يزيد الأزدي.. أشهر رواة الحديث في مصر

أحمد مراد (القاهرة) مفتي مصر وعالمها، أحد أبرز رواة الحديث النبوي الموثوق فيهم، تلقى العلم عن بعض الصحابة وكبار التابعين الذين أقاموا في مصر. هو الإمام والفقيه أبو رجاء يزيد بن أبي حبيب الأزدي، المولود في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وبالتحديد سنة 53 هجرية، وذلك في مدينة الفسطاط المصرية، ويرجع أصله إلى أهل النوبة، حيث كان والده من الرقيق المملوكين في النوبة، وقد وصل إلى مصر ضمن تبادل السلع بين أهل النوبة والمسلمين. عاصر يزيد بن أبي حبيب الأزدي بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولازم كبار التابعين الذين سكنوا مصر، حيث حدث عن الصحابي الجليل عبدالله بن الحارث الزبيدي، والصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص، وأيضاً حدث عن عقبة بن عامر الجهني. كما حدث يزيد عن جماعة من كبار التابعين أمثال أبو الخير مرثد بن عبدالله اليزني، من كبار التابعين في مصر، وأبو وهب الجيشاني، وأبو الطفيل الليثي، وسعيد بن أبي هند، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن رباح، ونافع مولى ابن عمر، وسويد بن قيس، وعمرو بن شعيب، وأسلم بن أبي عمران. يعرف يزيد بن أبي حبيب الأزدي بأنه من أشهر رواة الحديث النبوي، وأكثرهم رواية، وتزخر برواياته العديد من كتب السنة، حيث نقلت عنه كتب «الستة الصحاح» البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي وأبو داود، وبلغ عدد الأحاديث الشريفة التي رويت له في هذه الكتب 162 حديثاً، كما ذكر يزيد في كتب السير كسيرة ابن هشام، وغيرها. وكان يزيد في زمانه مفتي مصر وعالمها الأشهر، وهو أول من أظهر بها الفقه، وتتلمذ على يديه العشرات والمئات من كبار الأئمة والعلماء، حيث حدث عنه سعيد بن أبي أيوب، ومحمد بن اسحق، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وعبدالله بن لهيعة، وغيرهم. قال عنه ابن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال عنه الإمام الليث بن سعد: يزيد بن أبي حبيب سيدنا عالمنا، وقال عنه أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان حليماً، عاقلاً. قال الكندي عن يزيد: أول من نشر العلم بمصر في الحلال والحرام ومسائل الفقه، وكانوا قبل ذلك، إنما يتحدثون في الفتن والترغيب، وكان ثالث ثلاثة جعل عمر بن عبد العزيز شؤون الفتيا إليهم بمصر رجلان من الموالي، ورجل من العرب، فأما العربي فجعفر بن ربيعة وأما الموليان فيزيد بن حبيب وعبدالله بن أبي جعفر. توفي يزيد بن أبي حبيب الأزدي سنة 128 هجرية.