الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقاعد العمالة المهاجرة يمثل تحدياً لألمانيا

تقاعد العمالة المهاجرة يمثل تحدياً لألمانيا
18 فبراير 2008 23:29
تسعى ألمانيا جاهدةً لمعالجة أحد الآثار غير المتوقعة لتقدم السكان في السن بالدول الصناعية، وهي كيفية دمج المهاجرين الذين تقاعدوا عن العمل في المجتمع· وعلى مدى عقود افترضت ألمانيا أن العمال الذين استضافتهم في سنوات الازدهار عقب الحرب العالمية الثانية سيعودون لديارهم في نهاية الأمر· ولكنها استيقظت على حقيقة أن كثيرين من بين 2,5 مليون من أصل تركي جاؤوا ليبقوا وأن أعداداً كبيرة منهم توشك على التقاعد· وتقول اولريكا زابل مسؤولة التفاعل الثقافي في جمعية كاريتاس الخيرية ''لفترة طويلة لم تتصور ألمانيا نفسها كدولة من مقاصد الهجرة· تسبب ذلك في مشكلة مع المسنين·· لم نتوقع بقاءهم''· وتفتتح جمعية كاريتاس بالتعاون مع مؤسسة فيتاناس التي تدير بيوت رعاية خاصة مركزاً لاستضافة كبار السن متعدد الثقافات في برلين في العام المقبل· ووصل والد مصطفي ماكينيست من تركيا في عام 1973 وكان ينوي العمل لمدة خمسة أعوام في ألمانيا، ولكنه لم يغادر وظل يعمل في إصلاح الآلات في شركة سيمنس لمدة 25 عاما· ورغم أن الأب البالغ من العمر 68 عاما يملك منزلاً في تركيا فإنه لا يزال يمضي نصف العام في برلين، وينوي ماكينيست (40 عاما) استئجار شقة هناك حين يمنع تقدم السن والديه من التنقل بين البلدين· ويقول ''يتجلى المجتمع البرليني في بيوت المسنين·· في مثل هذه المنشآت تعيش الثقافة المتنوعة للمدينة، واندمج الجيل الثاني في المجتمع، والشقق صغيرة جدا في برلين''· وبسبب المخاوف الأمنية من عنف الشباب ركزت جهود الدمج في ألمانيا حتى الآن على كيفية مساعدة الشباب؛ غير أن بعض المنظمات بدأت توجه الاهتمام للجيل الذي يوشك على التقاعد وتدرس الشركات الأمر· ونحو 18 في المئة من المهاجرين في ألمانيا تجاوزوا الخامسة والخمسين وفق بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي التي ترجع لعام ،2006 وأكثر من 700 ألف من المهاجرين الأكبر سناً في العقد الأخير من سن العمل ومن حقهم التقاعد· وذكر أحدث تقرير عن المسنين في ألمانيا نشر في عام 2005 أن المهاجرين المسنين ينبغي أن يكونوا على رأس أولويات البلاد، وكشف التقرير أن المهاجرين المسنين يعانون من مشاكل صحية أكثر ودخلهم أقل ومعرفتهم بالخدمات الاجتماعية المتاحة أقل من المواطنين الألمانيي الأصل· وكشف التقرير أن المهاجر الذي أمضى أكثر من 25 عاما في ألمانيا حقق للحكومة دخلا يبلغ في المتوسط 850 يورو سنويا بينما أنفقت الحكومة حوالي خمسة ملايين يورو على برامج للمسنين المهاجرين· واحتمال حصول المسن المهاجر على معاش تقاعد عام أقل منه بالنسبة للمواطن الألماني رغم أنه يستحق المعاش في حالة سداده مبالغ لصالح النظام العام· وكشف التقرير أن نحو 79 في المئة من المهاجرين الأتراك الذين تجاوز عمرهم الخامسة والستين حصلوا على معاشات تقاعد عامة في سنة 2002 مقابل حوالي 96 في المئة من الألمان· والرعاية الخاصة للمسنين متاحة على نطاق واسع لمن يملك مالاً، ففيتاناس ليست الشركة الخاصة الوحيدة التي دخلت سوق المهاجرين المسنين· ففي فبراير 2007 افتتحت مارسيل كلينيكن ومقرها برلين دار رعاية ''تتميز بحساسية ثقافية'' للأتراك المتقاعدين في برلين·· والدار مزودة بقاعة صلاة للمسلمين كما تقدم الشاي التركي· وتقول الشركة إن العاملين في الدار يتحدثون لغتين ويسمح فيها برعاية النساء للنساء والرجال لأقرانهم· وتوجد مراكز استضافة متنوعة في فرانكفورت ومدينة دويسبورج قرب الحدود الهولندية وفي منطقة كروتسبرج في برلين التي يقطنها عدد كبير من الأتراك· ويقول هاري ميرتينز مدير مشروع موفيسي وهو مركز هولندي للتنمية الاجتماعية أن بعض الدول الأوروبية تعمل على تنفيذ مشروعات مماثلة· ويضيف أنه يوجد في بريطانيا وهولندا مراكز مختلطة أو ذات هوية ثقافية محددة تجمع بين شقق مستقلة وحدائق أو مطابخ عامة، وفي لاهاي توجد مشروعات سكنية للمتقاعدين من سورينام والصين· ويقول بيرين اروكاسلان عضو مجلس إدارة الاتحاد التركي في برلين- براندنبورج والمتخصص في علاج المشاكل الأسرية إن توخي الحساسية الثقافية مهم بشكل خاص في ظل وجود نظام معين يملي إيقاع الحياة في دور الرعاية· ويضيف ''لا أريد أن أقيم في دار أعتقد أنني سألتزم فيها بنظام معين للحياة لا يتضمن ما هو مهم بالنسبة لي''، وتابع ''فعلى سبيل المثال أسر المهاجرين الأتراك والعرب كبيرة؛ أدرك أن الزيارات المتكررة للأسرة التي تضم أعداداً كبيرة من الأفراد وتمضي ساعات طويلة تمثل مشكلة في دار رعاية ألمانية حيث يقيمـــون جنبـــا إلى جنب مع أجداد وجدات ألمان لا يرون أطفالهم إلا في عيد الميلاد وعيد القيامة''·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©