الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض «مسارات» حوار التراث والحداثة في شبه القارة الهندية

معرض «مسارات» حوار التراث والحداثة في شبه القارة الهندية
11 سبتمبر 2014 22:45
افتتح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، مساء أمس الأول بمتحف الشارقة للفنون، معرض (مسارات) الذي ضم لوحات زيتية وأعمالا حروفية وتركيبية ونحتية مستقاة من تأثيرات وظلال وتقنيات فنون الطباعة الحجرية في القرنين التاسع عشر والحادي عشر في الهند وباكستان، وهي أعمال أصلية تعرض للمرة الأولى في المنطقة العربية، حيث عرفت رواجا وازدهارا بعد التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية الهائلة في شبه القارة الهندية. شهد افتتاح المعرض الذي يختتم في العشرين من سبتمبر الجاري، هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومنال عطايا، مدير عام متاحف الشارقة، وحشد من الفنانين والمهتمين، بالإضافة إلى المشرفتين على المعرض الدكتورة بولا سينجوبتا، وكاميلا تشودري. يتوّج معرض (مسارات) التقاليد العريقة لعمل الفنانين المحترفين بالهند وباكستان في مجال الطباعة الحجرية والذين استندوا على معارف أكاديمية من جهة، وعلى الأشغال والمهن التقليدية المتوارثة من جهة أخرى. ويقدم المعرض فرصة نادرة لاستكشاف تقاليد الطباعة الحجرية الغنية في شبه القارة الهندية، حيث يستعرض مدارسه ومناهجه المختلفة، مع استعراض تطور هذا الفن ضمن السياق التاريخي لتطوره في أنحاء العالم. فعلى الرغم من الاضطرابات التي شابت العلاقة بين الهند وباكستان على مدى فترات طويلة من تاريخ هذين البلدين، إلا أن الفن والثقافة كانا على الدوام متفوقين على التوترات السياسية وساهما في بناء الجسور المعرفية والفكرية المتجردة من التعصب الإثني والعقائدي بين هاتين الحضارتين. وعبرت أعمال المعرض عن المهارات الذاتية والقدرات الاحترافية المميزة للفنانين في البلدين، رغم اختلاف وتنوع مرجعياتهم، وبدت هذه الخصوصية واضحة من خلال اقتناص الصور المحاكية للواقع، وسرد الحكايات البصرية المكثفة، المحفزة للأفكار والأسئلة، والمهتمة أيضا بتطوير الذائقة الفنية في أفق أو قوس ثقافي واسع، ينطلق من الأنماط الكلاسيكية للطباعة الحجرية، وصولا إلى الأنماط المعاصرة، سواء في الخامات المستخدمة، أو الرؤى التعبيرية المبتكرة. استمدت معظم الأعمال المقدمة في المعرض جذورها من التقاليد الفلكلورية والتراثية، ولكنها لم تنقطع تماما عن تأثيرات الفنون الأوروبية أثناء الاستعمار، وقبل ذلك أعمال المستشرقين والرحالة والفنانين الذين زاروا بلاد الهند والبنغال وأفغانستان في القرن السابع عشر، حيث انبثق فن الطباعة الحجرية وسط مناخات اجتماعية وسياسية وثقافية شجعت هذا الضرب الجديد من الفنون وقتها، ضمن حركة الإنتاج الشعبي للصورة في شبه القارة الهندية، واستخدم الفنانون والحرفيون أسلوبا أو تكنيكيا فريدا في تاريخ فن الطباعة، وما هو عرف بأسلوب: «البات ــ تالا» الذي إزدهر في أسواق كالكوتا بالهند، وفي البنجاب ولاهور ونيودلهي. كما ظهرت المطبوعات الحجرية الملونة في نهايات القرن التاسع عشر وأدت إلى إحداث نقلة في الأحاسيس الفنية لدى الطبقة الوسطى من المعلمين، وكذلك في سوق المطبوعات، الذي دفع الفنانين إلى إنتاج الأعمال المستوحاة من الأسطورة الشعبية، والخرافات والقصص المحلية، ونشرها بواسطة اللوحات الزيتية المستنسخة من اللوحات الحجرية الأصلية. وضم معرض (مسارات) أعمالا اعتمدت المنهج الفيكتوري الجديد، والذي شهد رواجا منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى أواسط القرن العشرين، وفي فترة اعتبر فيها إنتاج الفن من أجل الفن أمرا غير كاف، وصار من المهم لدى بعض الفنانين تعلّم مهارات جديدة تمكنهم من الحصول على وظائف وتقديم أعمال لا تخلو من التأثيرات الكولونيالية المشجعة على إنتاج الفنون اليدوية وفنون الزخرفة، رغم اعتبارها فنونا: «أقل حظوة» مقارنة بالفنون الجميلة التي احتكرها المستعمر البريطاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©