الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين.. انشر بنفسجك

العين.. انشر بنفسجك
12 ديسمبر 2018 00:25

ولا ذرة شك واحدة، تنتابنا في قدرة أبوظبي عاصمة التألق والجمال، على إهدائنا مونديالاً للأندية تخلد صوره الجميلة في الذاكرة للأبد، فما انبرت إمارات الابتكار والنبوغ لتنظيم حدث رياضي كوني أو حتى قاري، إلا وقدمت كل ما يضمن له الخلود، وقد أمكنني عند رصدي بالعين المجردة لكثير من الأحداث الرياضية التي تشرفت بحضورها هنا بإمارات الخير قادماً إليها من المغرب، أن أقف على لمسة السحر التي يضفيها الإخوة بالإمارات على الجوانب التنظيمية لهذه الأحداث الكونية، ما يجعل المشاركين والمتابعين لهذه البطولات يذرفون الدموع عندما تسدل الستارة على لحظات السعادة، لحظات لا يصنعها فقط ما يبدعه الفرسان على ملاعب التباري، ولكن تصنعها أيضاً بيئة الوئام وخيمات السلام، المنتشرة في ربوع بلد عربي، يجسد بأروع الصور تقاليدنا العربية العريقة في أصول الترحيب بالضيف.
ومع اليقين الكامل بأننا سنشهد كأساً عالمية للأندية، لا تقل جمالاً وفتنة عما سبقها، لما هو مسخّر ومرصود اليوم من اللجنة المنظمة من إمكانات لوجستية وخبرات عالية للإحاطة بكل جوانب التنظيم المبهر، وأيضاً لتصدير صورة نيزكية عن رحلة الإنسان لعوالم الإبداع والخوارق التي تتجسد بإمارات زايد الخير، فإن هناك أملاً في أن تكون كأس العالم للأندية بوابة للعين لينشر أريجه وبنفسجه حول العالم، ويتمثل أمام عينيه المسار الرائع لنادي الجزيرة في نسخة العام الماضي، وهو يبلغ بعلامة الإجادة الكاملة الدور نصف النهائي بأداء بطولي ما زلنا نذكره إلى اليوم.
وستكون أول خطوة في مسار الحلم المونديالي للعين، مواجهته اليوم لنادي ولينجتون النيوزيلندي الذي نجح في إسقاط علامة الاحتكار التي رفعها لعشر سنوات كاملة نادي أوكلاند سيتي، فخطف منه لقب أبطال أوقيانوسيا وحقق حلمه الكبير بالوصول أخيراً لمونديال الأندية.
وقطعاً فإن عطش ولينجتون النيوزيلندي، لن يرويه بالكامل، الوصول إلى منصة عظماء القارات واللعب على مسرح الأساطير، إذ المتوقع أن يجعل هذا الفريق من ميلاداته المونديالية الأولى محركاً قوياً لكتابة التاريخ، لذلك وجب على العين أن يكون يقظاً ومتفطناً لردات فعل غير متوقعة، قد تأتي من هذا الفريق الذي يدخل المونديال متخلصاً من أي ضغط نفسي.
ومع إدراكي التام، بما يوجد بين العين وولينجتون من فوارق كبيرة، في الخامات الفنية للاعبين وفي منظومة اللعب الجماعي وبخاصة الخبرة بطقوس مونديال الأندية، إلا أنني أتوقع أن يجد فرسان العين مقاومة شرسة من لاعبي النادي النيوزيلندي، وصعوبة كبيرة في ترويض فريق ستعطيه اللحظة التاريخية التي هو مقبل عليها، أجنحة ترتفع به كثيراً عن بساطته.
للبدايات سحر خاص، والبدايات مع العين هي تذكرة للسفر الجميل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©