الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القنوات الأجنبية وأقراص الفيديو تتحدى سيطرة طهران على البث التلفزيوني

22 يناير 2011 00:28
على غرار ملايين الإيرانيين من جميع دروب الحياة، تستمتع الإيرانية صبا، الموظفة في إحدى شركات النفط، بالاسترخاء أمام التلفزيون لتشاهد مسلسلات وبرامج بعد الانتهاء من العمل. وتقول “أتمنى أن يمر اليوم أسرع حتى أستطيع أن أرى ما سيحدث في الحلقة التالية”، هي لا تشاهد التلفزيون الحكومي المحتكر نظرياً البث في إيران، بل القنوات الفضائية التي تبث من الخارج. وقالت صبا (30 عاماً)، طالبة عدم نشر اسمها بالكامل، بسبب عداء الحكومة الإيرانية للقنوات الفضائية الأجنبية، “برنامجي المفضل هو مسابقة الطهي. هذا واحد من أفضل برامج الطعام التعليمية على الإطلاق”. وكانت تتحدث عن النسخة الفارسية من برنامج “انضموا إلينا على العشاء” البريطاني الشهير، حيث يزور 4 طهاة إيرانيين هواة منازل بعضهم البعض ويتنافسون على جائزة مالية. وتبث البرنامج المذكور قناة “مانوتو” الفضائية في لندن، وهي إحدى قنوات عدة بدأت في الآونة الأخيرة تتحدى الرقابة الحكومية ببث برامج باللغة الفارسية تتنافس على جذب الجماهير العريضة، التي لم يكن أمامها حتى وقت قريب خيار يُذكر سوى مشاهدة برامج يختارها التلفزيون الحكومي. وكانت المخرجة مهناز محمدي (34 عاماً) تبدل قنوات التلفزيون الحكومي في منزلها بحثاً عن مادة أخف، فوجدت برنامجاً دينياً وبرنامجاً عن كرة القدم وفيلماً وثائقياً عن الحياة البرية. وقالت “المشكلة في إيران هي عدم وجود برامج من دون رقابة. سبب مشاهدة الناس للقنوات الفضائية هو أنها تعرض علاقات حقيقية بين الناس وذلك ما لا يقدمه التلفزيون الحكومي”. ومنذ جاءت ثورة عام 1979 لتطبق الشريعة الإسلامية في إيران، تعين أن تلتزم البرامج التلفزيونية والأفلام بالقيم الدينية وتجنب عرض مشاهد تظهر علاقات حميمة بين الرجال والنساء أو تخالف معايير الزي الإسلامي للنساء. وفي حين تنص المادة (24)من الدستور الإيراني على الالتزام بحرية التعبير، فإنها تحظر تأييد آراء تقوض المبادئ الأساسية للإسلام”. ومن ثوابت القنوات الحكومية عرض الأفلام، التي توافق عليها الحكومة، وإذا كانت أجنبية يتدخل فيها مقص الرقيب بعنف. وتفسر القيود على البرامج تحول الكثير من الإيرانيين إلى القنوات الفضائية الخارجية، مما يغضب الحكومة. وفي الأسبوع الماضي نقلت “وكالة أنباء فارس” الإيرانية شبه الرسمية عن عالم الدين الإيراني سيد حسين ركني حسيني قوله “القنوات الفضائية استثمرت من أجل انحراف الشبان. بعض الناس ركبوا أطباق استقبال القنوات الفضائية وأدخلوا الشيطان بيوتهم”. وقبل أن تفتح شبكة “مارجان” التلفزيونية في بريطانيا قناة “مانوتو” عام 2010، افتتحت شبكة “الشرق الأوسط” قناة “فارسي 1” عام 2009، واكتسبت جمهوراً، بتقديمها نسخاً فارسية من برامج ترفيهية في الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية وآسيا. وقال المسؤول الديني في الجيش الإيراني محمد علي الهاشم في تصريح صحفي الأسبوع الماضي “برامج القنوات الفضائية هي أكبر حملة عسكرية للأعداء ضد قيم الثورة الإسلامية.” وفي شهر ديسمبر الماضي أغلقت السلطات ستوديو دوبلاج في طهران قالت إنه تابع لقناة “فارسي 1”، واعتقلت خمسة من موظفيه. وقال مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي إن هدف الاستديو هو “مساعدة الحركة المناهضة للثورة”، ونفت القناة أي صلة لها بالاستوديو، مؤكدة أنها ليست لها مكاتب داخل إيران. ومن مصادر التهديد الأخرى لسيطرة الحكومة على البث التلفزيوني، انتشار أقراص الفيديو الرقمية المشروعة وغير المشروعة على نطاق واسع، حيث تتيح الاطلاع على أحدث أفلام هوليوود بتكلفة بسيطة. كما توافرت مؤخراً برامج إيرانية تباع مباشرة في مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت. وأصبح مسلسل “قهوة مرة” من أوائل المسلسلات، التي تُباع في إيران على أقراص الفيديو مباشرة، وحقق نجاحاً مذهلاً.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©