34 دولة تتنافس لتقديم أحدث المنتجات الغذائية في "سيال الشرق الأوسط" بأبوظبي

إبراهيم سليم (أبوظبي)

تتنافس شركات وجهات من 34 دولة لتقديم المنتجات والصناعات الغذائية في الدورة التاسعة لمعرض «سيال الشرق الأوسط 2018» المنعقد حاليا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وسط مشاركة خليجية وعربية موسعة، وتركزت معظمها في مجال التمور، خلال المعرض المصاحب لـ «سيال»، واتجهت الأجنحة الخليجية والعربية نحو آلية عرض جاذبة للمستثمرين والزائرين.
وعبرت الأجنحة المشاركة عن شكرها للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتقديرهم للاهتمام وتيسير الاحتياجات، وثمنوا حرص سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، راعي الحدث، على زيارة الأجنحة المشاركة، وشهد المعرض توافد آلاف الزوار والمختصين وصناع القرار في قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة، في يومه الثاني.

وناقش خبراء ومختصون وأكاديميون في قطاع الزراعة سبل القضاء على الجوع عالمياً عبر تطوير الإنتاج الزراعي، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المعرض والتي نظمها مركز الأمن الغذائي.. بعنوان «الابتكار القوة المحركة الرئيسة لعالم خال من الجوع»، وأجمع المشاركون أنه لا خطورة صحية على الإنسان من استخدام الهندسة الوراثية في الزراعة، وأن معظم المنتجات داخل الأسواق عالمياً أدخلت عليها تحسينات وراثية، وأنه لم يثبت وجود تأثير جانبي من مستخدمي هذه المنتجات، بل على العكس فقد نجحت الهندسة الوراثية في الزراعة إلى رفع معدلات الإنتاجية للأراضي المنزرعة، وأن نحو 96 في المئة من الزراعة المعدلة وراثياً تتركز في القطن والكانولا وثلاثة محاصيل اخرى.
وكشف الخبراء عن ارتفاع معدلات الفقر عالميا، وإن الحلول الابتكارية لزيادة المنتج الزراعي هي الحل للوفاء باحتياجات السوق، من خلال تعظيم العوائد الزراعية المنتجة لكل هكتار، ومشرين، كانت إنتاجية الهكتار من الانتاج الزراعي تبلغ حاليا 3 أطنان. وفي حالة وصول عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة يتطلب الأمر زيادة إنتاجية الهكتار بمعدل يصل إلى 70بالمئة.
وقال الدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي الأستاذ بجامعة الإمارات العربية المتحدة...إن هناك 880 مليون نسمة سيضافون إلى العالم خلال الثلاثة وثلاثين عاما القادمة وستتركز الزيادة في الهند والصين وأفريقيا.. مؤكداً أن الابتكار والهندسة الوراثية هي السبيل لمواجهة هذه الزيادة وتلبية متطلبات العالم من الغذاء لافتا إلى أن المراكز البحثية عالميا قد عملت خلال العقود الماضية على تعظيم المنتجات الزراعية من مساحات الاراضي، مشيراً الى أن هناك 190 مليون هكتار تزرع باستخدام الهندسة الوراثية.. كما أن 96 بالمئة من الذرة محسنة وراثيا.. وكذلك 98بالمئة من الأعلاف المستخدمة عالميا محسنة وراثيا..
وقال اليافعي إن الإنسان استفاد بشكل كبير من الهندسة الوراثية او التحول الوراثي، أسهم في خفض الأسعار بشكل كبير.. محذراً من أنه في عام 2053 قد لا تستطيع دول الخليج توفير غذائها لارتباط ذلك بزيادة عدد السكان وقلة المساحة المنزرعة مع الأراضي الملحية.
وقال سعيد مبارك بن عمرو مدير إدارة التعاونيات في وزارة الاقتصاد إن التعاونيات قد تكون أحد حلول مشاكل الجوع حيث توفر المنتجات بسعر التكلفة. لافتا إلى أن أعضاء التعاونيات بلغ مليار شخص على مستوى العالم، ويمكن القول إن نصف سكان العالم يستفيدون من التعاونيات..
وأضاف أن الجمعيات التعاونية بالدولة تعطي الأفضلية للمنتج المحلي وتعزز الثقة في المنتج الوطني من خلال وضعه بصورة واضحة أمام المستهلك، حيث يوجد 15 جمعية تعاونية تتوزع على مستوى الدولة ويبلغ عدد فروعها 150 فرعا تغطي كافة مناطق الدولة، وقد بلغ حجم مبيعاتها 7 مليارات درهم.
من جانبه أكد ناصر الجنيبي الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين، وجود مركز في جامعة الإمارات مختص بالتحور الوراثي، وهو مركز "خليفة للتقنيات الحيوية"، ولدى المركز برامج سنوية ومشاريع بحثية ممولة من الحكومة، خاصة ببيئة دولة الإمارات مشيراً الى أنه نتيجة طبيعة التربة والجو لا يمكن زراعة كافة المحاصيل، بل هناك محاصيل شراؤها أرخص كالقمح على سبيل المثال.
ويشهد المعرض في دورته الحالية حضور ومشاركة أكثر من 1089 شركة عاملة في قطاعات الأغذية والمشروبات والمعدات وأجنحة وطنية وتخصصية من مختلف أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يستقطب المعرض زيارة 25 ألف زائر وخبير في مجال الأغذية من أكثر من 45 دولة.
وقال ثامر بن نواف الديدب المتحدث باسم المركز الوطني للنخيل والتمور في المملكة العربية السعودية، في المعرض، إن المركز الذي أنشئ بأمر ملكي لتطوير قطاع النخيل والتمور، بهدف رفع جودة المنتج وتسويقه داخل المملكة وخارجها، حريص على المشاركة في هذا المعرض الذي يعد الأكبر والأهم في المنطقة، مشيداً بحسن التنظيم والتخصص في الغذاء والتمور ولذا فهو منصة تجمع المهتمين بالغذاء والتمور، ويفتح المجال أمام المنافسة وفتح أسواق تصديرية جديدة وتبادل الخبرات.
وقال إنه في السابق كانت الشركات السعودية تشارك بذاتها، أما هذه الدورة قرر المركز جمع الشركات الراغبة في المشاركة تحت مظلة واحدة، وتشارك في هذه الدورة 8 شركات كبرى من مختلف أنحاء المملكة تعرض منتجاتها من التمور ونحو 20 صنفا من أفخر التمور، بخلاف المنتجات التحويلية المصنعة من التمور.
وقال إن المعرض مهم بالنسبة لمنتجي التمور في المملكة، والتي تشهد ارتفاعا في معدل التصدير، حيث ارتفعت الصادرات السعودية من التمور خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 222.4 مليون ريال بزيادة تعادل 11.7% عن نفس الفترة من العام الماضي التي حققت الصادرات فيها 199.6 مليون ريال سعودي، وأن الصادرات من التمور ارتفعت بمعدل يفوق 13% خلال الثلاث سنوات السابقة.
وقال، معرض سيال كمتخصص في الغذاء يعد الفرصة الأفضل للتوسع في الاستثمار بهذا القطاع.
وأضاف أن المركز الوطني للنخيل والتمور استحدث علامة تجارية لاعتماد تمور المملكة باسم "علامة التمور السعودية"، حيث يتم تصنيف أنواع التمور إلى 3 درجات، لافتاً إلى أن المملكة تنتج 1.3 مليون طن من التمور، كما يوجد 28 مليون نخلة في المملكة العربية السعودية.

مشاركون من البحرين
وأثنى ممثلو الشركات المشاركة بحجم الإقبال الجماهيري، وشمولية المعرض ومستواه التنظيمي، إضافة إلى دوره في الترويج للمنتجات والخدمات الغذائية المعروضة وتنوع الفعاليات والأنشطة المقامة، حيث يشير محمد حبيب من مملكة البحرين من شركة "الغالية"، أن الشركة تشارك لأول مرة بمعرض سيال، وجاءت تلبية لتوجيهات من حكومة البحرين، تكريماً للشركة التي حصلت على 5 جوائز من بريطانيا وتعد من الشركات الرائدة في الصناعات الزراعية المائية.

وقال إن المعرض مهم ويشكل إضافة للشركات المشاركة فيه، حيث من السهل الحصول على فرص تصديرية أو التوسع في الأسواق، ولفت إلى أن الشركة تعتمد على الزراعة المائية دون تربة، وتتخصص في زراعة الخس بأنواعه المختلفة، وتنتج 180 طناً سنوياً وتتعامل مع 55 شركة محلية، وتتطلع إلى التصدير والتوسع أيضاً، وأنه بصدد فتح فرع جديد بمنطقة الدمام في المملكة العربية السعودية لإنتاج نحو 180 طناً سنويا من الخضراوات.
وقالت أسماء محمد علي، رئيس قسم تطوير الأعمال في المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي تشارك تحت مظلة الجناح الوطني لمملكة البحرين: إن المملكة تشارك للمرة الأولى في معرض "سيال الشرق الأوسط" بجناح وطني، مشيرة الى أن المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي تشارك في المعرض بجانب 4 شركات بحرينية متخصصة في الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية، تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي ووضع الخطط المستقبلية الكفيلة بتحقيق ازدهار في القطاع الزراعي.
ومن بين الشركات البحرينية التي تشارك في المعرض مزارع الجزيرة التي تستعرض أحدث ابتكاراتها في صناعة الصابون من حليب الماعز.

أخبار ذات صلة

10 آلاف مقابلة فورية للكفاءات الإماراتية في «معرض مُصنّعِين»

النائب العام للدولة يختتم زيارته الرسمية للنيابة العامة في روسيا الاتحادية

مشاركة الكويت
ومن جانبها قالت لينا حسين الموسى، اختصاصي إعلام أول في إدارة الترويج والفرص التصديرية في الهيئة العامة للصناعة في دولة الكويت: سعداء بمشاركتنا في معرض سيال الشرق الأوسط الذي يعد منصة مرموقة اكتسبت سمعة إقليمية وعالمية، ولكون دولة الكويت ضيف شرف هذه الدورة.
وأوضحت الموسى أن الهيئة العامة للصناعة تضم عشر شركات متخصصة وتقدم الدعم المجاني واللوجستي للشركات المشاركة في الجناح الكويتي، وحرصنا على تواجد مجموعة متنوعة من الشركات الكويتية لدعم الصناعات الوطنية وتعريف السوق بمنتجاتها الجديدة والمبتكرة.
وأضافت الموسى أن الهيئة العامة للصناعة تهدف من خلال مشاركتها في المعرض إلى التعريف والترويج بالمنتجات الكويتية ومساعدتها في الدخول إلى الأسواق المحلية على مستوى الإمارات.

الجناح المغربي
كما يشهد الجناح الوطني للمملكة المغربية التي تشارك في المعرض للمرة السادسة على التوالي مشاركة واسعة من التعاونيات المغربية، حيث يضم الجناح المغربي الذي يعد من أكبر الأجنحة الوطنية المشاركة في المعرض 100 تعاونية فلاحية أغلبهم من الفلاحين الصغار إضافة إلى 24 عارضاً.
وتتنوع المنتجات المعروضة في الجناح المغربي ما بين زيوت الأركان، وزيت الزيتون، ومجموعة متنوعة من التمور الأصلية وأصناف متنوعة من العسل المغربي والأعشاب الطبية والعطرية، إضافة إلى الزعفران تالوين المشهور عالميا.

إطلاق الشعار الجديد للفوعة
وشهد المعرض إطلاق الشعار الجديد لشركة الفوعة الذي يعكس الفلسفة الجديد للشركة المتمثلة في" العقل، والجسد، والروح"، حيث يمثل المستهلكون العقل وشركة الفوعة الجسد والقلب النابض لصناعة التمور في حين يشكل المزارعون الروح والأساس لشعار الشركة الجديد.
ويقام معرض "سيال الشرق الأوسط" بشراكة استراتيجية من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وبدعم من الراعي المضيف غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والراعي الاستثماري ممثلاً بالهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي، والراعي الذهبي مجموعة أغذية، الى جانب مركز خدمات المزارعين كراع فضي، وشريك التجزئة ممثلاً بمجموعة اللولو، وطيران الاتحاد الناقل الرسمي لمعرض سيال الشرق الأوسط.

«خليفة الدولية للتمور» تستضيف 30 منتجاً عربياً
شاركت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في معرض أبوظبي الدولي للتمور 2018 بالتزامن مع معرض سيال الشرق الأوسط، وحيث سجل جناح التمور في المعرض أكبر عدد مشاركين من مزارعي ومنتجي ومصنعي التمور من الدول العربية.
وأكد الدكتور عبد الوهاب زيد أمين عام الجائزة أن معرض أبوظبي للتمور هذا العام تميز بحضور أكثر من 30 منتجا ومزارع تمور يمثلون مهرجانات التمور العربية التي تشرف عليها الأمانة العامة للجائزة من كل من مصر والسودان والأردن وفلسطين والمغرب والسعودية ودولة الإمارات، حيث تمت دعوتهم من أجل اتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات والعلاقات مع بقية منتجي ومصنعي التمور العرب والأجانب المشاركين بالمعرض.
وقال إن معرض أبوظبي للتمور يعد منصة هامة وفعالة لإتاحة المجال أمام مزارعي ومنتجي وموردي التمور على المستوى المحلي والعربي والدولي لتبادل الخبرات فيما بينهم، مشيراً إلى أهمية مهرجانات التمور العربية التي تشرف عليها الأمانة العامة للجائزة بتوجيهات ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، واهتمام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح رئيس مجلس أمناء الجائزة، والتي شكلت علامة فارقة في دعم وتطوير البنية التحتية لقطاع نخيل التمر على المستوى العربي.

إعلان الفائزين بجوائز "ذا ميركوريز" لخدمات توفير الطعام على متن الطائرات
على هامش فعاليات المعرض تم الإعلان عن الفائزين بجوائز "ذا ميركوريز"، الجائزة المرموقة في خدمات توفير الطعام على متن الطائرات في جميع أنحاء العالم. وضمت قائمة الشركات الفائزة بالجائزة شركة "توب فودز"، وشركة "كوبس كاب"، وشركة "كايليس" للخدمات على متن الطائرة، شركة "سولا" لأدوات تناول الطعام، وشركة "دايويرسي"، وشركة الخطوط السعودية للتموين، وشركة "سافارين" للحلويات، وشركة "بيمستر تشيز"، وشركة "دي آند إف" للتسويق، وشركة "إن روت".
وأطلقت جوائز "ذا ميركوريز"منذ 36 عاما تحت إشراف لجنة من الخبراء المستقلين وتتضمن 5 فئات للجوائز الرئيسية وتغطي وجبات الطعام والخدمة على متن الطائرات والخدمات العامة على متن الطائرات، إضافة إلى بطولة الإمارات الوطنية للقهوة، وهي بطولة معتمدة من منظمة فعاليات القهوة العالمية (WCE) وجمعية القهوة المتخصصة (SCA).
كما تقوم طيران الاتحاد، الناقل الرسمي لمعرض سيال الشرق الأوسط، بسحوبات يومية حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين الثلاثة بسحوبات اليوم الأول من المعرض.