السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حزب البشير يلوح برفض نتيجة الاستفتاء

حزب البشير يلوح برفض نتيجة الاستفتاء
22 نوفمبر 2010 00:14
تبادل شريكا الحكم في السودان حزب “المؤتمر الوطني” بزعامة رئيس البلاد عمر البشير، المهيمن على الحكم في شمال البلاد، وحركة التمرد الجنوبية السابقة التي تحكم الجنوب حاليا “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، تهم ممارسة “الترهيب” بحق الجنوبيين المقيمين في شمال البلاد، الذين لم يقبلوا على التسجيل على اللوائح الانتخابية الخاصة بالاستفتاء حول استقلال جنوب البلاد إلا بأعداد قليلة. ولوح حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم بعدم الاعتراف بنتيجة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان “إذا لم تتدارك المفوضية القومية للاستفتاء الخروقات الكبيرة التي تتم في عملية التسجيل للاستفتاء”. ودعي نحو خمسة ملايين جنوبي من المقيمين في الجنوب والشمال والشتات إلى تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية تمهيدا للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان المقرر تنظيمه في التاسع من يناير المقبل والذي قد يسفر عن تقسيم اكبر بلد افريقي. ويتطلب خيار الانفصال الأغلبية المطلقة (50% + صوتا واحدا) وان تبلغ نسبة مشاركة الناخبين المسجلين 60% لاعتماد هذه النتيجة. ولا يزال إقبال الجنوبيين المقيمين في شمال السودان على مكاتب التسجيل التي فتحت السبت ضعيفا حتى الآن. وكشف د.مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم في مؤتمر صحفي امس الأول عن خروقات واضحة قامت بها الحركة الشعبية لعرقلة عملية التسجيل بولاية الخرطوم، وقال إنها تمارس عمليات الترهيب والتهديد للجنوبيين الذين يعملون على حث اخوانهم المواطنين الجنوبيين للتسجيل، مشيراً إلى وجود عناصر من الحركة الشعبية في كل مراكز التسجيل تعوق التسجيل. وأوضح مندور أن المؤتمر الوطني رصد الخروقات التي تمت في مراكز التسجيل ورفعها للمفوضية الاستفتاء إلا أنها لم تفعل شيئاً حتى الآن لتصحيح مسار عملية التسجيل . وقال مندور إن الجيش الشعبي يسيطر علي بعض مراكز التسجيل بالجنوب بشكل كامل ولا يسمح للاحزاب والمراقبين بدخولها، متهما بعض اعضاء الحركة الشعبية بانتحال شخصية اعضاء المفوضية وإصدار عدد من الأوامر، وتحريض الجنوبيين وتهديدهم بعدم التسجيل للاستفتاء، وأبدى عددا من الملاحظات حول عملية التسجيل قال انها تمثلت في ارتباك من قبل مفوضية الاستفتاء وعدم توزيع عادل لمراكز تواجد الجنوبيين، وتحديد إثبات الهوية للناخبين، ورفض اعتماد شهادات السلطات المحلية، وبطاقات القوات النظامية، واعتماد كل العريفين القبليين الذين ينتمون للحركة الشعبية فقط، والعزف عن تسجيل بعض القبائل مثل الفراتيت والفلاتة، وحمل مفوضية الاستفتاء مسؤولية ما يجري في عملية التسجيل. وفي تصريحات منفصلة لوكالة فرانس برس قال مندور المهدي إن “الحركة الشعبية تشجع الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال على عدم التسجل لأنهم يعتقدون أن غالبية السودانيين الذين يعيشون في الشمال يؤيدون الوحدة. وكما تعلمون فإن الحركة الشعبية حاليا تعمل لصالح الانفصال”. وبدوره هدد الشيخ بيش القيادي في حزب المؤتمر الوطني مستشار رئيس الجمهورية بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء في حال فشل عملية الاستفتاء التي وصفها أنها لا تتم بالشفافية المطلوبة. من جانبهم زار مسؤولون كبار في “الحركة الشعبية لتحرير السودان” مراكز لتسجيل الناخبين في ضواحي العاصمة الخرطوم. وقال هؤلاء إنهم شاهدوا بالقرب من مراكز الاقتراع هذه أعضاء في “اللجان الشعبية” وهي “ذراع” حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وهم يسجلون أرقام هواتف الجنوبيين بعد أن يسجل هؤلاء أسماءهم في القوائم الانتخابية. وقال اتيم قرنق المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان إن أعضاء اللجان الشعبية هؤلاء كانوا يقولون لهم “يجب أن تصوتوا على الوحدة عندما يحين وقت التصويت” وأضاف “إنه نوع من الترهيب وهذا مخالف للقانون”. وقال قرنق الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس البرلمان الاتحادي إن “المؤتمر الوطني يتلاعب بالاستفتاء في الشمال ويهيئ مواطني الشمال لرفض نتيجة الاستفتاء”، وأشار إلى أن الموظفين المتواجدين بمراكز التسجيل رجال أمن ومستعدون لاستخدام العنف، وقال إن المؤتمر الوطني لا يثق في الحركة الشعبية، وأضاف “من جانبنا نريد استفتاء حرا ونزيها وشفافا، وعلى المراقبين الذهاب لمراكز التسجيل ومعرفة ما يدور هناك”. وقال إن المؤتمر الوطني غير بممارساته التي يقوم بها يعد حزبا غير مسؤول وغير مؤسس ويمارس الكذب، وأضاف “هو يحاول يجهز عقول الشماليين لرفض نتيجة الاستفتاء إذا ما أتت على غير هواه”. وقال “نعتقد أن المؤتمر الوطني يتلاعب بالاستفتاء بالشمال ويعبئ المواطنين لرفض النتيجة”. من جهته قال والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر ان سلطات الولاية تتجه “لتشديد الرقابة الأمنية على مراكز تسجيل الاستفتاء ومواقع تجمعات الجنوبيين للحد من حالات التخويف والإرعاب التي تمارسها جهات (لم يسمها) بحق الجنوبيين الراغبين في التسجيل”. وقال في لقاء تنويري مع قيادات جنوبية حول التسجيل أمس الأول: “سنعمل للوحدة حتى ولو تبقت ساعة واحدة وسنقبل نتيجة الاستفتاء، على أن يكون اللعب نظيفاً”. وأعلن أن إحصاءات الولاية تفيد بتوجه 1066 جنوبيا للتسجيل في اليوم الأول و756 في الثاني، و892 في الثالث والرابع 566. وطالب الخضر شريكي الحكم بالتماشي مع القانون وتجنب خرقه وتسهيل مهمة الجنوبيين في التسجيل للاستفتاء، داعيا القيادات الجنوبية لحفظ حقوق جميع الجنوبيين في الاستفتاء، مشددا على ان الانفصال لن يعني لولاية الخرطوم فقدان الجنوبيين للمواطنة. وأضاف: “مسألة الجنسية ومترتبات المواطنة سيتوافق عليها السياسيون لاحقا لكن كل جنوبي بالخرطوم هو مواطن أصيل لن تُنزع منه المواطنة حال الانفصال”.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©