صدمة التذكر ترتد على ساركوزي

أثار الرئيس نيكولا ساركوزي عاصفة من الاحتجاجات بخطته التعليمية الخاصة بالمدارس الابتدائية الفرنسية والرامية إلى ''تبني وإحياء ذكرى'' الأطفال اليهود الفرنسيين البالغ عددهم 11 ألفاً، والذين قضوا في المحارق النازية ''الهولكوست'' كما يقال· وكالعادة لم يستشر ساركوزي وزراءه أو حزبه قبل أن يدعو الاطفال في الصف النهائي من التعليم الاساسي لدراسة مصير الضحايا· وكالعادة أيضا لامست خططه قضية قومية سببت نزاعا داخل المعارضة· بيد أن برنامج ساركوزي الخاص بـ ''صدمة التذكر'' أثار عاصفة من الاحتجاجات السياسية الخطيرة· ونفس عدد كبير من المواطنين عن غضبهم بإرسال الخطابات إلى أبواب بريد القراء في الصحف وكتابة التعليقات عبر المدونات على الانترنت· وانتقدت جماعات من اتحادات طلابية يهودية إلى جمعيات لحقوق الانسان خطة ساركوزي· وقالت جمعية المؤرخين ''ليبرتي بور لاستوار'' إن المبادرة تسعى لإلغاء أسلوب علمي في التعامل مع التاريخ وتبني ''أســـلوب عاطـــفي محض'' بدلا منه· وقالت صحيفة ''لاساس'' الفرنسية التي تصدر في اقليم اللورين إن الأسلوب العاطفي ''هو صفعة على الوجه''· لكن الانتقاد الأشد لساركوزي جاء من سيمون فيل وهي واحدة من الناجيات من المحرقة النازية· قالت الرئيسة السابقة للبرلمان الاوروبي ''لقد تجمد الدم في عروقي في لحظة''· وأضافت ''هذا أمر لا يطاق ودراماتيكي وقبل كل شيء ظالم· فكيف يتسنى لك أن تطلب مثل هذا الأمر من طفل في العاشرة من عمره''· وأردفت قائلة انه من المستحيل كذلك أن تتوقع من طفل مسلم أن يتماثل رد فعله مع نظيره اليهودي· لكن ساركوزي لم يتراجع عن خططه ويدعمه في موقفه صائد النازيين السابق سيرجي كلارس فيلد· وقال الرئيس الذي يحب هو نفسه أن يتجاهل النمطية أن التعليم الاخلاقي مهم وان تلاميذ التعليم الاساسي يجب أن يتعلموا أسس السلوك السليم والتصرفات الصحيحة· وأضاف على تلاميذ المدارس أن يحترموا العلَم وأن يقفوا عند عزف السلام الوطني· وقال ''وفي هذا الاطار'' يتعين فهم معنى ''تبني'' ضحايا النازي من اليهود''· وأردف ''إنك لن تؤذي مشاعر الاطفال بإطلاعهم على ذاكرة وطن''·