في نفس الوقت الذي تشعر جماهير فريق هامبورج الالماني لكرة القدم بالاستياء الشديد وخيبة الأمل للعروض الهزيلة التي يقدمها الفريق في الموسم الحالي على المستويين المحلي والاوروبي وجد مشجعو الفريق ما يحتفلون به في الوقت الحالي وهو عيد ميلاد نجمهم الاول ونجم الفريق السابق أوفه سيلر أسطورة كرة القدم الالماني العجوز· وعلى الرغم من بلوغه السبعين من عمره ما زالت شهرة وشعبية أوفي سيلر خارج نطاق المنافسة بعد 34 سنة كاملة من اعتزال اللعب· ويواجه سيلر حاليا سباقا ماراثونيا من مختلف وسائل الاعلام لاجراء المقابلات معه كما يحرص العديد من مقدمي البرامج التلفزيونية على عرض لقطات عديدة تبين مهارات هذا النجم السابق الذي يحتفل غدا الاحد بعيد ميلاده السبعين· وعلى الرغم من بلوغه هذه السن ما زال سيلر يتذكر أحداث الماضي وخاصة تألقه في فترة الستينيات ولكنه لا يولي لها اهتماما كبيرا·
وقال سيلر ''لا أفكر في الماضي كثيرا· إنني أنظر دائما للامام· وأضاف إنه قد ينسى الاحتفال بعيد ميلاده إذا لم يذكره أحد بتاريخ ميلاده في الخامس من نوفمبر· ولكن سيلر لن يستطيع نسيان عيد ميلاده هذا العام خاصة وأن ناديه السابق هامبورج سيحتفل به في وجود 530 ضيفا اعترافا بانجازات اللاعب السابقة مع هامبورج الذي لعب له في الفترة من عام 1953 إلى 1972 ورفض خلالها عرضا مغريا للانتقال إلى الإنتر عام 1961 وظل سيلر عضوا بنادي هامبورج على مدار 60 عاما مضت كما أن إخلاصه وولاءه لم يكن ظاهرا على مستوى استمراره مع الفريق فحسب وإنما أيضا في حياته الشخصية حيث تزوج لاعبة كرة اليد السابقة إيلكا وظل معها 39 عاما·
وفاز سيلر بلقب أفضل لاعب في ألمانيا ثلاث مرات سابقة كما كان قائدا للمنتخب الالماني وفاز بلقب هداف الدوري الالماني (بوندسليجا) عام 1964 كما وضع له النادي تمثالا لقدمه اليمنى أمام ستاد هامبورج· وشارك سيلر مع المنتخب الالماني في 72 مباراة دولية بين عامي 1954 و1970 وسجل له 43 هدفا كما شارك مع الفريق في أربع بطولات لكأس العالم أعوام 1958 و1962 و1966 و·1970
ويشترك سيلر مع أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه في أنهما اللاعبان الوحيدان اللذان أحرزا أهدافا في بطولات كأس العالم الاربع التي شاركا فيها· وكان آخر الاهداف الدولية التي سجلها سيلر مع المنتخب الالماني هو أشهر أهدافه حيث سجله بمؤخرة رأسه في المباراة التي تغلب فيها المنتخب الالماني على نظيره الانجليزي 3/2 بعد وقت إضافي في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1970 بالمكسيك· وكان الفوز في هذه المباراة ثأريا للمنتخب الالماني بعد الهزيمة التي مني بها أمام نظيره الانجليزي على ستاد ويمبلي الشهير بلندن في نهائي كأس العالم 1966 بإنجلترا· وكانت صورة سيلر وهو يقف منكسا رأسه رمزا في جميع أنحاء العالم لهذه الهزيمة التي مني بها منتخب ألمانيا الغربية في ويمبلي رغم ما أعلن سابقا عن التقاط هذه الصورة لسيلر بين شوطي المباراة·
وقال سيلر ''كانت بطولة كأس العالم 1966 هي أبرز الاحداث في مسيرتي الكروية· وكان المنتخب الالماني قويا للغاية وتأهل للمباراة النهائية· ولا أريد التحدث عن الكرة وما إذا كانت قد دخلت المرمى أم لم تدخل (في إشارة إلى الهدف الثالث لانجلترا الذي سجله جيف هورست) لقد تمت مناقشة هذه الكرة كثيرا· أما بالنسبة للهدف الشهير الذي سجله سيلر عام 1970 فقال إن الهدف أدى الغرض وهو تحقيق الفوز مشيرا إلى أنه كان يتمتع بمهارات اللعب بالرأس· وأوضح ''لكنني أرى أن الحظ حالفني للعب الكرة في الزاوية البعيدة عن حارس المرمى·
ولم يحاول سيلر من قبل أن يتاجر بالتعليق الخاطئ الذي أطلق على الصورة التي التقطت له في نهائي كأس العالم 1966 وهو ما يؤكد شخصيته الملتزمة المعتدلة· ولم تشهد مسيرة سيلر الكروية أي فضائح وإن كانت الفترة التي تولى فيها رئاسة نادي هامبورج واستمرت لنحو ثلاث سنوات فقط انتهت في عام 1998 وسط اشتعال العديد من القضايا· ولا يعتزم سيلر تولي أي منصب رسمي آخر في الفترة المقبلة مؤكدا أن ''الاصدقاء والعائلة'' لهم أهمية أكبر لديه· وعلى الرغم من ذلك ما زال سيلر متابعا جيدا لاحداث ومباريات كرة القدم·
ورغم تمسكه بالعادات القديمة إلا أنه لا يستهجن التغيير الذي يطرأ على اللعبة من آن لآخر والذي شهدته اللعبة على مدار العقود الثلاثة الماضية وإن كانت هناك بعض الامور التي تثير ضيقه· وقال سيلر أعرف أن كرة القدم أصبحت تجارة كبيرة· أشعر بالسعادة بسبب هذا الجو الرائع والاستادات الضخمة التي أشاهدها·
ويعرف سيلر أنه من الضروري حصول اللاعبين على الرواتب الضخمة التي يحصلون عليها حاليا ولكنهم يجب أن يكون أكثر اخلاصا لانديتهم وألا يكون المال هو الاساس وراء انتقالات اللاعبين بين الاندية· وطالب سيلر اللاعبين بالاجتهاد في الملعب مثلما فعل هو من قبل كما قال في وقت سابق من العام الحالي أن عمله كمندوب لترويج منتجات شركة أديداس للمنتجات الرياضية يساعده كثيرا في الاحتفاظ باحساس وشعور الشباب· وقال سيلر ''سأظل قويا وسريع البديهة طالما ظللت في عملي وحافظت على روح المرح التي تسيطر علي في هذا العمل· ولا أرغب في التقاعد حتى أحافظ على شعوري بالشباب·
عدد اليوم
