اختتمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية فعالياتها الخاصة بشهر رمضان المبارك لهذا العام، والتي شهدت العديد من الأنشطة، منها معرض الخط العربي وورشة الرسم الحر السنوية لأعضاء الجمعية وكذلك العديد من المعارض الشخصية التي أثرت الليالي الرمضانية فنياً.
وكانت آخر فعالية للجمعية في شهر رمضان ورشة في الرسم الحرّ للأطفال أقيمت في مقرها بمنطقة التراث في الشويهين بالشارقة مساء الأربعاء الماضي أشرف عليها نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الفنان ناصر نصر الله.
وفي تصريح لـ “الاتحاد” قال الفنان محمد القصاب “لقد أنجزنا البرنامج كما هو معدٌّ له، فتضمن عدداً من الأنشطة والفعاليات التي دأبت الجمعية على إقامتها سنوياً مثل معرض الخط العربي الذي انطلق منذ بدء تأسيس الجمعية العام 1981، وكذلك ورشة الرسم الحر للأعضاء العاملين في عضوية الجمعية والمنتسبين إليها”.
وأضاف “كما شهدت صالة العرض في الجمعية عدداً من المعارض التي كانت نتاجاً لدورات متقدمة وورش عمل متخصصة سواء أقامتها ورعتها الجمعية مباشرة أو التي أقيمت بإشراف منها بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية الحكومية وغير الحكومية” مشيداً بتعاون هذه المؤسسات مع الجمعية، ومؤكداً سعي مجلس الإدارة بكافة تلك المؤسسات لما قدمته من عون وتفهم لدور الجمعية في المجتمع.
وأوضح القصّاب أن معرض الفنان السوري صالح الهجر قد تم إرجاء موعد افتتاحه من مساء الأربعاء الماضي إلى ما بعد الانتهاء من إجازة عيد الفطر كي لا يزاحم معرض الخط العربي الذي تقرر أن يستمر أمام الجمهور لبضعة أيام أخرى حتى مطلع هذه الإجازة.
أما عن ورشة الرسم الحرّ الخاصة بالأطفال فقال الفنان ناصر نصر الله “هي ورشة سنوية وعامة وقد باتت تقليداً اجتماعياً تمارسه الجمعية في كل عام، ولذلك فهي إذ تتوجه إلى هؤلاء الصغار، ممن هم حول السادسة من العمر وحتى الثامنة من الذكور والإناث، فإنها لا تضع برنامجاً محدداً تقوم بإلزام الأطفال بتنفيذه، ذلك أنه من غير الممكن في ليلة واحدة لأي برنامج يجري تطبيقه تماما أن يكون بديلاً عن البيت أو المدرسة أو كليهما دفعة واحدة لأطفال في مثل هذه السن”.
وأضاف “إن كل ما يمكننا القيام به هو أن نشرف من بعيد على الورشة دون تدخل في اختيار موضوعات الرسم، بل نترك لمخيلة الطفل أن تعبر عن ذاتها برسومات يتم تنفيذها بأقلام من ألوان خشبية أو ألوان الباستيل التي لا يتطلب استخدامها أي مهارة مسبقة سوى المعرفة بالإمساك بالقلم”.
وفيما يتعلّق بتوجّه الجمعية نحو الأطفال وإذا ما كان يمثل جانباً من استراتيجية الجمعية، أشار الفنان نصر الله إلى أن “الأنشطة الخاصة بالأطفال محدودة بالنسبة للتوجهات الاجتماعية للجمعية لأن احتياجات متابعتهم إبداعياً تمتد على فترات طويلة المدى، فالأطفال ممن هم دون الثامنة من العمر يرتبط اكتسابهم للمهارات اللازمة بامتلاك أساسيات الفن والتعبير عن أنفسهم من خلال العمل الفني إلى جانب الفهم والوعي بتطوراتهم الجسمانية والذهنية والنفسية، ما يعني أن حاجة الطفل في مثل هذه السن إلى التربوي هي أعمق بكثير من حاجته إلى فنان”. وأكّد “عِوَضاً عن ذلك فإن اهتمامنا بالمواهب الفنية يتركز على الذين بلغوا الثانية عشرة فأكثر من الأطفال والناشئة وكذلك بالمواهب الفنية اللافتة لدى الشباب، وقد وفّرنا لهذه المواهب عدداً من الحوافز على الاستمرار التي تتجاوز ورشات العمل المتخصصة والدورات إلى ما يسمح لنا بمتابعة نتاجهم الفني طيلة العام والإشراف عليهم وتوجيههم ما أمكن عبر استصدار نوع خاص من العضوية بالجمعية التي تتيح لهم من بين ما تتيح الالتحاق بدورات وورشات عمل متقدمة والمشاركة في معارض جماعية. وقال نصر الله “لكننا رأينا في مجلس إدارة الجمعية أن ورشات فنية من هذا النوع الخاص بالأطفال دون الثامنة بوصف ذلك نشاطاً اجتماعياً غير متطلّب بالنسبة للجمعية من حيث تفرغ المدربين المتخصصين من الفنانين ومن توفير المستلزمات كما هي الحال بالنسبة لورشات عمل مختلفة، بل إننا نقدم لهؤلاء الأطفال حوافز هي جوائز مادية وعينية، فضلا عن إغوائهم بالمكان الذي يجتمع فيه أقران لهم ما يخلق جواً من التنافس والحميمية فيما بينهم، حيث لا أحد يطلب منهم تنفيذ شيء محدد، بل ينظرون إلى رسومات بعضهم بعضاً، ويقلدون أنفسهم إلى حدّ أن هذا التنافس يصل بأحدهم إلى أنْ يرسم قمراً وشمساً في مشهد واحد ما يعني بالنسبة لنا أن مخيلة الطفل حرّة تماماً بقَدْر ما هي يده حرّة أيضا”.
وقد اختتمت الورشة بتوزيع هدايا على جميع الأطفال المشاركين فضلاً عن جوائز خاصة بأطفال حازت رسوماتهم المراكز الأولى بمسابقة الورشة.
عدد اليوم
