الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استراتيجية شاملة لأوباما لضرب «داعش» في العراق وسوريا

استراتيجية شاملة لأوباما لضرب «داعش» في العراق وسوريا
11 سبتمبر 2014 11:02
تباحث الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفياً أمس مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبيل ساعات من خطابه الذي يعرض فيه خطته للتحرك ضد تنظيم «داعش» الإرهابي وعشية استضافة جدة اجتماعاً اليوم يضم ممثلين للولايات المتحدة وتركيا وعدد من الدول العربية لبحث سبل مكافحة «الإرهاب» في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعبئة حلفائها ضد ما يسمى «الدولة الإسلامية». وفيما أبلغ أوباما قادة الكونجرس الليلة قبل الماضية، بأنه يملك التفويض لمحاربة «داعش» مؤمناً دعمهم للجهود المبذولة للقضاء على التنظيم المتطرف، الذي ينشط في سوريا والعراق، انخرط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جولة بالمنطقة في إطار التعبئة ذاتها، حيث استهل مهمته بزيارة بغداد حيث أعلن أن الرئيس أوباما سيكشف عن استراتيجيته واسعة ترمي لهزيمة «داعش»، وسيعرض «بتحديد بالغ» كل مكون من مكونات الخطة، مبيناً أن مهمته الحالية تعنى بـ«جمع أوسع تحالف ممكن لهذا القتال» مع تأكيده على أن هذا الائتلاف سيهزم المتطرفين وسينجح في القضاء على التهديد في العراق والمنطقة والعالم. وأيد كيري خطط رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإصلاح علاقات بغداد مع السنة والأكراد وقال إن العراق شريك في الحرب ضد مقاتلي«داعش»، مؤكداً أن التحالف الجاري بناؤه، في قلب استراتيجية عالمية سيواصل النمو والتعمق في الأيام المقبلة، مشدداً على أن بلاده والعالم «لن يقفا ببساطة مكتوفي الأيدي يشاهدان شرور ما يسمى (الدولة الإسلامية) تنتشر». وفيما تستعد باريس لاستضافة اجتماع بشأن الأزمة العراقية بعد تقدم «داعش» في أرجاء واسعة، أكد الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سيزور بغداد غداً الجمعة لبحث الترتيبات لهذا المؤتمر وتقديم دعمه للحكومة العراقية الجديدة. وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده مستعدة للمشاركة في عمل جوي عسكري ضد «داعش» إذا «تطلب الأمر ذلك»، قائلا إن القيام بأي عمل مماثل ضد الجماعة الإرهابية في سوريا سيتخذ «أشكالاً مختلفة». وفيما يستعد الرئيس أوباما لإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا، ضمن استراتيجية موسعة لمحاربة تنظيم «داعش» على غرار ما يجري حالياً في العراق المجاور، أفادت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشطن بوست» أنه مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية إلى سوريا. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول حكومي رفيع تأكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الأخرى إلى خبراء في السياسة الخارجية أجرى الرئيس الأميركي مشاورات معهم الأسبوع الحالي تمهيداً لخطابه للأمة الأميركية بهذا الشأن. ونقلت «واشنطن بوست» عن ميشال فلورنوي المساعدة السابقة لوزير الدفاع قولها إن أوباما مصمم على محاربة التنظيم الإرهابي «في كل مكان لهم فيه أهداف استراتيجية». وفلورنوي كانت ضمن الخبراء الذين التقاهم الرئيس الأميركي على العشاء مساء الاثنين الماضي. وأضافت أن تنظيم الدولة «لا يحترم الحدود الدولية لا يمكننا أن نترك لهم أي ملاذ آمن. . . أتوقع من الرئيس أن يكون واضحاً جداً». وذكرت «نيويورك تايمز» أن أوباما ينوي «البدء بحملة طويلة المدى أكثر تعقيداً بكثير من الضربات محددة الأهداف ضد (القاعدة) في اليمن أو باكستان أو غيرهما». أعلن البيت الأبيض في بيان «قال الرئيس لزعماء الكونجرس الثلاثاء، إن لديه السلطة اللازمة لاتخاذ إجراءات ضد تنظيم الدولة، مبيناً «كرر أوباما اعتقاده أن الأمة ستكون أقوى وأن جهودنا ستكون أكثر فعالية عندما يعمل الرئيس والكونجرس معاً لمحاربة تهديد للأمن القومي مثل تنظيم الدولة». وألمح بيان البيت الأبيض مرة أخرى إلى أن أوباما لن يطلب من الكونجرس التصويت بالموافقة على خطته، بينما أعرب قادة الكونجرس خلال اللقاء عن دعمهم للجهود المبذولة للقضاء على تنظيم «داعش»، في العراق وسوريا، ويسيطر على مساحات واسعة في البلدين. ويقدم الجيش الأميركي بالفعل العون للقوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، في القتال ضد تنظيم «داعش»، بشن غارات جوية على مواقع مسلحي التنظيم المتشدد. من جهته، قال كيري للصحفيين في بغداد إن الكلمة التي سيلقيها باراك أوباما بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، عن استراتيجيته للتصدي لـ«داعش»، ستتطرق لخطة قتال واضحة. وأضاف «عندما يستمع العالم لكلمة الرئيس، سيستمع لكلمة تعرض بتحديد بالغ كل مكون من مكونات استراتيجية واسعة حول كيفية التعامل مع تنظيم الدولة الإرهابي». وتابع كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لحشد الدول للتحالف الدولي لمواجهة التنظيم إنه في مهمة «لجمع أوسع تحالف ممكن لهذا القتال». وشدد كيري على أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي بينما ينمو تنظيم (داعش)، مؤكداً أن العراق «شريك» في محاربة التنظيم الإرهابي. وأضاف للصحفيين «لدينا جميعاً مصلحة في دعم الحكومة الجديدة في العراق في مفترق الطرق الحرج الذي نمر به. . أضمن لكم أن التحالف الذي يتركز في قلب استراتيجيتنا العالمية، سيواصل النمو والتعمق في قادم الأيام. . هذا سببه أن الولايات المتحدة والعالم لن يقفا ببساطة مكتوفي الأيدي لمشاهدة شرور الدولة تنتشر». وقال إن «التحالف الدولي سيهزم المتطرفين»، مضيفاً بعد لقائه المسؤولين العراقيين «نعلم جميعاً، وأعتقد أننا توصلنا إلى ذلك بكل ثقة، تحالفنا الدولي سينجح في القضاء على التهديد في العراق والمنطقة والعالم». كما أكد كيري في بغداد، أنه ستعاد هيكلة الجيش العراقي ضمن الاستراتيجية الشاملة للرئيس أوباما. وأوضح «ستتم إعادة هيكلة الجيش العراقي وتدريبه. . من خلال عدد من الاستراتيجيات المختلفة وبمساعدة دول أخرى وليس الولايات المتحدة وحدها». إلا أن كيري لم يوضح كيف ستتم إعادة هيكلة الجيش في الوقت الذي يؤكد فيه هو وغيره من المسؤولين الأميركيين، مراراً أن القوات الأميركية لن تعود إلى العراق. وتهاوى الجيش العراقي الذي أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتسليحه وتجهيزه على مدى سنوات، أمام الهجمات الواسعة التي شنها تنظيم «داعش»، حيث تخلى العديد من الجنود عن عرباتهم وأسلحتهم وملابسهم العسكرية ليفروا من وجه التنظيم المتشدد. وقال الوزير الأميركي «حكومة عراقية جديدة لا تقصي أحداً يجب أن تكون المحرك لاستراتيجيتنا العالمية ضد تنظيم الدولة. وأبلغ كيري الحكومة العراقية الجديد حيدر العبادي أنه «متفائل» بخططه لإعادة هيكلة الجيش وبالتزامه بإصلاحات سياسية تفتح مجال المشاركة أمام الطوائف الدينية والعرقية في العراق. وناشد العبادي المجتمع الدولي المساعدة في مواجهة تنظيم «داعش» وحثه على العمل فوراً لوقف انتشار «هذا السرطان». وأشار كيري إلى استعداد العبادي «للمضي قدماً سريعاً بشأن اتفاقات النفط الضرورية للأكراد وبشأن تمثيل السنة في الحكومة». ومن المقرر أن يعقد أوباما قبل كشف استراتيجيته، اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن القومي الذي يضم بشكل خاص نائب الرئيس جوزيف بايدن ووزير الدفاع تشاك هاجل. وستشمل جولة كيري السعودية ومن الممكن أن تشمل عواصم عربية أخرى. وفي وقت لاحق مساء أمس، قال البيت الأبيض إن استراتيجية أوباما ستناقش عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً ودعم القوات التي تقاتل هذا التنظيم في العراق وسوريا. وتابع البيت الأبيض في بيان قبل الكلمة أن الولايات المتحدة «ستنتهج استراتيجية شاملة لتفكيك وفي النهاية تدمير» تنظيم الدولة. وقال النائب الجمهوري مايك روجرز الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس النواب أمس، إن كلمة أوباما مهمة ووصفها بأنها «بداية طيبة» لمحاربة تهديد خطير، قائلاً إن الرئيس يحتاج إلى ترك مساحة لعمل محتمل آخر مثل إرسال قوات أميركية خاصة. وحذر السناتور انجوس كينج وهو مستقل وعضو بلجنتي المخابرات والقوات المسلحة، من أنه سيكون من المستحيل إخراج المسلحين المتشددين باستخدام القوات الجوية وحدها. وقال لشبكة سي. إن. إن «ستكون هناك قوات على الأرض. السؤال الوحيد هو هل ستكون هذه القوات أميركية أم عراقية أم كردية». ووجد استطلاع للرأي أجري لحساب صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه. بي. سي نيوز» التلفزيونية أن أكثر من 70? من الأميركيين يؤيدون توجيه ضربات جوية في العراق كما أيد 65? استخدامها في سوريا. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©