الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رانيا البستكي: أزيائي تترجم شغفي بالتراث العربي

رانيا البستكي: أزيائي تترجم شغفي بالتراث العربي
28 فبراير 2009 22:14
رانيا البستكي مصممّة أزياء إماراتية، وظفت شغفها وعشقها لفن الرسم والتطريز في صقل موهبتها في عالم الموضة، فكونت لنفسها خطا وطابعا خاصا يميزها عن غيرها من المصممات، وقدمت خلال سنوات عملها البسيطة ذوقها المتفرد ورؤيتها العصرية لتطوير الزيّ الخليجي، مستلهمة من التراث كل عناصر الجمال، ومضيفة من بنات أفكارها لمسات غنية من الفخامة والإبهار· اتجاهها للطراز الشرقي بالذات، واختيارها التخصص في تصميم العباءة أو الجلابية التقليدية التي تميّز مجتمعاتنا العربية والخليجية، جاء لينسجم مع محيطها العام وما نشأت عليه من عادات وتقاليد، حيث تحاط المرأة عادةً بإطار من الحشمة والوقار، وتكون أزياؤها معبرة عن واقعها المجتمعي والتراثي، وتعبّر رانيا عن هذا الأمر، فتقول: ''أنا ابنة بيئتي، ولقد نشأت على رؤية نساء بلادي وهن يلبسن الجلابية المخّورة والمطرّزة، وبألوان دافئة ومبهجة للعين والقلب، وكوني محاطة بكل هذا الخزين الثقافي والتراثي من حولي، فقد رسخت في ذاكرتي منذ الطفولة هذه الصورة المميزة للزيّ الخليجي، بكل ما يتفرد به من خصوصية في انسيابية وبساطة الخطوط والقصّات، مع الغنى الكبير في التفاصيل والألوان''· الموهبة والشغف وتسترسل في حديثها، مستعيدة بدايات الشغف والهواية، وذكريات عن بزوغ الموهبة لديها، فتقول: ''لطالما كانت الحرف اليدوية وفنون التطريز والحياكة هي هوايتي، كما إن حبي للرسم والفن واللعب بالألوان ساعدني على صقل موهبتي، وقد كانت لي محاولات عدة في تصميم وصناعة الحقائب اليدوية المطرزة مع الإكسسوارات والمستلزمات النسائية الأخرى، فأنا أستمتع بتجميع الخامات والأقمشة وتنسيق الأشكال والألوان ضمن إطار فني معّين، ثم أضيف عليها لمسات فنية من مطرزاتي وشغلي اليدوي لأجعله أكثر فرادة وحميمية، ولعل هذا الأسلوب هو الذي ميّز تصميماتي بعد الاحتراف وكوّن لي بصمتي الخاصة في مجال الأزياء، وأنا راضية عن ما وصلت إليه من إنجازات مكنتني من إقامة عروض خاصة في روما وباريس ومصر، كما تشرفت بتكريم من الشيخة سبيكة زوجة ملك البحرين، وتكريم آخر من مهرجان مصر السينمائي الدولي، ولكني تواقة لما سيأتي به المستقبل، وسأعمل على تطوير موهبتي لأبقى قادرة على النجاح''· اللعب بالحرير والتفتا ومثل كل المصمّمات الخليجيات اللاتي انتصرن للطراز الشرقي والتراث العربي، حيث نسجت الأساطير والحكايات عن النساء الشرقيات الملتفات بنعومة الحرير والمترفات بحرارة الألوان والزخارف، فضلت البستكي أن تجعل من خامة الحرير والتفتا بمختلف أنواعها لعبتها، فجمعّت وفرقّت، وناغمّت ونسّقت، وأفردت ووزعّت، بين عدة أقمشة وخامات وبألوان حارة وقوية تعبر عن طبيعة بيئتنا الصحراوية المشمسة، وما نحمله من فورة المشاعر و حب الحياة، وتشير لهذا الجانب قائلة: ''أحب اللعب بالأقمشة الغنية المترفة ذات الملمس المرهف المطواع، فهي تمنحني الحريرية في الانطلاق بأفكاري، وتوفر لي الانسيابية اللازمة للتعبير عن رؤيتي للقصّة والشكل النهائي للموديل، كما أن الشغل اليدوي والتطريز المنمق على قماش الحرير والتفتا يعطيه بعداً آخر من الثراء والجمال، مما يحوّل كل قطعة أو زي إلى لوحة فنية بحد ذاتها''· إشراقات من التراث وعن خيالها الخصب وما يلفت نظرها من عناصر قد تشكل لديها مصدرا للإلهام ومنبعاً للأفكار، تقول المصممة: ''لا شك في أنني متابعة جيدة لكل مستجدات الموضة العالمية من حولي، ولكن اطلاعي يأتي من باب الفضول وزيادة المعرفة ليس إلا، بمعنى أني لا أتأثر بها بشكل خاص، فتراثنا العربي غني وغزير، وما يحيط بي من مفردات الجمال سواء في النقوش الإسلامية والزخارف الشرقية أو في الخط العربي بإنحناءاته المثيرة، وغيره الكثير من الفولكلور والفنون الشعبية واليدوية التي تشكل لي مخزوناً ثقافياً هائلاً وكنزاً من الأفكار أستمد منه إيحاءات تغذي خيالي وتلهمني في تصميماتي، ولكنني لا أنكر أنني أستعين ببعض الخامات والتقنيات الجديدة التي تخدم عملي وتترجم خيالاتي إلى واقع ملموس''· ظاهرة لها وجهان وتفسّر البستكي الظاهرة الجديدة في اتجاه العديد من المواطنات إلى تصميم الأزياء والعباءات، وفتح مشاريع صغيرة بهذا المجال، فتقول: ''إن التطور الثقافي والفني التي شهدته الإمارات على جميع الصعد في السنوات القليلة الماضية مع الانفتاح الاجتماعي على العالم، هييأ للمرأة المناخ المناسب للدخول لسوق العمل دون خوف أو رهبة، كما ساعدت هذه الأجواء على ظهور مجموعة كبيرة من الشباب والشابات في كل مجالات الفنون، وهي ظاهرة صحية في نظري لأنها تؤسس لظهور جيل جديد من المبدعين والموهوبين الذين سيساهمون في نهضة المجتمع ورفعته مستقبلا، ولكن لكل أمر وجهين، ومن سلبيات هذه الظاهرة هي إفرازها لبعض المدعّين والمقلدين الذين لا يملكون أي موهبة أو إمكانيات أو حتى أبسط الأبجديات التي تؤهلهم لدخول مجال الموضة والتصميم، وهم موجودون فقط لنيل الشهرة والاستعراض، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والجيد هو من يفرض نفسه على الساحة ويبقى قادرا على الاستمرار والعطاء''· وتختتم رانيا حديثها بنصيحة تقدمها للشباب والشابات :''ابتعدوا عن التقليد وابحثوا في دواخلكم عن مواهبكم الحقيقية، واعملوا على تثيقف أنفسكم في المجال الذي تتميزون فيه، حتى تتمكنوا من إبراز طاقاتكم الإبداعية التي ستفتح لكم أبواب النجاح''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©