الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجب الهاجري: تعرضت لاختبار صعب بالمطار·· وتسببت في طرد كلب الجيران

عجب الهاجري: تعرضت لاختبار صعب بالمطار·· وتسببت في طرد كلب الجيران
28 فبراير 2009 22:16
عجب الهاجري واحد من الطلبة الإماراتيين الدارسين بالخارج، اختار استراليا للدراسة رغم أنه لم يعرف عنها أي شيء قبل أن تطأها قدماه للمرة الأولى، برغم صغره يحاول عجب اقتحام معترك الحياة عبر بوابة الغربة· يقول عجب: لا زلت ''مستجدا'' على الغربة والدراسة لأني لم أكمل عامي الأول بعد، أدرس التجارة الدولية في ولاية فيكتوريا الاسترالية بعد أن أتممت الثانوية العامة في الإمارات· الحصول على شهادة قوية واكتساب لغة أجنبية هما ما وجها الهاجري للدراسة في الخارج، ويقول: الدراسة في المدارس الحكومية لا تكسبنا الكثير من المهارات خاصة في اللغة الانجليزية وإن كانت تضعنا على أول السلم لكنها لا تمنحنا ما يستفاد به فعلاً في الحياة العملية، وكان هدفي الأهم أن أتحدى نفسي باللغة الإنجليزية وأن أحصل على شهادة معتمدة دولياً من جامعة مهمة فعلاً في هذا التخصص، كما أني كنت أطمح بأن أصقل شخصيتي وأن أكتسب الإرادة القوية·· والدي علمني الكثير في حياتي لكن الغربة مدرسة حقيقية تصنع شخصية الإنسان وتصقل مهاراته وقدراته· قرار السفر ويتابع: حين قررت الدراسة في أستراليا، وجدت التشجيع من والدي ووالدتي وكل أهلي ولكن حينما بدأ العد التنازلي كي أرحل بدأ جو من الحزن يخيم على المنزل يوماً بعد آخر خاصة من شقيقاتي البنات وشقيقي الصغير خالد ''8 سنوات'' لأني أكبر الأولاد ولأن وجودي يشيع جواً من الضحك في البيت فأنا بطبعي أحب المزاح معهم واللعب مع إخوتي· جو الحزن الذي لاحظه الهاجري كان يتزامن مع تشجيع أكبر من الوالد، ويقول: أبي كان يشعرني بأني وصلت للوقت الذي أعتمد فيه على نفسي ويؤهلني للدخول في زخم الحياة لذا حرص على مداراة إحساسه الحقيقي وإن كنت أشعر أنا بتأثره من غيابي· أول الغربة يتابع الهاجري: في يوم سفري ودعني أهلي في المطار وركبت الطائرة وقلبي مضطرب، لكني حاولت التماسك كي أستطيع المضي في دراستي دون أن أضعف، وكان أول اختبار لتماسكي بمجرد أن وصلت لأرض المطار لأني لم أجد العائلة التي يفترض أن تستقبلني في انتظاري، والحمد لله أني كنت محتفظاً بعنوانها وأعطيته لسائق التاكسي التركي الذي احتفى بي وجاهد كي أصل للعنوان برغم أن الوقت كان في الثالثة فجراً، وهناك استغربت العائلة لأنهم لم يتوقعوا وصولي، مع ذلك استقبلوني بترحاب وود وأدخلوني لغرفتي وبمجرد أن وضعت رأسي على الفراش بدأت باسترجاع شريط حياتي كله وأحسست تلك اللحظة فعلاً بأن الغربة مرة· حظي الهاجري بعائلة متفهمة جيدة يقول عنها: من حسن حظي أن العائلة التي استضافتني عائلة طيبة ومتعاونة فهم حاولوا كسب مودتي من اليوم الأول، ومع الوقت بدأوا بالاقتراب من عالمي وإدخالي لعالمهم فبدأت بالخروج معهم ولعدة مرات أوصلني رب العائلة للجامعة بسيارته، وحتى عندما لاحظوا انزعاجي من كلب يقتنونه أرسلوه لمنزل الجدة كي أبقى مرتاحاً، وحين يأتي موعد دفع الإيجار تحاول الأم أن لا تضغط علي بالدفع بل تطلب مني تأجيل الدفع إن كنت في حاجة للمال، وهذه المعاملة الجيدة هي ما جعلتني أحرص على التواصل والبقاء معهم· الطلبة الإماراتيون وعلى مبدأ ''خلك خفيف كلن يشيلك'' يتعامل الهاجري مع الطلبة الإماراتيين في أستراليا، ويقول: اتصلت بصديق ابن عمي الذي كان يدرس في استراليا قبل أن أسافر كي يساعدني بمجرد وصولي لأستراليا وبالفعل قام هذا الشاب ''أحمد الرميثي'' بتسهيل أول الأيام لي في أستراليا وساهم في أن أتعرف على الطلبة الإماراتيين الذين يدرسون هناك، فنحن 250 طالباً اماراتياً مقسمين على عدة مناطق في ولاية فيكتوريا الأسترالية، نحاول الاجتماع أسبوعياً لنتعرف على بعضنا ونوطد الأواصر بيننا خاصة وأن ولايتنا بلا ناد إماراتي، ونحاول التعاون فيما بيننا كي نتفقد الطلبة ونعرف أخبارهم ونحاول مساعدة بعضنا في المواقف القوية، ففي إحدى المرات فقد أحد الطلبة هاتفه المتحرك ولم يستطع أهله الوصول إليه وبدأوا بالاتصال بالسفارة التي اتصلت بالطلبة وبدأنا رحلة البحث عنه وخلال ساعتين وجدنا الطالب واتصل بأهله ليطمئنهم· كذلك يخبرنا عجب عن تمسك الطلبة بالزي الوطني والعادات الإماراتية الأصيلة برغم الغربة بقوله: كل الشباب الإماراتيين يحملون معهم في السفر ''الكنادير'' و''الغترة والعقال'' ونحن نرتديها في كثير من المناسبات الجامعية أو في صلاة الجمعة أو يوم العيد وأغلب الأحيان حتى عند تجوالنا في المولات والأماكن السياحية، فنحن نرى الملابس جزءاً من هويتنا وهناك نحتاج فعلاً لأن نرى شيئاً من الوطن وهذه الأشياء تعيد قلوبنا فوراً للإمارات· الحياة الجامعية أطلق أصدقاء عجب الهاجري عليه اسم ''مستر أمازينج'' في الجامعة بعد أن بدأوا يسألونه عن معنى اسمه، ويقول: في أول أيامي الجامعية شعرت بصعوبة الدراسة لأن لغتي الانجليزية كانت صعبة جداً، لكني فيما بعد بدأت باستيعاب ما يحدث حولي بعد أن استطعت التغلب على أكثر الصعوبات اللغوية، وأكثر ما أعجبني في الجامعة التقارب الجميل بين الطلبة والأساتذة فهم يتواصلون معنا بكل ود خاصة نحن المغتربين ويحاولون أن يسهلوا وصول المعلومة إلينا بكل صبر، كما أن الجامعة فتحت لي المجال كي أتعرف على أصدقاء من دول أخرى، وأن أشارك في أنشطة ترفيهية مختلفة وأن أتواصل مع المجتمع الجامعي لأني جزء منه· اعتاد الهاجري على حياة مرفهة في الإمارات لكنها تغيرت بمجرد أن وصل لأستراليا، ويتابع: تعلمت من الغربة أن احترم المحيطين بي، وأن أعتمد على نفسي بكل شيء حتى الطبخ وغسيل الملابس وترتيب الغرفة ويراها من الأمور التي كنت أجدها جاهزة في بيتي، أصبحت مسؤوليتي وحدي، كذلك تعلمت الاقتصاد في الانفاق فالنقود هناك لها قيمة فعلية عند الطالب المغترب ولا نستطيع الانفاق إلا على ما نحتاجه فعلاً، أما الكماليات ابتعد عنها لأنها غير ضرورية بل وصارت عبئاً علي إذا فكرت بالانتقال من مكان لآخر· أجمل اللحظات التي عاشها عجب الهاجري في الغربة كانت مفاجأة والده له كما يقول: أعلمتني أسرتي أن ابن عمي سيصل لأستراليا كي يدرس اللغة الانجليزية في العطلة الصيفية وطلبوا مني استقباله في المطار، فتحمست جداً لأني سأرى أحد أفراد أسرتي أخيراً وتجهزت لاستقباله لكني تفاجأت في المطار بوصول والدي معه، هنا أصبت بصدمة فعلية لأني لم أتوقع من والدي أن يتحمل سفر 16 ساعة كي يراني، هذا الموقف أثر بي كثيراً وأشعرني بمدى حب والدي وأهلي لي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©