السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الريال.. 70% من الأهداف صناعة الأطراف

الريال.. 70% من الأهداف صناعة الأطراف
12 ديسمبر 2018 00:25

القاهرة (الاتحاد)

تجمع بطولة كأس العالم بين أبطال جميع القارات في العالم، بثقافاتهم المختلفة، ولغاتهم المتعددة، وكرة قدم متنوعة غير متشابهة، وتشهد المواجهات مبارزة قوية بين مزيج رائع من الأفكار الكروية، فهناك الفريق الذي يعتمد على المهارة والتكتيك، وآخر يتميز بالقوة البدنية واللياقة العالية، بينما يستغل بعضهم السرعات واللعب المفتوح، وغالباً يفوز الفريق القادر على جمع هذا المزيج في إطار واحد، يجعله بطلاً في النهاية!
وفي مونديال الإمارات، يسعى ريال مدريد لحصد لقبه الرابع التاريخي، لينهي الشراكة بينه وبين غريمه اللدود، برشلونة، كأكثر الفرق تتويجاً بالكأس العالمية، وكعادته خلال السنوات السابقة، يأتي «الملكي» مثقلاً بأداء متوسط ونتائج متراجعة على المستوى المحلي الإسباني، لكنه ينفض كل الغبار في البطولات القارية والعالمية، من أجل الاستمرار في كتابة التاريخ، وفي هذا الموسم وعقب التغييرات المتعددة في القيادة الفنية، بجانب رحيل أسطورته السابق، كريستيانو رونالدو، يعول «الملكي» على خبرات نجومه التي مكنته من إحراز الأهداف في الأشواط الثانية من عمر المباريات الأخيرة، بنسبة 69.6%، مقابل 3.4% لأهداف الأشواط الأولى، وكانت بداية الشوط الثاني ونهايته، هما الفترتان الأفضل على مستوى التهديف لـ«البلانكوس»، وهو ما يؤكد أن عملاق أوروبا لا يزال محتفظاً بقدرته على الحسم مهما تعقدت أموره، بعد بداية عصيبة للموسم الجاري.
التفوق الكبير للعمق الهجومي «الملكي» في المواسم الماضية، بدأ في التراجع عقب رحيل رونالدو، لكنه لجأ هذا الموسم إلى أطرافه لتعوض تغيير الرسم التكتيكي للفريق، ونجحت الأجنحة في إهداء «الميرنجي» ما يقارب 70% من أهدافه في المباريات الأخيرة، بتقارب كبير بين الطرفين، الأيمن والأيسر، وسيواجه أي منافس صعوبة واضحة في إيقاف خطورة أطراف الريال، لكن على الجانب الآخر اختفت الحلول الفردية، فيما يتعلق بالتعامل مع الركلات الثابتة، حيث سجل الفريق في «الليجا» 5 أهداف من ركلات جزاء فقط، على سبيل المثال، صحيح أن 78% من الأهداف جاءت عبر اللعب المتحرك، إلا أن الركلات الثابتة تعد وسيلة همة لحسم المباريات المغلقة، التي فشل فيها الريال في حصد الفوز، بل تعرض لخسائر مفاجئة أبعدته إلى حد ما عن قمة الدوري المحلي.
وبعكس ما قدمه الفريق تحت قيادة زيدان الفنية في العامين السابقين، سجل الفريق 57% من أهدافه عبر الهجوم الهادئ والإيقاع البطيء، ليظهر بصورة مختلفة عن الفترة الماضية، التي تميز فيها «الملكي» بسرعة الهجوم وإحراز الأهداف عبر غزوات استغرقت ثواني معدودة، وهو ما قد يعرقل الفريق في المونديال الإماراتي، خاصة عندما يواجه أحد الفرق المنظمة دفاعياً والقادرة على إغلاق الأطراف في وجه هجوم الريال!
ويبدو أن العملاق الأرجنتيني، ريفر بليت، سيكون منافساً شرساً على اللقب العالمي هذه المرة، بعكس خسارته الثلاثية بسهولة أمام برشلونة في نسخة 2015 المونديالية، لأن «المليونيرات» ظهر بتنظيم تكتيكي رائع خلال منافسات كوبا ليبرتادورس الأخيرة، ولم يخسر الفريق سوى مباراة واحدة فقط خلال المواجهات القارية العنيفة، محققاً نسبة نجاح مرتفعة بلغت 64.3%، وصبغ الأرجنتيني جاياردو أداء «لا باندا» بانضباط تكتيكي هائل، مكن الفريق من العودة في النتيجة، وتحقيق «ريمونتادا» تاريخية في أهم 3 مباريات في الموسم، حيث بدأ الأمر في إياب نصف النهائي أمام جريميو البرازيلي، ثم كرره مرتين متتاليتين أمام بوكا جونيورز، عندما تعادل في ذهاب النهائي برغم التأخر مرتين، وحول خسارته بهدف في الإياب المدريدي إلى فوز بثلاثية باهرة.
والمؤكد أن زيارة شباك «المليونيرات» أمر صعب المنال في الفترة الحالية، لأن الفريق تلقى 9 أهداف فقط في 14 مباراة قارية، بمعدل 0.6 هدف في المباراة، وخرج بشباك نظيفة في نصف المباريات، وكشف «لا باندا» عن تنظيمه الدفاعي القوى في بداية المباريات، إذ لم تهتز شباكه بأي هدف خلال نصف الساعة الأول من عمر جميع المباريات، كما أنه لم يستقبل سوى هدفاً واحداً في آخر ربع ساعة، وهو ما يؤكد التركيز والقوة الذهنية والفنية التي يتمتع بها اللاعبون تحت قيادة الأرجنتيني الرائع، ويملك عملاق الأرجنتين عمقاً دفاعياً صلباً، لا يُخترَق إلا نادراً، والحقيقة أن الأطراف الدفاعية تعمل بكفاءة أيضاً، ومن الصعب تسجيل الأهداف في مرمى ريفر بليت عبر الهجوم المرتد، كما أن الهجمات هادئة الإيقاع تواجه بدفاع يصعب تجاوزه، ولعل التمريرات العرضية أبرز نقاط ضعف «المليونيرات»، وكلفته نصف عدد الأهداف في مرماه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©