الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

في أبوظبي.. "عبقرية بيب" و"نهاية رافا" و"بصمة زيزو"!

في أبوظبي.. "عبقرية بيب" و"نهاية رافا" و"بصمة زيزو"!
12 ديسمبر 2018 00:25

محمد حامد (دبي)

في 16 ديسمبر 2009، وعقب الخسارة بثلاثية لهدف على يد «البارسا» في مونديال الأندية الذي أقيم في أبوظبي، اعترف سنتياجو سولاري لاعب فريق أتلانتي المكسيكي في هذا الوقت بأنه لم تكن هناك أي فرصة لفريقه في الفوز على الفريق «الكتالوني»، بل إنه وصف «بيب تيم»، بأنه من بين الأفضل في التاريخ، ولم تفارق الابتسامة وجه النجم الأرجنتيني، على الرغم من كل هذه الاعترافات الواقعية التي لا تنفي عنه عشقه للريال الذي دافع عن قميصه بين عامي 2000 و2005، قبل أن يرحل فيما بعد إلى الإنتر ومنه إلى سان لورينزو، وأتلانتي، وبينارول، وعقب الاعتزال عاد لقلعة الريال ليعمل مدرباً لفريق الشباب، ومنه إلى الرديف، قبل أن يحصل على فرصة العمر لقيادة الفريق الأول.

سولاري
ما بين 2009 و2018 يعود سولاري إلى أبوظبي بوجه آخر، فقد كان في المرة الأولى لاعباً في صفوف أتلانتي المكسيكي الذي لا يتجاوز طموحه حدود الحصول على ميدالية شرفية، وأنهى الفريق المكسيكي البطولة رابعاً، والآن يعود سولاري مديراً فنياً للريال ولا توجد لديه خيارات سوى الفوز باللقب العالمي على أرض أبوظبي، فالريال هو مرشح المنطق الكروي للتتويج على قمة البطولة، كما أن بطل أوروبا يظل الأقرب دائماً للفوز بمونديال الأندية.
ويسعى المدرب الأرجنتيني إلى السير على خطى بيب جوارديولا المدير الفني السابق لـ«البارسا»، وزين الدين زيدان الذي صنع تاريخاً كبيراً في فترة قصيرة خلال توليه تدريب الريال، فقد «بيب» و«زيزو» في الفوز بمونديال الأندية في أبوظبي من قبل، وفي حال حصد الريال لقب البطولة، فإن سولاري سوف يحصل على ثقة الجماهير، لتصبح نقطة انطلاق حقيقية بالنسبة له، صحيح أنه يحظى بدعم إدارة النادي، بعد أن أصبح مديراً فنياً وليس مدرباً مؤقتاً مهمته إنقاذ الفريق من الانهيار الذي حدث في فترة لوبيتيجي.
وأكد المدير الفني للريال أن لديه حماساً كبيراً للمشاركة في مونديال الأندية، ووصفها بالبطولة الرائعة، إلا أنه في الوقت ذاته شدد على ضرورة ألا يفكر اللاعبون في البطولة، قبل أن يحسم الفريق مبارياته التي تسبقها، خاصة في «الليجا»، لكي يخوض مونديال الأندية بمعنويات جيدة، ويحافظ على توازنه في جميع البطولات التي يشارك فيها.

جوارديولا
بالعودة إلى فصول التاريخ الكروي العالمي الذي شاركت أبوظبي في كتابته، من خلال 3 نسخ مونديالية سابقة للأندية، فقد نجح «بيب» في معانقة المجد، بالحصول على مونديال الأندية في أبوظبي عام 2009، وحينها بكى في مشهد نادر في مسيرته الكروية، فقد كان اللقب المونديالي هو السادس له في موسم تاريخي لا يغادر ذاكرة وقلب عشاق الفريق «الكتالوني»، وجاء التتويج في أبوظبي ليمثل قمة الاعتراف بأن «بيب تيم» أو فريق «البارسا» تحت قيادة الفيلسوف الإسباني حجز لنفسه مكاناً في قائمة أعظم الكيانات الكروية في التاريخ.
وعلى الرغم من أن موسم 2008-2009 كان الأول لجوارديولا مع الفريق الأول لـ«البارسا»، إلا أنه صنع أكثر من نصف أسطورته التدريبية في هذا الموسم، الأمر الذي أثار حالة من الإعجاب بقدراته وفكره التدريبي على المستوى العالمي، فقد أعاد اكتشاف وتقديم الكرة الشاملة، وفرض فلسفة السيطرة والاستحواذ على المنافسين، وحصد 6 ألقاب في الموسم المذكور، وجاء التتويج باللقب السادس في قلب أبوظبي حينما قاد «البارسا» إلى التفوق على إستوديانتس الأرجنتيني في المباراة النهائية، ليبدأ بعدها أحد أروع فصول تاريخ كرة القدم بالجيل المتألق بقيادة تشافي وإنييستا وبويول وبوسكيتس وبيكيه، ومعهم النجم الأول ليونيل ميسي، واستمرت أسطورة «البارسا» مع «بيب» في المواسم التالية، ليستمر في السيطرة على «الليجا»، ثم حقق دوري الأبطال ومونديال الأندية عام 2011.

بينيتيز
الفصل الثاني الذي كانت أبوظبي شاهدة عليه، هو تتويج رافا بينيتيز بلقب مونديال الأندية عام 2010، إلا أنه أطلق تصريحاً مثيراً للجدل عقب الفوز بالبطولة مباشرة، حيث أكد في المؤتمر الصحفي باستاد مدينة زايد الرياضية أنه يريد الدعم المالي الكافي من ماسيمو موراتي رئيس الإنتر، وإلا فإنه سوف يرحل عن تدريب الفريق، وهو تصريح أثار ضجة هائلة في حينها، مما دفع رئيس الإنتر إلى إقالة المدرب الإسباني بعد عدة أشهر من توليه المسؤولية.
فقد كانت نتائج الإنتر سيئة في الدوري الإيطالي تحت قيادة رافا الذي لم يتمكن من الحصول على ثقة الجماهير في مرحلة ما بعد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي جلب ثلاثية المجد والتاريخ للفريق الإيطالي في العام المذكور، وسيطر على قلوب عشاق الإنتر الذي أصبح منذ هذا الوقت الكيان الكروي الإيطالي الوحيد الذي حصل على الثلاثية التاريخية، إلا أنه قرر الرحيل تلبية لنداء الريال.
ولم يكن رافا يدرك أن مهمته في مرحلة ما بعد مورينيو سوف تكون بهذه الصعوبة، مما جعله يشتكي من ندرة الدعم، ويكشف أن مورينيو حصل على مبالغ مالية طائلة خلال تجربته في الإنتر لدعم الفريق بأفضل اللاعبين، وهو ما لم يحدث معه بعد توليه المسؤولية، واعتقد المدرب الإسباني أن الفوز بمونديال أبوظبي 2010 سوف يمنحه فرصة جديدة للحصول على ما يريد، فأطلق تصريحاته الغاضبة عقب التتويج باللقب، وهاجم الإدارة لتتم إقالته قبل أن يغادر أبوظبي.

زيدان
في النسخة الماضية، أتى زيدان إلى أبوظبي منتشياً بالتتويج التاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا، ونجح في الحصول على مونديال الأندية بأبوظبي، لترتفع أسهم المدرب الفرنسي بصورة لم يسبق لها مثيل، وعلى الرغم من أن الريال يظل المرشح الأول للفوز باللقب، إلا أن تجاوز عقبة الجزيرة في الدور قبل النهائي لم يكن سهلاً، فقد حقق الريال الفوز بهدفين لهدف، وجاء الهدف الثاني في الدقائق العشر الأخيرة عن طريق كريستيانو رونالدو، كما أن إسقاط جريميو ممثل الكرة البرازيلية واللاتينية في المباراة النهائية حدث بصعوبة، بعد الفوز بهدف سجله رونالدو في الشوط الثاني.
وعقب التتويج بلقب مونديال الأندية في نسخته الماضية كشف زيدان أن الريال استحق اللقب بجدارة، خاصة أنه ظهر بصورة رائعة في المباراة النهائية على مستوى الأداء والتحكم في مجريات الأمور، وأبدى زيزو سعادته البالغة بفوز الريال بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه، مؤكداً أنه لقب مهم يؤكد مكانة الريال على الساحة العالمية. ولم تكن العودة إلى مدريد بمجد اللقب المونديالي الثالث المكسب الوحيد لفريق زيدان، بل إنه أطلق عدة تصريحات تاريخية في أبوظبي، أهمها تأكيده على أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الأفضل في العالم، بل أشار إلى أنه يعد واحداً من أفضل اللاعبين في التاريخ، وجاء ذلك رداً على حمى المقارنات مع ليونيل ميسي، وتأكيداً منه على أن الدون استحق الكرة الذهبية الخامسة التي عادل بها ليو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©