الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تغازل الغرب بالصفقات الضخمة للحصول على التكنولوجيا

الصين تغازل الغرب بالصفقات الضخمة للحصول على التكنولوجيا
6 نوفمبر 2006 01:43
إعداد - محمد عبدالرحيم: عندما وقع باتريك كرون، الرئيس التنفيذي لشركة الستوم المجموعة الهندسية الفرنسية، صفقة مؤخراً مع وزارة السكك الحديدية الصينية لتزويد الدولة بعدد 500 من أكبر قاطرات الشحن التي يتم بناؤها على الإطلاق فقد أتضح بجلاء مدى الاهتمام المتزايد الذي توليه هذه الدولة الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم بمزودي معدات السكك الحديدية الأوروبيين· وتصل قيمة الصفقة التي تعتزم الصين إبرامها مع واحدة من أكبر ثلاث شركات على السوق العالمي في مجال تزويد معدات السكك الحديدية سوف تصل قيمتها إلى أكثر من مليار يورو (1,26 مليار دولار)· وكما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً فان شركة الستوم تحتل المرتبة الثانية في مبيعات أجزاء ومعدات السكك الحديد في العالم خلف شركة بومارديير للنقل التابعة لمجموعة بومبارديير الكندية فيما تأتي شركة سيمنز الألمانية في المركز الثالث· وعلى كل فإن الصفقة جاءت لتسلط الضوء أيضاً على أكثر المشاكل حساسية وتعقيداً والمتمثلة في إصرار الصين على ضرورة الحصول على التكنولوجيا· وبموجب شروط الصفقة يتعين على شركة الستوم إنشاء مشروع مشترك مع شركة ''داتونج اليكتريك لوكوموتيف المصنعة الصينية من أجل التعاون في تنفيذ الطلبية· وبذلك بات من المرجح أن يحصل الشريك الصيني على الدخول الكامل إلى هذه التكنولوجيا الحديثة الخاصة بتصميم القاطرات، كما تتيح لها الصفقة أيضا تعلم الكيفية التي تتم بها عملية إنتاج وتصنيع هذه الآليات· وفي الوقت الذي لم يعلن فيه أي من الطرفين عن هذه الشروط بشكل علني إلا أن المزودين بدأوا يعربون عن مخاوفهم من أن الصين سوف تتمكن في وقت قريب من بناء الآليات الخاصة بالسكك الحديدية من دون مساعدة الغرب· كذلك، يمكن أن تبدأ الصين في تصدير معدات السكك الحديدية إلى أهم ثلاثة أسواق في أوروبا في وقت لاحق بعد أن شرع المزودون الصينيون في الإعراب عن اهتمامهم بمناقصات تهدف إلى تزويد الأسواق الأوروبية بما فيها بريطانيا بقطارات إقليمية منخفضة الأسعار· ويقول دريوين واين هويس المدير العام لاتحاد مزودي السكك الحديدية الأوروبي الذي يعرف اختصاراً باسم ''يونايف: ''لم يعد سراً أن السوق الصينية تحظى باهتمام بالغ لجهة كبر حجمه إلا أن المسألة الأكثر حساسية أصبحت تتمثل في عملية نقل التكنولوجيا·· الصينيون شعب ذكي يعرف كيف يفاوض ويرغب دائماً من خلال المفاوضات في الحصول على التكنولوجيا''· وبموجب الصفقة يتعين على المزود الغربي القيام ببناء الأعداد القليلة الأولى من القطارات الصينية بنفسه في مصنع أوروبي قبل أن يقوم بتصدير هذه الآليات إلى الصين من أجل تفتيشها ومراجعتها من قبل الشركة الصينية المصنعة واستخدامها كنموذج لتصميم القطارات المستقبلية· وبعد ذلك، تقل تدريجياً مساهمة الشريك الأوروبي في الأعمال أثناء مسيرة عملية التشييد والإنشاء إلى أن يتم نقل عملية الإنتاج بالكامل إلى الصين حيث يتم تصنيع الوحدات القليلة الباقية هناك· ويذكر أن بعض كبار مصنعي القطارات في العالم كانوا قد أذعنوا لمثل هذه الشروط إذ وافقت شركة سيمنز على تقاسم التكنولوجيا بموجب اتفاقية لبناء الخط الحديدي السريع الذي يعمل بالرفع المغنطيسي في شنغهاي والذي يربط المدينة بمطارها الدولي بسرعة قصوى تبلغ 430 كيلومترا في الساعة والذي بات يعتبر الخدمة الأسرع من نوعها في العالم لنقل الركاب· وعلى الرغم من عدم سعادة هذه الشركات عند القيام بتسليم هذه التصاميم الحساسة إلى نظرائهم الصينيين إلا أن معظم مزودي معدات السكك الحديد ظل يخامرهم شعور بأن هذا السوق أكبر من أن يتم تجاهله وبخاصة في ظل إمكانية موافقة منافسهم للقبول بمثل هذه الشروط· فالصين منهمكة الآن في بناء عدد هائل من خطوط المترو وإنشاء العديد من الخطوط العالية السرعة والطويلة المسافات التي تحتاج إلى القاطرات السريعة· كما أن الصين أصبحت تستثمر بكثافة في أسواق نقل الركاب الإقليمية بعد أن تمكنت من تحسين مقدراتها في مجال البضائع· وعلى الرغم من أن الصفقة تشترط على شركة الستوم تقاسم الإيرادات مع الصين في صفقة قاطرات الشحن الحالية إلا أن كرون أشار إلى أن الاتفاقية سوف تأتي بمئات الملايين من اليورو إلى خزائن الستوم· وفي معرض رده على سؤال عن السبب الذي يجعلهم يقبلون بمثل هذه الشروط أجاب كرون قائلاً: إذا لم نوافق على هذه الشروط فإننا في الغالب لن نحصل على هذه الأعمال·· أبداً!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©