الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة وزارة الداخلية المرورية تنجح في تقليص عدد حوادث السير

خطة وزارة الداخلية المرورية تنجح في تقليص عدد حوادث السير
22 نوفمبر 2010 20:21
حصدت الحوادث المرورية في الآونة الأخيرة أرواح شباب الوطن وجيله الواعد وثروته الحقيقية وطاقاته المستقبلية، والنتيجة خسائر مادية وبشرية للدولة متمثلة في إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات، فشباب ومراهقون في مقبل أعمارهم مشلولون وعاجزون نتيجة تهورهم وطيشهم وعدم مبالاتهم بعواقب متعة السرعة التي ينجرون وراءها. وتعد حوادث السير عالمياً السبب الثاني للوفيات للفئة العمرية من 5 - 27 سنة، والسبب الثالث للوفيات للفئة من 30-44 سنة، ويقدر إجمالي المتوسط لتكلفة الحوادث المرورية في الشرق الأوسط من إجمالي النتائج القومي من 1 % - 1.5 %. أشار التقرير السنوي الصادر عن الإدارة العامة لشرطة الشارقة إلى أن إجمالي عدد الحوادث في المنطقة الشرقية بلغ 147 حادثاً في عام 2009 ، وأن الحوادث الواقعة في المنطقة خلال الستة الأشهر الأولى من عام 2010 “مستقرة إلى حد ما”، إذ ارتفع العدد مقارنةً بنفس الفترة من العام 2009 بعدد حادث واحد فقط. فيما انخفض عدد الوفيات خلال هذه الفترة بعدد حالتي وفاة، وفيما يتعلق بالإصابات البليغة فارتفعت بعدد 8 إصابات، والبسيطة ارتفعت بعدد 25 إصابة، أما المتوسطة فارتفعت بعدد إصابة واحدة فقط. أسباب الحوادث بالنسبة لعدد الحوادث المرتكبة من قبل المراهقين في الفئة العمرية أقل من 18 سنة فإن عدد الحوادث المرتكبة من قبلهم، وفق التقرير، في النصف الأول من 2010 كان حادثاً واحداً فقط مقابل ثلاثة حوادث خلال نفس الفترة من عام 2009، كما لم تكن هناك أية وفيات خلال النصف الأول من 2010. وفي الفترة الأخيرة تركزت أسباب ارتكاب الحوادث، وفق التقرير ذاته، في عدم تقدير مستخدمي الطريق والتي جاءت بالمرتبة الأول بنسبة 22% يليها الأسباب المتعلقة بانحراف المفاجئ للمركبات بنسبة 14% ثم القيادة بطيش وتهور بنسبة 12.2%. وأدى تراجع عدد الحوادث بسبب السرعة الزائدة عام 2009 إلى 1.9% إلى تأكيد الإجراءات والتدابير التي تقوم بها الشرطة للحد من الحوادث والإصابات الناجمة عنها مثل زيادة عدد الرادارات على شوارع المنطقة والإمارة بشكل عام. إلى ذلك، يرى الفنان عبد الله الحريبي أن السبب الرئيسي للحوادث هو تهور الشباب وانشغالهم في السيارة وعدم الانتباه للطريق واللامبالاة، وعلى من يخطئ أن يتعلم لأن أخطاءه في بعض الأحيان تكلفه الكثير ويكون ثمنه روح إنسان بسبب تهوره ورغبته في الوصول بشكل سريع للمكان المتجه إليه، كما أن الحماس الزائد عند بعض الشباب الذين يتسابقون على الطريق يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر دون انتباههم للعواقب الوخيمة لهذا السلوك الخطير. ويقول الحريبي إن المسؤولية تقع على الشباب أنفسهم بشكل مباشر كما أن بعض مهملي الطريق يعرضون حياتهم وحياة غيرهم من الملتزمين بخط سيرهم للخطر، لذا أنصحهم بأن يخففوا السرعة وأن يتقيدوا بحزام الأمان الذي يقلل من خطر الإصابات، وعليهم أن يتذكروا أن هناك من ينتظر عودتهم. دروس من السرعة يقول الحريبي “علمتني السرعة درساً جعلني أتمهل في قيادي وأتعلم من أخطائي بعد أن وصل مجموع مخالفاتي 30 ألف درهم، كما أن أحد أصدقائي انقلبت سيارته فكانت سبباً لوفاته، وآخر نجا من الموت بعد تعرضه لحادث قوي تغيرت بعده حياته بعد أن أصبح من الصعب أن يجد وظيفة تناسبه بسبب توابع الحادث الذي أحدث له بعض التشوهات، فأصبح اليوم يعظ وينصح من حوله بعد أن تعلم من تجربته هذه”. أما الإعلامي سعيد المعمري فيشير إلى أن كثرة حوادث الشباب بسبب غياب رقابة الأهل وعدم وجود ثقافة بالأخطار على الرغم من أن إدارة المرور اتبعت أكثر من وسيلة لتقليل الحوادث من خلال الرادارات والنقاط السوداء ودوريات المرور المنتشرة في كل مكان، ولا زالت هناك فئة لا تهتم وتسرع، فالشاب هو الملام بالدرجة الأولى لعدم وجود ثقافة احترام الشارع والوقت لديه، فوجود ثقافة مرورية لديهم ورقابة الأهل تكون رادعة لهم في كثير من الأحيان. ويرى المعمري أن الرادارات لم تساهم بشكل كبير في الحد من هذه المشكلة لأن كثرتها وارتفاع أسعارها المبالغ فيها خلق نوعاً من التحدي لدى الشباب، فلم يعودوا يكترثون له وزادت من أعباء المواطنين. ويضيف المعمري أنه من أكثر الناس الذين عانوا من الحوادث لأن زملاءه في المدرسة لم يبق منهم اليوم سوى خمسة أشخاص أحدهم مشلول بسبب الحوادث المرورية، ويقول “أحب أن أوجه رسالةً للطائشين والمتهورين فإذا كانوا يرون بأن حياتهم لعبة فليلعبوا بها بعيداً عن الآخرين، وليفكروا بالناس الذين سيبكونهم بعد أن يصابوا بسبب السرعة سواءً في حالة الوفاة أو الإصابات البليغة”. دور الإعلام يقول الطالب الجامعي يوسف المرزوقي “حوادث الشباب والمراهقين في الفترة الأخيرة تتمثل في السرعة والقيادة بطيش وتهور والاستعراض بهدف التباهي ومحاولة إثبات الذات والتفوق على الأقران، وعدم وعيهم بخطورة السرعة ونتائجها وآثارها، وفي رأيي أن المسؤولية هنا تقع في على الوالدين وتربيتهم أولاً ثم على المؤسسات التربوية كالمدرسة والجهات التوعوية كالإعلام المرئي والمكتوب الذين عليهم أن يركزوا على هذه القضية التي تودي بحياة شباب الوطن وهم في عمر الزهور”، لافتا إلى أن التوعية هي خير رادع للشباب أحياناً، ويجب استخدام وسائل محببة لهم للتقليل من الحوادث، كما يمكن السيطرة على هذه المشكلة بتخصيص أماكن لممارسة هواية تسابق السيارات بشرط أن تتوفر فيها وسائل الأمان. وتقول عائشة خماس “الواقع الذي بتنا نراه اليوم إن شبابنا في هذا السن يحبون تجربة كل ما هو مثير وكل ما يكسبهم روح المغامرة، وتكمن المشكلة في غفلتهم عن عواقب هذه المتعة التي ربما تكون مدتها دقائق معدودة متناسين أنهم طاقة الوطن الحقيقية وقوته، لذا عدم اهتمامهم بأنفسهم يشكل خطراً كبيراً على المجتمع وإنتاجيته وعلى حياتهم مستقبلاً”. من جهته، يقول أخصائي أول ومسؤول الحوادث في مستشفى راشد الدكتور فيكتور بطرس “قسم الحوادث المهيأ لاستقبال الحالات الشديدة يستقبل يومياً من 25 إلى 30 حادثاً تتراوح الإصابة بين البسيطة والمتوسطة والبليغة التي يصل عددها أحياناً إلى حادثين أو ثلاثة وأغلب المصابين الذين نستقبلهم ليسوا هم من تسبب في الحادث حيث يصاب المتسبب بالحادث بجروح طفيفة وأحياناً لا يصاب، وفي الفترة الأخيرة قل الإقبال على القسم مقارنةً بالعام الماضي بسبب القوانين الصارمة وتحديد السرعات وتحسن شبكة المواصلات والمخالفات التي تم فرضها”. الرادار والغرامة يقول مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية العميد غيث الزعابي إن الرادار ساهم في التقليل من الحوادث المرورية بسبب وعي السائقين وتخفيفهم من السرعات تفادياً لضبط الرادار الذي وجد لسلامتهم وليس لغرامتهم، حيث أظهرت النتائج في الأعوام الأخيرة انخفاض الوفيات والإصابات والحوادث المرورية على مستوى الدولة. وعن استراتيجية وزارة الداخلية لخفض معدلات الحوادث والوفيات على مستوى الدولية، يوضح الزعابي أنه من خلال تطبيق الاستراتيجية خلال الأعوام الماضية حدث تحسن كبير في مستوى السلامة المرورية في الدولة، حيث انخفضت الوفيات من 1071 حالة وفاة إلى 966 خلال عام 2009 و 592 خلال الأشهر التسعة الماضية من هذا العام بنسبة انخفاض تقدر 20% عن نفس الفترة من العام الماضي. كما أن استراتيجية الوزارة لقطاع المرور، وفقه، تقوم على دعوة المجتمع بشكل عام للعمل معها بجهد موحد للتقليل من المستويات الحالية للوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية للوصول إلى مستوى أفضل للسلامة المرورية، وتشمل الاستراتيجية المحاور عدة منها التوعية والتعليم وتعزيز الثقافة المرورية والرقابة والتشريع، وتطبيق القانون والمجالات الهندسية والفنية، بالإضافة إلى الخدمات الطبية والإسعاف، ومن ضمن استراتيجية الداخلية وقطاع المرور كذلك تنفيذ مبادرات توعوية لكافة مستخدمي الطرق، وهناك مما لا يقل عن 20 حملة توعية مرورية على مدار العام يتم من خلالها نشر الثقافة المرورية، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الخارجية في تنفيذ الحملة. ويضيف الزعابي أن وزارة الداخلية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الشباب قناعةً منها بأهمية الحفاظ على الثروة البشرية التي تعد أغلى وأثمن ما يملكه الوطن، وكانت كافة الإجراءات السابقة الخاصة بالقانون المروري الجديد والنقاط المرورية لهذا الغرض، ولدى وزارة الداخلية العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن من خلالها الحد من ممارسة القيادة بطيش وتهور كونها من الممارسات الخطيرة التي تسعى الوزارة لتحقيق بيئة مرورية أكثر أماناً. استهتار الشباب يقول عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الشارقة الأستاذ الدكتور أحمد العموش إن الكثير من حوادث السير في الدولة تكون بسبب استهتار الشاب وغياب الجانب التوعوي والأسري، والنتيجة فقدان المجتمع لخيرة شبابه وجيل المستقبل وزيادة التكاليف على الدولة المتمثلة في عملية إعادة تأهيل من تعرض لإصابات الحوادث، لذا لابد من وجود إجراءات صارمة للتقليل من الحوادث التي يروح ضحيتها شباب الوطن، وعدم التساهل في مخالفة وعقاب المستهتر لأن التساهل يعطي فرصة للآخرين للمخالفة كذلك. الخسائر الناجمة عن حوادث السير لها جوانب عدة فيما يتعلق بالاستراتيجية لخفض معدلات الحوادث والوفيات في المنطقة الشرقية، يوضح التقرير السنوي الصادر عن الإدارة العامة لشرطة الشارقة أنها تقوم على تطبيق الخطة الاستراتيجية لوزارة الداخلية قطاع المرور التي تبنت خفض عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير بنسبة 1.5% لكل 100.000 نسمة من السكان، وذلك من خلال العديد من المبادرات منها التوعية المرورية والمساهمة في خفض الاختناقات المرورية، والحملات الضبطية لمخالفي قانون السير والمرور، حيث أدى تطبيق هذه الاستراتيجية إلى تحقيق بعض النتائج أهمها انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير في إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغ معدل الانخفاض 17.4%خلال الفترة من 2007 – 2009. ويشير التقرير إلى أن الخسائر الناجمة عن حوادث السير لها عدة جوانب أهمها الجانب الإنساني حيث يفقد الأهل أحد أبنائهم وأحبائهم في لحظة، وما لذلك من تأثير سلبي على العائلة قد يؤثر بعلاقاتها الاجتماعية وقد ينجم عن الحادث إصابات بليغة ينجم عنها عاهات مستديمة تخرج الشخص من محيطه ودائرة أصدقائه، وهناك جانب آخر للحوادث المرورية وهو الجانب الاقتصادي، فالحوادث المرورية تعتبر مصدر هدر مفتوح للموارد المالية، فالخسائر المادية باهظة وتكلفة الحوادث عالية من تأمين وصيانة وعلاج وتأهيل وتعويض، علاوةً على أن غالبية ضحايا حوادث السير هم في مقتبل العمر والوطن بحاجة إليهم وخسارتهم تعني خسارة الوطن لرجال قد يكون لهم شأن في بناء الدولة وحمايتها. من جانبه، يقول عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الشارقة الأستاذ الدكتور أحمد العموش إن حوادث الشباب تمثل أعلى درجات الخطورة على من هم في سن 18 إلى 22 سنة، فهذه المرحلة من أشد المراحل التي ترتكب فيها حوادث المرور وذلك لأسباب عديدة منها تأثير ألعاب الفيديو بشكل رئيسي على هذه الفئة لأنهم يقومون بمحاكاة وتقليد الألعاب الافتراضية فالكثير من الشباب يهدفون إلى إثبات ذاتهم أمام زملائهم في هذه المرحلة، وغياب الروابط الاجتماعية ومؤسسات الضبط الاجتماعي المتمثلة في الأسرة والمدرسة والجامعة. ففي الأسرة تغيب الإدارة والإشراف العضوي الدائم في مراقبة شؤون الأبناء اليومية، وفي المدرسة يغيب دور الأخصائي الاجتماعي والتثقيفي القائم على التوعية المدرسية بمخاطر الحوادث، ولابد في الجامعة أن تقام ورش عمل وندوات تثقيفية تبين مخاطر الحوادث ونتائجها، كما يلعب الإعلام دوراً مهماً في بيان خطورة هذه القضية، ويجب تدخل مؤسسات المجتمع المدني في الجانب التوعوي، ولا ننسى دور المسجد التثقيفي في عميلة توعية الشباب.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©