أيقونات معمارية وأرقام قياسية وبنى تحتية ترشح دبي لصدارة الجهات المفضلة لقضاء العطلات

دبي النهار الساطع والليل الذي لا يعرف النوم، جوهرة الخليج العربي ودانته، ملتقى حوار الحضارات، هذه المدينة التي جمعت ما بين حداثة باريس وسحر فيينا وعراقة الشرق، كانت بلا منازع الوجهة السياحية الأولى لهذا العام بفضائها الرحب الذي اتسع لمختلف الحضارات والثقافات والزوار، في تظاهرة سياحية تحتضنها دبي، فضلا عن أيقوناتها المعمارية التي حطمت أكثر من رقم قياسي. وقد شهد مطار دبي الدولي هذا العام زيادة ملحوظة، حيث ارتفع عدد المسافرين في النصف الأول من 2013 إلى 32,6 مليون مسافر، مقابل 27,9 مليون مسافر في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة تقترب من 17%، ليصبح بذلك أعلى رقم يسجله المطار في ستة أشهر، حسب إحصاءات صادرة عن مؤسسة مطارات دبي. وهذه الزيادة خير دليل على الحركة السياحية النشطة التي تعيشها دبي واكتظاظها بالسياح الذين تباينوا لغة واختلفوا ثقافة لكن اتفقوا على أن دبي مقصدهم. مركز الجذب يقول عبد الله حمد من قطر «أضحت دبي مركزا للجذب السياح من مختلف مناطق العالم لما وفرته من المقومات السياحية العالمية، مرتكزة على بنية تحتية متطورة تدعم هذه السياحة، بل وتضعها على رأس قائمة الوجهات السياحية في العالم، وما ميز دبي عن غيرها قدرة السائح على التأقلم والتعايش مع هذه المدينة المضيافة فيشعر وكأنه في بلده ويعاود زيارتها كلما سنحت له الفرصة». «هذه ليست زيارتي الأولى لدبي، وبإذن الله لن تكون الأخيرة» بهذه العبارة بدأت أم محمد زائرة سعودية حديثها عن دبي، مضيفة «دبي من أروع المدن التي زرتها وما وجدته بها فاق في سحره عواصم عالمية، ولهذه المدينة قوة سحر عجيبة تحكي لنا قصة الحداثة والأصالة معا، فهي مقصد السائح الراغب في البحث عن إجازة لا نظير لها متعة وفائدة، والجميل أنها ترضي الأذواق كافة بتشكيلة متنوعة من الأنشطة والبرامج والفعاليات الرياضية والفنية والأثرية والبيئية والثقافية والعلاجية، هذا ما جعل دبي جنة السياحة بامتياز». وترى ساندي من أميركا أن «دبي منطقة تجذب الفنانين الذواقين لما بها من مناظر حرية بتخليدها في لوحة جميلة، فمنظر دبي من أعلى قمة برج خليفة خلاب، يفسح المجال للفنان برسمة بأبهى صورة، ومن وجهة أخرى الفعاليات والأنشطة والعروض التي نفاجأ بها ونحن نتجول في المراكز التجارية تضفي جمالية على المكان وتضيف دبي مدينة حالمة أشبعت بجمالها رغبة الرومانسيين المتقدة في السهر أمام النافورة المائية وأنغامها المحاذية لبرج خليفة لصياغة فنونهم وإبداعاتهم، وكل منهم يلتقط المشهد بعدسته على حدة، لذا فهي تشكل رمزا لمدينة منفتحة على العالم تشع جمالا». ويوافقها الرأي مايك، الذي يقول «حفزت مظاهر التقدم والرقي في دبي السياح على زيارتها، ومن يمعن النظر بها يكتشف أن السياحة في دبي لم تهتم فقط بالمنظر الترفيهي الجميل فقط بل ظهرت بارزة جلية في البنية التحتية الحديثة التي وفرت للسائح ما يريد، كما أن دبي غنية بصروح سياحية معمارية مهيبة تجتذب الكثير من السياح، كما تضم دبي أجمل المنتجعات الصحية بمواصفات عالمية، مما يشعرك بالراحة والاسترخاء الذي تنشده في الإجازة». قبلة السياح يرى أبو شربل من لبنان أن دبي تمتلك أنماطا واتجاهات مختلفة من الترفيه، تلفت نظر زوارها وتغريهم بزيارتها من جديد، لذا تشهد هذه المدينة صيفا أفواجاً من السياح العرب والأجانب ممن يعشقون البحر والصحراء، كما تبهر الكثير من زوارها بالتطور الاقتصادي، تبقى وفية للتراث العربي، حيث للمدينة وجه آخر يرتبط بالزمن الجميل. أسواقها وشواطئها ومقاهيها ومراكزها تجذبك لقضاء أمتع الأوقات، في مدينة نجحت في خلق حوار ما بين الحضارات». هيلين من الفلبين تقول «دبي مدينة لها سحر مميز وتعرف كيف تقدم نفسها والاحتفاء بزوارها، وبهذا أصبحت قبلة سياحية بمناطقها السياحية المتنوعة والمتعددة، والتي لا تقتصر على المراكز التجارية في الأماكن المغلقة بل تتعداه إلى الجولات البحرية ورحلات السفاري الممتعة وجودة المنتج السياحي وكرم الضيافة في الإمارات، لذا فهي تستحق الزيارة بل والعودة إليها». ويرى أبو عبد الكريم من جدة أن دبي أصبحت قبلة السياحة من كل العالم، بسبب عروضها السياحية المناسبة للعائلات والأفراد على حد سواء، وقدرتهم على التنويع في الأساليب والعروض السياحية المبتكرة، كما أنها تولي اهتماما كبيراَ بالتقاليد». ويضيف «البدائل متاحة للجميع، فهناك السياحة الشاطئية والحفلات والمهرجانات الفنية مثال ليالي دبي باسـتقطاب ألمع النجوم والفنانين، كما تنتشر المنتجعات لتشكل ما يعرف بسياحة الاستجمام وسياحة التسوق من خلال العروض الترويجية على العديد من السلع والبضائع العالمية، ولا ننسى الأطفال الذين كان لهم الحظ الأوفر في توفير أجواء سياحية مرحة آمنة وعروض مختلفة هادفة». وتشير ليليان من كندا أن صيفها هذا العام يعد استثنائيا بزيارتها لدبي، حيث الشمس هي إحدى أهم عوامل الجذب السياحية الأساسية بالنسبة لها، إلى جانب الصحراء برمالها الذهبية اللامعة. وتقول «ما أدهشني في دبي ذلك التدفق لأجناس بشــرية مختلفة فشعرت وكأنها كرة أرضية صغيرة، بالإضافة إلى الأزياء والأطعمة، خاصة المأكولات الشرقية». أما فيرونيكا من روسيا فتقول «هنا في دبي أخرج من نمط الحياة المعتادة، حيث كل شيء حولي يدعو إلى المغامرة الجميلة، بداية بصعودي لأعلى قمة في برج خليفة، والشعور بالرهبة الرائعة الذي تشعر به من الأعلى، إلى رحلات سفاري المشوقة، والتزلج على التلال الرملية تجربة لم تسبق لي أن خضتها من قبل، وركوب العبارات للقيام برحلة مائية بخور دبي». حقائق وأرقام استقطبت دبي في النصف الأول من العام 2013ما يزيد على 5,5 مليون سائح، بزيادة قدرت بـ 11,1%، مقارنة بالنصف المماثل من 2012، في مؤشر لتعزيز رؤية دبي 2020 لتطوير وتنمية القطاع السياحي، لتحقيق 20 مليون سائح، كما شهدت العائدات نمواً مطرداً خلال النصف الأول من عام 2013، محققة 84,6%،مقابل 81,8% في النصف الأول من عام 2012، بزيادة 2,8 %، في حين بلغ إشغال الشقق الفندقية نسبة85,8 %، مقابل 79,3 %، وهو نمو 6,5%. وبينت «دائرة السياحة والتسويق التجاري» أن أعداد السياح الذين زاروا المدينة خلال النصف الأول لهذا العام شهدت زيادة ملحوظة في جميع المؤشرات الرئيسة، بما في ذلك إنشاء الفنادق الجديدة، ونسبة نزلاء المنشآت الفندقية، وإيرادات الفنادق والشقق الفندقية. وأكد الغيث الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي» أن فترة العيد كانت من أفضل فترات السنة، وكانت ممتازة من حيث امتلاء المقاعد،خصوصاً مع نمو الحركة السياحية من دول مجلس التعاون الخليجي إلى دبي. من جانبه، قال مدير تاس للسياحة والسفر سليم الهنداوي: «دبي الوجهة الأكثر إقبالاً من المسافرين الخليجين خلال الأعياد»، متوقعاً أن يمتد الطلب على دبي حتى نهاية العام».