الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري ··· المقاتلة بامتياز

18 فبراير 2008 23:45
مع بروز السيناتور ''جون ماكين''، كمرشح مفترض للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام ،2008 فإن اهتمام الديمقراطيين، أصبح ينصب الآن على اختيار المرشح الأكثر قدرة على مواجهة ''ماكين'' وإلحاق الهزيمة به، صحيح أن الوعود التي يقدمها ''باراك أوباما'' بشأن التغيير، ووضع حد للسياسات الحزبية، لديها جاذبيتها الخاصة، خصوصا إذا ما تذكرنا أن عهد بوش- تشيني قد شهد الكثير من حملات التشهير، واغتيال الشخصية، والحمى الإيديولوجية، إلا أنها الحزبية المقيتة التي لا يكرهها أحد مثلي؛ فعلى رغم أنني واحد من بين عدد قليل من موظفي السلك الدبلوماسي، الذين خدموا في عهدي جورج بوش الأب وبيل كلينتون، إلا أنني قضيت السنوات الثماني الماضية من حياتي في مقاومة حملة اغتيال شخصية قادها البيت الأبيض ضدي· والسيناتور ''هيلاري رودهام كلينتون'' واحدة من بين قلائل ممن يفهمون تماما طبيعة التحديات التي تنطوي عليها هذه المعركة، وقد اتصلت السيدة كلينتون غير مرة بزوجتي موظفة الـ''سي·آي·إيه'' السابقة ''فاليري بالم ويلسون'' وبي شخصيا، كي تذكرني أنه وبصرف النظر عن الهجمات الشخصية، ومحاولات الترهيب التي تعرضنا لها، فإن ذلك يجب ألا يدفعنا للانزواء، والبعد عن ساحة العمل العام· لقد عرفت السيناتور ''كلينتون'' تلك الحقيقة من واقع تجربتها التي حصلت عليها من خلال قضاء الجزء الأكبر من السنوات العشرين السابقة في خوض المعارك ضد آلة الجمهوريين الدعائية، ما جعل منها امرأة مقاتلة بامتياز· السؤال هنا هو: هل لدى ''أوباما'' القدرة على القتال؟ الحقيقة أن الفترة القصيرة التي قضاها في المشهد السياسي الوطني لا تطمئن كثيرا؛ لكي ندرك ذلك، علينا أن نتذكر تلك الرسائل التي تبادلها مع السيناتور ''ماكين'' بشأن موضوع الإصلاح الأخلاقي، وفيها اتهم ''ماكين'' الغاضب أوباما بأنه ''مراوغ''، فرد عليه ''أوباما'' بخنوع قائلا له: ''إن حقيقة كونك قد شككت الآن في مدى صدقي وإخلاصي ورغبتي في وضع المناورات السياسية جانبا من أجل تحقيق الصالح العام، أمر يدعو للأسف في الحقيقة ولكنه لن يقلل بأي حال من الأحوال من احترامي العميق لك''· لقد بدا ''ماكين'' في تلك الرسائل متجاهلا لـ''أوباما'' على نحو مهين، ونجح في النهاية في إرهاب السيناتور قليل التجربة، أي أن ''أوباما'' لم ينجح في الصمود، في المواجهة الوحيدة التي خاضها وجها لوجه مع ''ماكين''· طالما أن الأمر كذلك، فما الذي يجعلنا واثقين أنه سيكون أقوى في المرة القادمة التي سيواجه فيها ''ماكين''، وهو سياسي محنك، ومقاتل، يتمتع بأوراق اعتماد قوية في شؤون الأمن القومي، ثم ما هي المزايا الخاصة التي سيحملها ''أوباما'' معه في تلك المواجهة وخصوصا فيما يتعلق بمسائل الأمن القومي؟ وكيف سيرد ''أوباما'' على تصريحات ''ماكين'' المستهترة عن ضرورة قيام الولايات المتحدة من جانب واحد بقصف باكستان؟ وماذا سيجيب عن الاتهامات الموجهة له بأن دعوته لعقد قمم شخصية، دون شروط مسبقة، مع طائفة من أعداء أميركا من بينهم ''محمود أحمدي نجاد''، و''كيم يونج إيل''، ليست سوى استسلام قبل الأوان· على العكس من الأسطورة التي روجتها حملة ''أوباما''، فإن عام 2008 ليس هو العام المناسب لإجراء تغيير كبير، لأن مهمة أي إدارة قادمة ستتركز على إصلاح الضرر الذي أحدثته سنوات حكم ''بوش'' الثمان، وفي رأيي أن الخيار المطروح على الأميركيين في هذا الشأن واضح: إما قضاء أربع سنوات أخرى تحت الحكم الجمهوري بما سيتخللها من حكم فاسد، وحروب عبثية، وتشويه للدستور، واستنزاف للخزينة العامة، وإما إعادة بناء سمعتنا القومية قطعة قطعة· ولكي يحقق تغييرا عمليا ضد عدو لا يفتقر إلى التصميم، فإن الحزب الديمقراطي لن يحتاج إلى فيلسوف- ملك متوقع، وإنما إلى مقاتل محنك، يفهم أسس الصراع الذي سيواجهه الديمقراطيون سواء في حملة الخريف القادم أو في أثناء الحكم- إذا ما قدر لهم الفوز· إن ''أوباما'' يقول دائما إنه رجل المستقبل، بيد أنه سيتضح أمامنا شيئا فشيئا أنه ليس رجل المرحلة جوزيف سي· ويلسون سفير أميركي سابق لدى العراق ومؤلف كتاب سياسات الحقيقة ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©