الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي.. الشامة والعلامة

أبوظبي.. الشامة والعلامة
16 أغسطس 2012
أبوظبي المدينة الفارعة المتفرعة الرفيعة المرفوعة على أكتاف اللباقة والأناقة واللياقة، الواصلة المتصلة بخصال الأرض وفصال السماء، هي الحدقة الواسعة الشاسعة الساطعة اللامعة، هي البارق المتألق بسحابات الينوع، هي العاشق المحدق في اللألأة، المتدفق شوقاً وعشقاً، هي الحلم المزخرف بنبل النجباء ونجابة النبلاء وشهامة الأوفياء ووفاء الكرماء. أبوظبي المدينة في الصباحات الباكرة تغسل شوارعها برفيف الأخضر اليانع وحفيف الغصن اليافع وترتب ألوان النهار بأيدي الهاتفين حي على الفلاح، حي على الصلاح، وتسفر في المساء عن خد نابض وقد ناهض ومحيا وامض.. أبوظبي المدينة تسرد للطير المحلق قصة الكون الذي صار نجمه بحجم الجزيرة المرفرفة بأجنحة الحبور، المهفهفة بمهفة السرور، المسافرة في أحداق وأعماق المباثرة لأجل حُلُم وحلِمِ، المتحدرة من تصاريح تواريخ جسرت الزمن بمحسنات بديعية، ومبدعات فريدة وجذرت القصيدة بمفردات وقواف وأوزان النبضات التليدة ورسخت للجغرافيا، عشب النماء وخصب العطاء ورطب لا تحيقه رمضاء ولا شعواء وصخب يرتل أنغامه بانسجام ووئام، وشهب تتمايل على أرجائها الحسناء والهيفاء والنجلاء.. أبوظبي المدينة، الخيل والخيال والليل والموال والنهضة العامرة بالسؤال وسعة المجال. نخلة وسنبلة أبوظبي المدينة، نخلة وسنبلة وفرحة مقبلة ونغمة متفائلة وصباحات تجدل الخصلة المجلجلة وشمس تختال ضاحكة مجللة ورحلة إلى المجد على ظهر سفينة مجاديفها من نبل المعاني وطيب الجبلة. أبوظبي المدينة، الكاعب الناهد برصانة الصحراء ورزانة الشهباء تجود الحب بلسان عربي فصيح ولحن بدوي صريح وفن لا تشوبه الهنات ولا التباريح، هي الساعد المرق بتعاويذ الأتقياء، المنقى من دماء الأتقياء وهي الشراع واليراع والمتاع، وهي الأرض المستدعية دوماً قدرات وقارات وياقات وباقات، وهي الصافية المتصافية وهي العافية المتعافية وهي النهد والزند والسعد والود والسند والعضد والسد، وهي الكد والجد والوعد والعهد والأمد والمد والمدد والامتداد والمدى. أبوظبي المدينة، الصولة والجولة والمقلة والقُبلة والقِبلة والبوصلة والفاصلة المتصلة، الواصلة المتأصلة، وهي البوح والفوح والصدح والصرح والكدح، هي البدر هي الخدر هي الصدر هي النحر هي الفجر هي الخير هي الخبر هي البهاء الساخر اللامستتر، هي الحلم الصاخب المتصدر، هي الصحوة والصبوة والسحنة الفياضة والنبرة المستفاضة وهي الخطاب الشفيف العفيف الرهيف وهي السقف والحصف والصحف وهي الكتف المؤزر بشهامة الرجال ونخوة الأشبال، هي أبوظبي المدينة ناعمة متناغمة، رحيمة متراحمة، هي المتفاقمة بوجد العاشقين المدنفين. أبوظبي المدينة، الصورة والأسطورة والنمارق المسطورة، محفوفة بالسندس والاستبرق، تحرسها مقلة وحدق مرسومة بحبر متسق موشومة بحرز ممتشق، موسومة بفضيلة الطموح والنسق.. أبوظبي المدينة، المعنى والمغزى والغزوة المظفرة والعروة الوثقى والعصبة المطهرة، وهي الجزل والفضل والنهل والسهل والبذل والجدل الجدير بالأسئلة، والسؤال المترامي في المكان والزمان وهي الرهان والحصان وهي المدى المتجذر قالب الشجر والحجر والإنسان، وهي الندرة والقدرة والفكرة والعِبرة والديرة والنبرة والحنجرة. أبوظبي المدينة، الواحة التي استراح على عشبها جناح الطير، وهفهفت أوراقها على الأعناق والأشواق والأحداث والمآق، هي الباحة التي بعثت للعالمين رائحة الصحراء وبوح الشجر وقالة البحر عن الدرر وما أفصحت عنه الكثبان حين تاقت النوق لمربض الأمان، واشتاقت الخيل لصرخة الإنسان وراقت الليالي في حضرة الشجعان.. هي الرحبة الرحيبة الخصيبة الهضيبة، الرطيبة، النجيبة، الحبيبة، المستجيبة، الرهيبة، العجيبة، السكيبة، هي أبوظبي المدينة الساحرة العامرة الغامرة المثابرة العابرة، بحار الأمل بخطوات الثيبات والأبكار، المخضبة بحناء اللقاءات الودودة، المخصبة بوفاء القلوب، المشدودة للعطاء والبناء. أبوظبي المدينة.. هبة الله ومنحة السماء، هي اللمحة والملحمة وأيقونة الكون وسيمفونية التلاحم البشري.. أبوظبي المدينة الراح والبراح والقلب والجناح والمهجة المحتدمة بألوان الصباح والصبوة المجللة بأحلام الحسان الملاح، هي المدللة المجندلة بجدائل وجداول، المهذبة بثنايا وطوايا وسجايا وروايات الحالمين بمدينة مثالية وراية عالية وسارية ينقشها الفضاء الوسيع بألوان الأنفة والكبرياء والشيم والنعم والقيم وفخر الأمم. أبوظبي المدينة.. قصة مسهبة في الفصول ورقصة لنجم لا يقبل الأفول وحصة من حصص المعاني الرفيعة وأمنيات القابضين على حجرات الحب، الرابضين عند ثغور الأمل، الناهضين باتجاه الليلك وأفلاك الشفافية، الحادبين لأجل أن يكون المكان حقلاً وفصلاً ونصلاً وأملاً وأجلاً ونخلاً وسهلاً وجدلاً يحيل السؤال إلى أسئلة، ويملأ الرأس بأحلى وأجلى مسألة.. أبوظبي المدينة، الهلال والظلال والجدال والسؤال والأحوال والأمنيات الصقال والبوح المتمادى في الاحتمال، والصرح المتوازي وقمم الجبال والكدح الواجب حدوثه لاكتمال شهر البدر واستواء النور في عمق الليالي. أبوظبي المدينة.. الظبية المتخايلة في خيال الصحراء، النعمة المقيلة في نهار الناس، في تطلعاتهم واستبصارهم واستبطاناتهم واستنباطاتهم ومشاعرهم ورؤاهم وأحلامهم ونزوعهم ونهوضهم وسطوعهم، ولمعان أحداقهم وصبواتهم وغزواتهم، في حلهم وترحالهم، في سكناهم وحراكهم، في عفواتهم وصحواتهم، في نومهم ويقظتهم، في لهفتهم وافتتانهم، في شقائهم وعرائهم، في ترفهم وبذخهم.. هي أبوظبي الظبية الضابطة للرعشة في الأخفاق والأحداق. العاصمة المعصومة أبوظبي المدينة.. العاصمة المعصومة، القارة المستقرة، الكون المكون من كائنات مستكينات، الفضاء المفوض بفائض مستفيض وفيض، هي الأفق المستفيق فوق ثكنة الحلم الجميل، هي الملكوت المالك للملكِ والملكات، هي النخوة المستنيخة لمناخ العطاء، هي الصحوة المصاحبة لا صحات الصحيح الصريح، هي القدوة القادرة المقتدرة القديرة، هي النخلة المتخيلة، المتخايلة والخيالة، هي الجبل الجليل الجائل في عيون العاشقين، هي الدهر الممهور بمهر العناية الإلهية، هي العاشقة المعشوقة، الممشوقة بمشقة المدنفين لمحياها النبيل، هي الصحيفة الحصيفة المتصفحة لألوان البهاء والزهو والازدهار والإثمار والإعمار. أبوظبي المدينة.. لغة بالغة النبوغ، نابغة في البلوغ، المتوغلة في أدغال النفس، المغسولة بعرق ودم، هي المثال المتمثل بأمثلة المدن الناهضة، هي النموذج المتمازج مع الأصالة والحداثة، هي الرغبة القصوى المتقصية أقاصي الوجدان والأشجان، هي الألف واللام والضاد والباء والياء، هي كل الأشياء والأرجاء والأنحاء، هي النواحي المترامية في الأحشاء، هي الماء والصحراء، هي البيد المعلقة على عنق الاستواء، هي الراهبة الموهوبة، المهيبة المتناهية في الرهبة، هي السطوة المستولية على الأفئدة والأوردة وموارد العشق الأبدي المؤبدة في القلب المستبدة عشقاً والقاوفسقاً، هي النهر والظهر والفكر والقدر، هي القمر والسهر والسحر والفجر المتفجر نوراً وبهاء. أبوظبي المدينة.. القديمة الجديدة المتقادمة المتجددة، الواعدة الموعودة بوعد وعهد، المتمادية في المد والمدى، المتباهية في البهاء، المتوازية بموازاة البعيد العتيد التليد المجيد. هي الثابتة الثبوت الواثبة المتوثبة لاثابة السماء وثراء الأرض، هي الساقبة المتساقبة من سقيا ولقيا، هي العظيمة المتعاظمة من عظمة وجلال الذين جللوها بجلجلة مجلجلة، هي الحملقة المحلقة القلقة المقلقة، وهي الفكرة المستبصرة في أفق الناس والأجناس، هي المدار الدائر المستدير في الدائرة الكونية من جهات أربع وقارات.. هي الخيمة والنجمة والنعمة وهي القيمة والشكيمة والنهضة المستديمة، وهي المشيمة والقدرة الرحيمة.. هي الكتاب والخضاب والصوت المهاب والفكر الثاقب المستجاب. أبوظبي المدينة.. النفرة الإنسانية والفزعة والروعة المداهمة لأشواق وأخفاق.. هي المدينة التي بوسعها أن تسكن الكون بخفة جناح طائر ورفة رمش كاعب ورفقة قلب محب، هي المدينة التي بوسعها أن تحتل الأفئدة بومضة وغمضة، وهي المدينة التي بوسعها أن تسافر في الدماء بسيولة وسهولة وأن تحدق في الوجوه بابتسامة، هي شامة وعلامة وهي قامة واستقامة وهي الجديرة بالريادة والفرادة المتفردة المغردة الساردة، حكاية قوم أجمعوا على وحدة الكلمة وما فرقوا ولا تفرقوا، هي الجديرة بكتابة التاريخ بحروف متأنية متفانية، لا متوانية ولا مستثنية لأجل أن تزهر الأشجار وتصدح الأطيار وتزخر الأبحار وتتكئ الديار على أريكة الأمن والاستقرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©