الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القطامي : البداية قوية ودعم الشيخة فاطمة يبشر بالخير

5 نوفمبر 2006 01:52
تحقيق ـ عبد الحي محمد : لماذا ترتفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء في دولة وهل هناك إستراتيجية وطنية تتعدى ''التصريحات الرنانة'' إلى برامج عملية تنقذ مئات وربما آلاف المريضات اللاتي يصلن إلى المستشفيات في حالة مرضية متأخرة جدا يقف أمامها الأطباء عاجزين وهم يرون مريضاتهم يلاقين حتفهن بينما كان من الممكن إنقاذ حياتهن لينعمن بالحياة كما تنعم بها ملايين النساء في أميركا وبلاد غربية كثيرة نجحت في تطبيق خطة وطنية صارمة لمكافحة هذا المرض اللعين· برنامج الشراكة الامارتية الأميركية لمكافحة سرطان الثدي الذي ترعاه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام سوف يتصدى لهذه التساؤل، وأكد معالي حميد القطامي وزير الصحة على أن دولة الإمارات بدأت بداية قوية لمكافحة مرض سرطان الثدي، وقال لـ''الاتحاد''هذه البداية القوية يرجع الفضل فيها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال أبو ظبي حيث أكدت دعمها ومتابعتها للحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي· وردا عن سؤال لـ''الاتحاد''حول العجز الموجود في أجهزة الماموجرام وضعف التنسيق بين الجهات الصحية قال:اللجنة الوطنية ستعقد خلال أيام أول اجتماعاتها وسنبدأ إعداد الدراسات اللازمة حول احتياجات مناطق الدولة من التجهيزات والمعدات والكوادر الطبية لمكافحة سرطان الثدي وأعتقد أن المال لن يقف عقبة أمام شراء أي أجهزة أو إنشاء مراكز جديدة كما ستتجه دراساتنا إلى تحديد نسب الإصابة ومتابعة وتقييم المريضات· الحالة الراهنة: ولكن الوضع الراهن يبقى مثيرا للقلق نظرا لتزايد حالات الاصابة بالمرض اللعين ''الاتحاد'' تسلط الضوء على المعوقات والمشاكل التي اعترضت برامج سابقة للمكافحة وقد سلطت الجلسة الافتتاحية للشراكة الأمير كية ـ الإماراتية لمكافحة سرطان الثدي التي انطلقت برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام للتوعية بمرض سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه، الضوء على العديد من مواطن الضعف في المكافحة والتوعية وهزت نانسي برنكر رئيسة مؤسسة سوزان جي كومن لمكافحة السرطان والتي تعد من أكبر المنظمات العالمية المتخصصة المشاعر وأدمعت العيون عندما قالت ''البيانات المتوفرة لدينا تؤكد أن هناك أعدادا كثيرة من النساء الإماراتيات يمتن بينما كان من الممكن إنقاذهن والوضع اليوم في الإمارات هو نفس الوضع في أميركا منذ ثلاثين عاما عندما كان المرض اللعين يحصد أرواح ملايين النساء وكنا خجلين في مواجهته حيث لا توجد برامج فعالة للمكافحة ولادعم مادي ولا أجهزة ولا أدوية حديثة بل إن الحديث عن المرض كان من المحرمات ليس في نطاق العائلات بل في وسائل الإعلام· الوضع مقلق: الضعف الموجود حاليا في برامج مكافحة سرطان الثدي في الإمارات يبدأ من غياب الإحصائيات الدقيقة عن المرض فلا يعرف أحد في الدولة النسبة الحقيقية للمرض ومدى انتشاره!وتبقى الاجتهادات قائمة بين الوزارة والهيئات الصحية والأطباء، والإحصاء شبه الصحيح هو إحصاء الدليل الموحد للسجل السرطاني الذي أعدته الوزارة وأكد وصول النسبة إلى 5و4%· الإحصائيات ليست دقيقة: وتؤكد سعادة مريم مطر الوكيل المساعد للصحة العامة والرعاية الأولية في وزارة الصحة هذه الحقيقة وقالت لـ ''الاتحاد'':إحصائيات الدليل السرطاني ليست دقيقة لأنها لم تشمل كافة المريضات في مختلف أنحاء الدولة كما تم إعداده لفترة زمنية قصيرة لاتزيد على 5سنوات كما تقادمت إحصائياته والمعلومات الحديثة تؤكد أن الإصابة نحو 6% لكنها ليست دقيقة وعلى أي حال فإننا نأمل خيرا كبيرا في أعمال اللجنة الوطنية للمكافحة والتي تم تشكيلها بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك· ولابد أن نحترم قيم المجتمع وأن نوفر الطبيبات للنساء خصوصا نساء القبائل العريقة اللاتي يرين أن كشف وجوههن على الرجال''عيب''· وزارة الصحة خلال العشر سنوات الماضية حاربت المرض اللعين بـ''برجل واحدة'' فقد أنشأت برنامج المكافحة سرطان الثدي العام 1995وكانت له أهداف طموحة لكن غالبية تلك الأهداف ذهبت أدراج الرياح! النتائج محبطة: ووفقا لتقارير رسمية حصلت عليها ''الاتحاد''فقد كان متوقعا أن يفحص البرنامج خلال عشر سنوات''1996إلى ''2006 190ألف سيدة فوق في عمر الأربعين لكن ما حدث أنه تم فحص 43ألفا فقط أي بنسبة 6و22%،وتوسع البرنامج ببطء شديد ليشمل بعض إمارات الدولة ثم توقف في بعض الإمارات،وعلى سبيل المثال فقد توقف الفحص في دبي منذ 3سنوات وبعد أن تم فحص ألف سيدة لعدم وجود فنيات أشعة، وبعد تعيين الكوادر المطلوبة تعطل الفحص بسبب عطل في جهاز التحميض لا يساوي إصلاحه 500درهم بينما سعر الجهاز بمليون ونصف مليون درهم وذلك منذ أكثر من عام! وواجهت البرنامج معوقات مالية أبرزها عدم توفر الدعم المالي الكافي للتوسع في البرنامج ليشكل كافة إمارات الدولة حتى يتسنى تغطية أكبر عدد من الفئات المستهدفة من السيدات حيث لا توجد ميزانية مخصصة للبرنامج!إضافة إلى نقص المعدات خاصة أجهزة الفحص الشعاعي ''الماموجرام'' وأجهزة التحميض والحاسبات· كما واجه البرنامج معوقات إدارية أبرزها أن سياسة وزارة الصحة خلال السنوات العشر الماضية وفرت الدعم المالي لبرامج الطب العلاجي أكثر من الطب الوقائي إضافة إلى الافتقار إلى التعاون والتنسيق بين الهيئات المحلية والسلطات الاتحادية المعنية بالسياسات الصحية وكذلك الافتقار إلى التغذية المرجعية بصفة دورية وهذا يرجع إلى عدم التنسيق والتعاون بين البرنامج والمستشفيات التي تحول إليها الحالات الموجبة للعلاج· نقص الكوادر : نقص الكوادر الفنية مشكلة أخرى كبيرة واجهت ومازالت تواجه الوزارة والهيئات الصحية في مكافحة المرض ،وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية أصبح جهاز ''الماموجرام'' هو أشهر المصطلحات المتداولة مع سرطان الثدي بسبب دقته العالية،وجلبت الوزارة عدة أجهزة ولم تجد الكفاءات الطبية لتشغيلها مما اضطرها لبيعها خردة كما حدث في مستشفى الجزيرة سابقا وهناك مستشفيات ومراكز صحية يتواجد بها هذا الجهاز ولايعمل لعدم وجود الفنيين أو لأعطال بسيطة!! ويؤكد الدكتور محمد عبد اللطيف أشهر أخصائي أشعة لجهاز الماموجرام في المركز الوطني للكشف المبكر في وزارة الصحة بأبوظبي أن العدد الموجود حاليا من أجهزة الماموجرام قليل والمهم ليس العدد بل الاستفادة منه والعبرة باستخدامه لأن هذا الجهاز يحتاج إلى كوادر مؤهلة بصورة كبيرة لأن أي خطأ في قراءة أشعة هذا الجهازقد يودي بحياة المريضة عكس تخصصات طبية أخرى· حملات التوعية وبالإضافة لنقص الكوادر والأجهزة والتنسيق بين الجهات الصحية فهناك أيضا حملات التوعية بالمرض التى يراها الدكتور أحمد المزروعي المدير العام للهيئة العامة للخدمات الصحية متدنية إلى حد ما،وقال لـ''الاتحاد'' للأسف فإن نسبة الحالات المتأخرة بسرطان الثدي التى تصل إلى المستشفيات تصل إلى 90%بينما نسبة الشفاء تصل إلى 95%لو كثفنا حملات التوعية بشكل غير تقليدي فإنه سيكون بمقدورنا إنقاذ أعداد كبيرة من النساء· وخلال أربعة أشهر سنناقش مع جامعة جون هوبكنز التي تدير مستشفى توام إنشاء مركز عالمي للسرطان في الإمارات بحول عام 2009 ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©