الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"العالمي للقاحات والتحصين" يطالب بخفض تكاليف التطعيمات

"العالمي للقاحات والتحصين" يطالب بخفض تكاليف التطعيمات
12 ديسمبر 2018 02:36

أحمد عبد العزيز (أبوظبي)

أشادت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر التحالف العالمي للتحصين واللقاحات «جافي»، حيث توجهت في رسالة مصورة تم بثها خلال ثاني أيام المؤتمر، بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وحكومة دولة الإمارات على الجهود المبذولة في مجال تطعيم الأطفال حول العالم.
جاء ذلك خلال ثاني أيام المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس في فندق روتانا السعديات بأبوظبي، حيث ناقش المشاركون العديد من القضايا، أهمها «تمكين الأجيال القادمة»، و«دور الابتكارات في تخطي التحديات»، و«أثر التطعيمات»، و«الشراكات الأجنبية واستدامة التحصينات وأثرهما على المجتمعات».
وقالت ميركل: «إن الصحة من المتطلبات الرئيسة المهمة للتنمية المستدامة وتعد الصحة أيضاً إحدى نتائجها، وإنه لمن دواعي سروري أن يتم عرض خطة العمل العالمية من أجل حياة أكثر صحة للجميع، حيث تعد هذه الخطة إرشاداً لجهودنا المشتركة». وأضافت المستشارة الألمانية: «ماذا يمكن أن يكون أهم من حياة الملايين من البشر ومنع معاناة الملايين الآخرين؟».
وتابعت ميركل: معاً، يمكن أن نعمل ما يمكن أن نرغب في أدائه. لذا أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من التزم بتحسين صحة الأطفال والذين قدموا الحماية لهم من خلال التطعيمات واللقاحات. واختتمت حديثها قائلة: «أتوجه بالشكر الخاص إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومته على استضافة هذا المؤتمر، وأتمنى للمشاركين مناقشات مثمرة ومشاركة الأفكار الجيدة لتحقيق النجاحات المنشودة».
وطالب مشاركون في المؤتمر بضرورة بذل المزيد من الجهود لتحفيض تكاليف التطعيمات واللقاحات لمختلف الأمراض، حيث إن ذلك يزيد من أعداد الأطفال الذين يتلقون التطعيمات، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على المجتمعات في المستقبل، علاوة على أهمية زيادة الوعي بالتطعيمات في مختلف بلدان العالم، مشيرة إلى أن لدى أسر في المجتمعات المتقدمة أو النامية اعتقادات وأفكاراً مغلوطة عن التطعيمات.

أنجيلا ميركل في الفيديو المصور (الاتحاد)

20 % من ميزانية النيجر للأمن
من جانبه، توجه إيسوفو محمدو رئيس جمهورية النيجر، بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستضافة هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن النيجر تواجه العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية، والديموغرافية، حيث توجد العديد من الجماعات الإرهابية على حدود النيجر مع دول ليبيا وبوركينا فاسو، ومالي، ما ألزمنا بتخصيص 20% من ميزانية الدولة للأمن، وجزء كبير من هذه الميزانية كان يمكن تخصيصه للخدمات الصحية.
وقال الرئيس محمدو: «جافي» ساعدتنا كثيراً في تحصين الأطفال، ونتائج هذه التحصينات اقتصاديا تصل إلى نحو 100 مليون دولار ، حيث إن 15% من سكان النيجر من الأطفال الصغار؛ لذلك نريد تحويل هذه الفئة إلى ربح اقتصادي من خلال الصحة والتعليم والتدريب.
وأضاف: حدث لدينا انخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال بفضل التحصينات، فقد انخفض العدد من 60 ألف حالة في عام 2004 إلى 1000 حالة فقط في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنهم يركزون حالياً على تعزيز نظام الرقابة، والحصول على معلومات دقيقة عن الواقع الصحي والمشكلات للمساعدة في الوقاية والتوسع في التحصينات، ودعا إلى استمرار الجهود لخفض كلفة اللقاحات، حتي تستطيع جميع الدول الاستفادة منها، وإجراء البحوث للوصول إلى لقاحات جديدة للأمراض التي لا سبيل لعلاجها حالياً.

الرعاية الصحية
إلى ذلك، أشار كارلوس أغوستينو دو روساريو رئيس وزراء موزمبيق، إلى أن 66% من ميزانية الدولة مخصصة للرعاية الصحية والتعليم، ودعا إلى تأسيس مركزاً أفريقياً للأبحاث يعمل على توفير معلومات واضحة عن الوضع في القارة تسهم في إنتاج ابتكارات تقلل من تكلفة اللقاحات، وتسهم في وصولها إلى أكبر عدد من السكان.
وقال: التوسع في أعداد المستفيدين من لقاحات التحصين يستلزم ابتكار وسائل جديدة، وهذا بدوره يعتمد على توافر المعلومات الدقيقة لإجراء الأبحاث التي تساعد على إنتاج اللقاحات محلياً لتقليل الكلفة الاقتصادية، وتوقع الأحداث لتوفير الوقت والمفاجآت، بالإضافة إلى التقدم في توزيع اللقاحات بالشكل الصحيح ، ودعا إلى تعزيز الشراكات بين دول منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين، لإيصال اللقاحات إلى جميع أطفال العالم.

حماية أجيال المستقبل
وقالت معالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولية تعليقاً على الجلسة الأولى، أمس: إن دولة الإمارات تستمد قوتها من المرونة التي تتحلى بها والتأقلم مع الظروف المحيطة بها، الأمر الذي يجعل من السهل التغلب على العقبات والتكيف مع المتغيرات، وهذا ما يدفع إلى التعامل مع قضايا التطعيم من خلال زيادة حملات التوعية للتعريف بـ «جافي» وجهودها في هذه المنطقة وإنجازاتها حيث إن الأطفال تحت سن 18 سنة في جميع مناطق وبلدان أفريقيا تلقوا تطعيمات وسيعيشون حياة آمنة وسليمة صحياً، وبالتالي يساهمون بشكل إيجابي في بناء اقتصادات بلدانهم.
وأكدت الهاشمي ضرورة التكاتف والعمل على دعم التحالف العالمي للّقاحات والتحصين «جافي»، ومواجهة بعض المعلومات المغلوطة والنسخ المختلفة للحقيقة، وذلك عبر الاعتماد على المعرفة الحقيقية، والتركيز على كيفية الاستمرار في اتخاذ الخطوات المهمة والمضي قدماً في مسار التقدم والذي يقوم على الابتكار، مشيرة إلى أن التكنولوجيا ستكون العامل الأساسي في التوسع وتحسين الاستفادة من التحصين.
وأضافت معاليها أننا نعيش في حقبة تنتشر فيها المعلومات المغلوطة والأكاذيب بشكل كبير، الأمر الذي يحتم اتخاذ خطوات مهمة، مشيرة إلى أن الإمارات لديها تركيز على كيفية الاستمرار والمضي قدماً في إيصال التحصينات ومواصلة النجاحات التي تحققت.

تقدم محرز
واستعرض التحالف العالمي للتحصين واللقاحات «جافي» نتائج التقرير النصفي للمدة الاستراتيجية من 2016-2020 والذي أظهر تطوراً كبيراً وتقدم في نسب التطعيمات والتي بلغت 88% من أطفال العالم تلقوا تطعيمات في عام 2016 في مقابل 22% فقط في عام 1980، وهذا يعكس مدى التقدم المحرز في مجال التطعيمات وحجم الجهود المبذولة من قبل التحالف العالمي للتحصين.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نجوزي أونجو - إويلا رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للتحصين واللقاحات «جافي»: «إنه من السهل أن نستسلم لحالات عدم الاستقرار السياسية ولكن لدينا تفاؤل من خلال ما نراه اليوم من نتائج إيجابية من حيث تطعيم مئات الملايين من الأطفال وحمايتهم من الإصابة بالأمراض الخطيرة». وأضافت أن «هناك تحولات كبيرة وتوجهات طويلة الأمد من حيث النواحي الديموغرافية في بلدان عدة يعيش بها فئات كبيرة من الشباب وعدم التطعيم للأجيال القادمة قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة مستقبلاً، مشيرة إلى أهمية إشراك الشباب وسماع أصواتهم فيما يتعلق بالتطعيمات لتعريفهم بأهميتها للأجيال الجديدة.

مشاركون في جلسات العمل

تحولات كبيرة
وأشارت الدكتورة إويلا إلى أن هناك تحولات كبيرة، وأهمها الهجرات العشوائية بسبب التوترات السياسية والنزاعات التي تضرب دول عديدة ومنها اليمن وسوريا وشمال نيجيريا، لافتة إلى أن التحالف يقدم المساعدة لهذه البلدان بتوفير اللقاحات والتطعيمات. وقالت: الابتكار يمثل عاملاً رئيساً لأهدافنا في حصول 100% من الأطفال على التحصين، فمن خلال الابتكار يمكن أن تقوم طائرات دون طيار بحمل اللقاحات والوصول بها إلى المناطق النائية والأماكن الوعرة، والعمال الميدانيين، حيث تسمح لنا التكنولوجيا بدرجة أكبر من المرونة ومنحنا القدرة على خدمة أهدافنا في المستقبل.
وأضافت: يجب أن نعمل على إيجاد منصات رقمية للتوعية بأهمية وفوائد التحصين ليس فقط من الجانب الإنساني والصحي، ولكن من جانب الفوائد الاقتصادية، فالتوسع في عدد الحاصلين على اللقاحات والتحصين نتج عنه عائد اقتصادي بنحو 50 مليار دولار، حيث إن كل دولار يتم إنفاقه في تطعيم طفل سيتعدى عائد ذلك 16 دولاراً من حيث تكاليف الرعاية الصحية وسيزيد هذا المبلغ على 40 دولاراً على المدى البعيد، مشيرة إلى ضرورة معرفة قادة الدول بأهمية اللقاحات في الفوائد الاقتصادية».
وتابعت: يجب إعادة تعريف الشراكة وأن يكون هناك دعم أكبر للابتكار حتى لا نصل لمكان لا نستطيع فيه تجاوز التحديات، مع أهمية عدم الاستسلام للمعلومات والحملات العكسية، وأن نعزز من قوتنا، مشيرة إلى أن الحفاظ على إمكانية إيصال اللقاحات إلى المناطق البعيدة والتي تعاني عدم وجود كهرباء على سبيل المثال يشكل أحد التحديات الكبيرة أمام «جافي».
وأشارت إلى أن أهم اهتمامات «جافي» تتمثل في تحصين الكثير من الأطفال في المناطق النائية أو المضطربة، والاستمرار في الابتكار لإبقاء تكلفة اللقاحات متدينة، فتم النزول بمتوسط سعر اللقاح من 1001 دولار إلى 28 دولاراً، مع الاستمرار في العمل على تقليل كلفة اللقاحات الجديدة، بالإضافة إلى الابتكارات المرنة التي تمكننا من التكيف مع البيئات المتغيرة.

معرض الابتكارات
إلى ذلك، نظمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين و«إكسبو 2020 دبي»، معرضاً بعنوان «التأثير في المستقبل تجربة ابتكار تفاعلية» حول الابتكارات في مجال اللقاحات وتوصيلها إلى المناطق المستهدفة خلال حملات التحصين وذلك بحضور معالي كارلوس أغوستينو دو روساريو رئيس وزراء موزمبيق.
وحضر المعرض الذي أقيم مساء أمس الأول، في منارة السعديات بأبوظبي سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية والدكتورة نجوزي أوكونجو - إيويلا رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» وعدد من المسؤولين. وجاء تنظيم المعرض على هامش أعمال الاجتماع الذي تستضيفه دولة الإمارات على مدار يومي 10 و11 ديسمبر الجاري بالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» لاستعراض التقدم المرحلي في خطة «جافي» للفترة من 2016 – 2020 ودراسة التحديات القائمة وتنقيح الإجراءات المتخذة لزيادة فرص الحصول على التحصينات واللقاحات في الدول الأكثر فقراً على مستوى العالم.
وأكد سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية أن دولة الإمارات تستضيف هذه المعرض المهم انطلاقاً من الدور القيادي الذي تضطلع به في المساعدات الإنسانية ودعم المبادرات الإنسانية الهادفة لحماية شعوب العالم.
وأضاف أن معرض الابتكارات في مجال اللقاحات وتوصيلها إلى المناطق المستهدفة خلال حملات التحصين، ضم نخبة من المشاريع المبتكرة التي ساهمت دولة الإمارات في تنفيذها وتم العمل عليها على مدار عامين ونجحت في تحقيق نتائج متميزة. من جانبها، توجهت الدكتورة نجوزي أوكونجو - إيويلا رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» بالشكر إلى دولة الإمارات على استضافة هذا الاجتماع وتنظيم معرض الابتكارات، مشيرة إلى أن منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين تحرص منذ تأسيسها على تتبنى منهجيات تستند إلى الابتكار والتكنولوجيا.

«الخارجية» تنظم أمسية ثقافية على هامش الملتقى
نظمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أمسية ثقافية، على هامش أعمال ملتقى التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»، بحضور محمد إيسوفو رئيس جمهورية النيجر ومعالي كارلوس أغوستينو دو روساريو رئيس وزراء موزمبيق.
حضر الأمسية، التي أقيمت مساء أمس في منارة السعديات بأبوظبي، سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، والدكتورة نجوزي أوكونجو - إيويلا رئيسة مجلس إدارة جافي، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين.
وتضمنت الأمسية حفل عشاء، وعدداً من العروض الفولكلورية والتراثية الإماراتية، وعرض لوحات فنية من متحف البردة، فضلاً عن عروض غنائية من عدد من الدول الأعضاء في منظمة جافي.

ابتكارات ذكية لنقل اللقاحات
شملت الابتكارات جهازاً ذكياً جديداً ناقلاً للقاحات، للحفاظ على اللقاحات بسبب تقلبات درجة الحرارة خلال رحلة إيصالها لبعض المناطق، وحقنة جديدة مدمجة ومملوءة مسبقاً بالجرعات الأحادية، يتم صناعتها باستخدام تقنية التشكيل والتعبئة والإغلاق البلاستيكية، بتوفير أمان أكبر للقاحات وتكلفة أقل مقارنة بالقوارير الزجاجية، إضافة إلى حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعرف على البيانات الحيوية دون الاتصال بالإنترنت أو الحاجة إلى أجهزة متخصصة، حيث تتيح استخدام منصة الهوية الرقمية لربط الأشخاص بالخدمات الصحية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©