الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش ··· صديق أفريقيا الأفضل

بوش ··· صديق أفريقيا الأفضل
18 فبراير 2008 23:45
أحيط الرئيس ''بوش'' أثناء زيارته لأفريقيا، برعاية فائقة وصلت ذروتها الأحد الماضي، عندما جلس إلى مكتب خشبي تحت الشمس الحارقة إلى جانب الرئيس ''جاكايا كيكويتي'' لتسليم 698 مليون دولار من الهبات الأجنبية التي منحتها الولايات المتحدة لتنزانيا، لكن في الوقت الذي أثارت فيه زيارة ''بوش'' إلى هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا عواطف المواطنين في العاصمة، يبدو أن سياسياً أميركياً آخر نجح في استقطاب اهتمام التنزانيين متمثلا في السيناتور ''باراك أوباما''· يقوم ''بوش'' في هذه الأثناء بجولة أفريقية تحمله إلى خمسة بلدان، وتمتد على مدى ستة أيام بهدف إبراز الجهود الأميركية في مجال مكافحة الفقر والقضاء على الأمراض الفتاكة المتفشية في القارة السمراء· ومع أن العاصمة التنزانية، دار السلام، لا تخلو من صور الرئيس ''بوش'' التي علقت في أماكن عديدة، إلا أن اسم ''أوباما'' يتردد على ألسنة التنزانيين من سائقي التاكسي والتجار إلى بائعي المشغولات اليدوية وأصحاب المحلات التجارية الصغيرة· يبدو أن الرئيس ''بوش'' أينما حل في العالم لا يستطيع الهرب من توقعات السباق الانتخابي والتكهنات حول خليفته في البيت الأبيض، وقد عبر عن ذلك بوش بقوله أثناء مؤتمره الصحفي الذي عقده مع الرئيس التنزاني يوم الأحد الماضي ''كنت أعتقد بأن الإثارة مرتبطة بي، لكن مهلا اكتشفت أنها تذهب في اتجاه آخر'' في إشارة إلى سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، غير أنه مع ذلك لا يستطيع المرء إنكار العواطف الحقيقية التي يشعر بها الأفارقة تجاه إدارة الرئيس ''بوش''، حيث أعلن البيت الأبيض تضاعف المساعدات الأميركية إلى أفريقيا خلال ولاية الرئيس بوش الأولى واستمرارها في الارتفاع لتصل إلى 8,7 مليار دولار بحلول العــام 2010 إذا مـا أقرت الموازنـة التي اقترحها، ويشكل مبلــغ 698 مليون دولار من المعونات التي وقعها الرئيس بوش يوم الأحد الماضي أكبر مساعدة تقدمها ''مؤسسة تحديات الألفية'' التي أنشئت لمساعــــدة البلــــــدان الأفريقيـــــة، لا سيما تلك التي تعتنق الديمقراطية وتحارب الفساد· تستفيد تنزانيا كذلك من مبادرة ''بوش'' العالمية لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز)، حيث قام يوم الأحد الماضي بزيارة إحدى العيادات التي تطبق برنامج مكافحة الإيدز والذي سينقضي أجله خلال هذا العام، وفي هذا الإطار ناشد بوش الكونجرس بإعادة الترخيص للبرنامج، والحفاظ على ثلث الأموال المخصصة لتشجيع العفة، وقد دافع الرئيس ''بوش'' خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في تنزانيا عن البرنامج قائلا: ''إن برنامج مكافحة الإيدز يعمل بشكل جيد، إنه برنامج متوازن يقوم على عناصر ثلاثة، العفة، وعدم الخيانة الزوجية، واستخدام العازل الطبي''، واللافت أن الولايات المتحدة مازالت تحتفظ بصورة إيجابية داخل أفريقيا، رغم كل الأخطاء التي ارتكبت في العراق وأماكن أخرى من العالم، وهي النقطة التي أشار إليها الرئيس ''كيكويتي'' في مؤتمره المشترك مع ''بوش'' وإن كان بحذر بالغ· وفي هذا السياق قال الرئيس التنزاني مخاطباً ''بوش'': ''قد تتباين الآراء حول إدارتك في البيت الأبيض، لكننا نعتقد بأنكم كنتم أصدقاء جيدين لتنزانيا ولمجمل أفريقيا''، لكن على غرار الأميركيين تتجه أنظار الأفارقة إلى الرئيس الأميركي المقبل للولايات المتحدة، وكما هو الحال في الولايات المتحدة تلعب قضايا النوع العرقي دورا مهما في النقاش السياسي، فقد أظهر مسح غير علمي للآراء في تنزانيا أن اهتمام الناس، فيما يتعلق بالانتخابات الأميركية، يتجه نحو المرشحين الديمقراطيين ''أوباما'' و''هيلاري''، ويتفوق على المنافسين الجمهوريين، وقد عبر عن هذا الاهتمام ''نيسومبكي لامتاني'' -أحد الباعة الذين يعرضون منتجاتهم أمام فندق ''كيليمنجارو'' المطل على المحيط الهندي- قائلا: ''إني أسمع الكثير من الناس يقولون إن أميركا غير مستعدة بعد لانتخاب رئيس أسود، أو امرأة، لكن الأفارقة يشعرون بأنهم سيحظون باهتمام أكبر من الولايات المتحـــدة لو كــان رئيسها أسود''· من جهتها تساند وزيرة السياحة في الحكومة التنزانية ''شاما مونجونجا'' المرشحة الديمقراطية ''هيلاري كلينتون'' قائلة: ''يراقب العديد من الناس السباق الانتخابي في أميركا والتنافس المحتدم بين ''هيلاري'' و''أوباما''، لكني شخصيا أفضل ''هيلاري'' التي سبق وأن زارت تنزانيا عندمـــا كــان زوجها رئيسا لأميركا''· غير أن الرئيس ''كيكويتي'' حرص على الابتعاد عن الانتخابات الأميركية، ولم يدل برأي واضح حول الموضوع، حيث تجنب أسئلة الصحافيين بمهارة كبيرة، وقـــد قـــال في هذا الصدد: ''لا أستطيع التدخل في الانتخابات الأميركية، فالناس تتحدث بحماس عن ''أوباما''، لكن المهم هو أن الرئيس ''بوش'' في أواخر ولايته، ومهما يكن الرئيس الأميركي القادم نتمنى أن يكون صديقاً لأفريقيــا كمــا كان الرئيس بوش''· شيريل جاي ستولبورج-تنزانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©