ندمُ مفارقة

وهل لي حينَ فارقتُ الحبيبَ سوى نَوحٍ يعلمني النحيبَ وجسمٍ ناحلٍ من فرطِ حزني وعينٍ لم تدعْ دمعاً رطيبا فوا شجني وقد لاقاهُ قومٌ ففازوا، لم أكن معهم مُجيبا وقد ناداهمُ والليلُ ملقٍ سدولَ ظلامهِ، حجباً، كثيبا فقاموا للتطهّرِ من رقادٍ وكلٌّ كان في حبٍّ منيبا فدمعٌ يحرقُ الأجفانَ شوقاً وقلبٌ عُلَّ قد لاقى الطبيبَ وأنفاسٌ كأنَّ الخوف طبعٌ لها، وجبتْ إذا سجدوا وجيبا ونفسٌ قد تذكرت المعاصي بعمرٍ صار من هذي عطيبا فغشّاها من الألم اكتواءٌ بهِ قد يصبح الولدانُ شيبا فوا ندمَ النفوس على زمانٍ مضى في الإثم مسروراً عجيبا وغفلتَها عن القدوس كِبراً وقد غُرّتْ بأمرٍ لن يطيبَ فحينَ الحشر ذاكَ الأمر يغدو هباءً، كن أيا قلبي لبيبا خلَوا بالرب، والنوم اختلى بي وأحسبني بذا قد جئتُ طيبا وأي الطيب في تفضيلِ فانٍ على باقٍ، و سعيٍ لن يخيبَ؟ علَوا، والبعد لم يترك مسيري فصرتُ وغفلتي قاعاً مَعيبا وجُباً ليس يتلوهُ ائتمانٌ على كنز الفلاحِ، ولن يُصيبَ فيا لله كدتُ أرى مكاني وحولي من لظى جعلوا اللهيبَ فلستُ أصدّهُ إن رمتُ صداً وأصرخُ، لم أجدْ خلاً حبيبا فكلٌّ سيقَ للجنّاتِ بدراً على نجبٍ إلى المولى نجيبا ووحدي في جهنّمَ شرّ خزيٍ لمن ما عاشَ الدنيا غريبا ويحسبُ أنّها للخلدِ دارٌ فعاشَ بها غروراً مستطيبا أيا مولى الذي يرجوكَ عفواً ومن ما غابَ عنه و لن يغيبَ أيا من بي عليمٌ، ليسَ مني سواهُ ـ وإن بدا سوئي ـ قريبا سألتك رحمةً، عفواً، رضاءً ونوراً للفؤادِ سناً مهيبا وعوناً لي على نفسي، ودنيا تؤز فؤادها أزاً مريبا وإصلاحاً لأمري كل حينٍ وهدياً للذي أضحى كئيبا لأنّ القومَ قد قاموا اشتياقاً وكلٌّ بالمكارم قد أثيبَ وفي نومٍ قضى ليلاً طويلاً فوا ندمي، دعوني والنحيبَ شغلتُ عن الحبيبِ، فزادَ همي وأبدى الحزنُ في قلبي دبيبا وحقٌّ للعليلِ دوامَ داءٍ إذا نسيَ التداويَ والطبيبَ