة صنعاء ومحيطها ومناطق» أخرى، في إشارة إلى محافظتي الجوف (شمال) ومأرب (شمال شرق) حيث تدور معارك عنيفة بين الجماعة المتمردة وقبائل مسلحة موالية للحكومة في صنعاء. وأكدت مصادر قبلية لـ(الاتحاد) سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال اليومين الماضيين باحتدام المعارك في محافظتي الجوف ومأرب بين الحوثيين، من جهة، والقبائل المسلحة الموالية للحكومة وحزب الإصلاح الإسلامي السني، من جهة ثانية. وذكر تليفزيون المسيرة التابع لجماعة الحوثيين أن الطيران الحربي شن غارات جديدة صباح الخميس، لليوم الخامس على التوالي، على أهداف متعددة في مناطق متفرقة في الجوف خصوصا بلدة «الغيل»، حيث يستمر القتال بشراسة منذ ايام. وأكد مسؤول إعلامي في الجماعة المذهبية لـ(الاتحاد) «إسقاط مروحية عسكرية في الجوف»، إلا أن وزارة الدفاع سارعت بنفي ذلك رسميا. وأفادت وسائل إعلام محلية مقربة من حزب الإصلاح بمقتل العشرات من الحوثيين، بينهم 11 قياديا، في المواجهات الدائرة في محافظتي الجوف ومأرب، والتي أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلا في صفوف الجيش والقبائل الموالية له. وقُتل ثمانية مسلحين على الأقل وأصيب آخرون أمس الخميس في ثلاثة انفجارات متوالية استهدفت مركبات تابعة لجماعة الحوثيين المتمردة في مدينة عمران شمال اليمن. وأفاد مسؤولون في السلطة المحلية بعمران لـ(الاتحاد) أن ثلاثة انفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة بدائية التصنيع استهدفت مركبات تابعة لجماعة الحوثيين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير عربتين. وذكروا أن الانفجار الأول استهدف مسلحين حوثيين كانوا على متن عربة في منطقة الجنات شمال المدينة التي سقطت بأيدي مقاتلي الجماعة المذهبية في الثامن من يوليو الماضي، مشيرين إلى أن الانفجار أسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين. كما قُتل ستة من مسلحي جماعة الحوثيين في انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارة كانت تقلهم في شارع رئيسي وسط المدينة حسب أحد المسؤولين المحليين الذي اشار إلى وقوع انفجار ثالث بالقرب من سوق شعبي في جنوب غرب عمران من دون أن ترد معلومات مؤكدة بسقوط ضحايا. وتزامنت الانفجارات، وهي الأولى من نوعها في المدينة، مع تظاهرات لمؤيدي المتمردين الحوثيين في عمران مناهضة للحكومة الانتقالية في صنعاء. وأكد تليفزيون المسيرة التابع للمتمردين الحوثيين مصرع ثمانية أشخاص وإصابة 12 آخرين في سلسلة انفجارات بعمران. في غضون ذلك، أُصيب عقيد في الجيش اليمني يشغل منصباً محلياً في محافظة عمران في محاولة اغتيال استهدفته أمس الخميس في العاصمة صنعاء في أحدث مسلسل عمليات القتل التي تستهدف رجال الجيش والأمن في هذا البلد المضطرب منذ سنوات. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) إن مسلحين كانوا على متن سيارتين اعترضوا طريق رئيس المجلس المحلي لبلدة «مسور» في عمران، العقيد أمين الحيدري، بعد ترجله من سيارته الخاصة في حي «سعوان» شرق العاصمة صنعاء، مشيرين إلى أن اثنين من المسلحين باشرا بإطلاق النار على العقيد أحمد الحيدري قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار. وقال مصدر أمني في عمران لـ(الاتحاد) إن الهجوم أسفر عن إصابة العقيد الحيدري بجروح بالغة نقل على إثرها إلى العلاج بأحد مستشفيات العاصمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©