الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد: تسجيل الصقارة في قائمة التراث الثقافي غير المادي نجاح جديد يضاف لإنجازات الإمارات

حمدان بن زايد: تسجيل الصقارة في قائمة التراث الثقافي غير المادي نجاح جديد يضاف لإنجازات الإمارات
21 نوفمبر 2010 23:58
أشاد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات بالدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة باعتباره أرثا تاريخيا وحضاريا بكل خصائصه ومميزاته وجزءا لا يتجزأ من حياة الآباء والأجداد. وقال سموه إنه وبفضل هذا الدعم المتواصل نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة بتسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية من خلال تنسيقها وتعاونها مع 12 دولة عربية وأجنبية في إعداد الملف الدولي للصقارة انطلاقا من حرصها واهتمامها بالحفاظ على الصقارة كتراث عالمي وسعيها للحفاظ على هذه الرياضة التي يمارسها العديد من الصقارين حول العالم وحمايتها من الانقراض. وذكر سموه أن ما تم تحقيقه خلال اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو التي عقدت مؤخرا في نيروبي إنما هو نجاح جديد يضاف للإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال الحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن بين ما تنشده من نهضة اقتصادية واجتماعية وبين الحفاظ على موروثاتها الثقافية والاجتماعية والبيئية في تجربة فريدة أكدت نجاح نموذج التنمية المستدامة الذي أرسى دعائمه المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. تاريخ الصقارة وقال سموه إن الصقارة والتي ظهرت في تخوم آسيا قبل 7000 سنة ليست مجرد رياضة وإنما هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتراثية لمنطقة الخليج وظلت تمارس على مر العصور في توائم مع الطبيعة وبأخلاقيات متوارثة عبر الأجيال مع الحرص على استدامة الأنواع والمحافظة عليها. وأشار سموه إلى أن السجلات والحفريات والنصوص القديمة أثبت أن رياضة الصيد بالصقور قد ظهرت مع ظهور الحضارة وعُرفت في منطقة الجزيرة العربية ومنطقة الخليج خصوصاً منذ حوالي 4000 سنة ومن ثم انتشرت الصقارة عبر العالم الإسلامي لاحقاً لدى الكثير من الشعوب والأمم ومن بعدها مورست الصقارة في كل من أوروبا وأميركا الشمالية كأنبل هوايات الصيد التي عُرفت على مدى التاريخ. ولفت سموه إلى أن أساليب رياضة الصيد بالصقور في الجزيرة العربية وحول العالم تغيرت بشكل كبير في السنوات الماضية مما أدى إلى تعرض الصقارة لعديد من الضغوط التي تهدد بقائها كما أصبحت أنواع رئيسية من الصقور تخوض معركة شرسة من أجل البقاء في البراري حيث تشير الأبحاث والدراسات إلى أن الصقور والحبارى التي تمثل الطريدة الرئيسية لرياضة الصيد بالصقور أصبحت تعاني من تدهور مريع في أعدادها خلال السنوات الأخيرة ما أدى إلى انقراض العديد من المجموعات وأصبح وضع بعضها الآخرِ محفوفاً بالمخاطر وذلك بسبب الصيد الجائر والتهريب والتجارة غير المشروعة وتناقص وتدهور المواطن الطبيعية. حشد الجهود وأوضح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أنه ومن منطلق اهتمامها بالمحافظة على الصقارة وحماية الأنواع الطبيعية سعت أبوظبي لحشد الجهود والطاقات وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة لصون هذا التراث الإنساني بين الدول المعنية للوصول إلى الطريقة المثلى لحماية الصقارة وذلك من خلال زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث إنساني عالمي ومنح الصقارة المشروعية التامة خاصة في بعض الدول التي تعاني من القوانين التي تمنع الصيد بالصقور. وقال سموه إنه ولإنجاح هذا العمل تولت أبوظبي مسؤولية تنسيق الجهود ونظمت أربعة مؤتمرات واجتماعات في أبوظبي شارك فيها صقارون ومهتمون بالتراث بجانب المسؤولين عن الثقافة في الدول المشاركة في الملف. وقد تم إعداد ملف موحد بالتعاون مع عدد من الدول المعنية في هذا المجال أعد بناء على دراسات ميدانية شملت قراءة وتحليل دقيق للمقالات والكتب وغيرها من الإصدارات العربية والأجنبية التي تناولت الصقارة، إلى جانب مقابلات مكثفة مع أشهر الصقارين في دولة الإمارات. وعبر سموه عن سعادته بإشادة اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو بملف الصقارة والتي اعتبرته أفضل ملف دولي تم تقديمه لها حتى الآن ووصفته بأنه مبني على عمل ميداني ضخم ودراسة علمية وتوثيق دقيق وسيساعد الكثير من الدول مستقبلاً للاستفادة من هذه التجربة الثرية حيث أوصت اللجنة بأن يتخذ ملف الصقارة مثالاً يحتذي به من قبل الدول. وذكر سمو الشيخ حمدان أن دولة الإمارات حرصت على الحفاظ على الصقارة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي سار على النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم وذلك في إطار اهتمامه المعروف والمشهود له عالمياً بالبيئة حيث استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور بطريقة مستدامة. أول مؤتمر للصقارة وأشار سموه إلى أن من أهم مبادرات المغفور له الشيخ زايد في هذا المجال تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة والمحافظة على الطبيعة في مدينة أبوظبي في أواخر عام 1976م والذي جمع للمرة الأولى بين صقاري الخليج ونظرائهم في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى وقد كان المؤتمر منطلقا حقيقيا للاستراتيجية التي وضعها الشيخ زايد بهدف حشد الصقارين ليكونوا في طليعة الناشطين أصحاب المصلحة الحقيقية للمحافظة على الصقارة. وقال سموه إنه وبحلول عام 1995م عمل الشيخ زايد على التحول من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المكاثرة في الأسر وبحلول عام 2002م أصبح صقارو الإمارات يعتمدون بنسبة 90% على الصقور المكاثرة في الأسر ما جعل الإمارات البلد المربي الأول الذي أصبح يعتمد على استخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر في رياضة الصيد بالصقور، وإحياء لتقليد عربي اندثر أرسى زايد تقليد إعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد حيث بدأ برنامج زايد لإطلاق الصقور في عام 1995م وبحلول عام 2010م وصل مجموع الصقور التي تم إطلاقها إلى 1246 صقراً وقد ساهم هذا البرنامج في المحافظة على هذه الأنواع من الانقراض وساعد في التعرف على المزيد من المعلومات عن الصقور وتحركاتها، كما ساهم في تحديد مسارات هجرتها. حماية الصقور وأضاف سمو الشيخ حمدان أنه في ذلك الوقت شهدت الجزيرة العربية ظهور الصقور المنتجة في الأسر في أميركا وأوروبا ليبدأ نهج جديد سلكه معظم صقاري الإمارات اليوم باختيارهم للصقور المتكاثرة في الأسر وتفضيلها على استخدام الصقور البرية الأمر الذي يقلل من تأثير ضغوط رياضة الصيد بالصقور على المجموعات البرية والتي تشهد أعدادها تناقصا حادا. وأشار سموه إلى مشروع البروفالكن لإكثار الصقور في العين الذي يعتبر من المشاريع الرائدة للحافظ على الصقور البرية ويهدف إلى تحسين سلالات الصقور المتكاثرة في الأسر. وأكد سمو الشيخ حمدان أن دولة الإمارات اهتمت بتوفير الطرائد الرئيسة للصيد بالصقور في إطار الإستراتيجية العالمية التي وضعتها لحماية الصقور والحبارى والتي تشمل تطبيق سلسلة من الإجراءات للحفاظ على الأعداد المتبقية من طيور الحبارى بدارسة تنوعها البيولوجي وبيئاتها ومسارات هجرتها فتبنت العديد من المبادرات لحماية هذه الأنواع وإكثارها في الأسر داخل الدولة وخارجها. وأشار سموه إلى أن إمارة أبوظبي احتلت مكانة متميزة في سعيها للحفاظ على الحبارى على مستوى العالم ويشهد لها اليوم بدورها الرائد في هذا المجال فمشاريع الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي مند 33 عاما محققة نتائج متميزة رغم صعوبة إنتاج الحبارى في الأسر وذلك للخصوصية التي تتميز بها عن غيرها من الطيور التي يمكن إكثارها في الأسر، ولم تقتصر هذه المشاريع على حدود دولة الإمارات بل تخطتها وعبرت إلى شمال أفريقيا في المملكة المغربية في سابقة سجلت للإمارات وذلك ضمن خطط طموحة تهدف لإعادة التوازن إلى أعداد هذا الطائر الذي أصبح اليوم بحاجة للكثير من الاهتمام وتضافر الجهود الدولية للمحافظة عليه ولقد أثبتت هذه الجهود نجاحها حيث بدأت أعدادها بالتزايد بعد أن كانت تعاني ن تناقص أعدادها بشكل كبير. ولفت سموه إلى أنه ضمن مساعيها للحفاظ على الحبارى وضمان بقاء أعداد كافية من مجموعاتها البرية بدرجة تكفل استدامة أنشطة الصيد بالصقور على المدى الطويل أنشئت أبوظبي الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الذي يرأسه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بهدف زيادة وتعزيز أعداد الحبارى في الطبيعة من خلال إكثار الحبارى في الأسر أعدادها للمساهمة في برامج إعادة التوطين من خلال إطلاقها في محميات طبيعية لزيادة أعداد المجموعات البرية. وقد وضع الصندوق إستراتيجية طويلة المدى تساهم في تحقيق أهدافه تتضمن إنتاج أكثر من 50 ألف طائر حبارى موزعة على نطاق دول الانتشار من شمال أفريقيا إلى أواسط آسيا بالإضافة إلى رصد ومراقبة أعدادها في الطبيعة وتشجيع الصيد المستدام لضمان مستقبل رياضة الصيد بالصقور ومستقبل طائر الحبارى الآسيوي. الصيد المستدام وأكد سمو الشيخ حمدان اهتمام الدولة بإجراء البحوث والدراسات التي تعنى بالصقور وطرائدها فضلا عن وضع النظم والتشريعات على المستوى المحلي وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الدولية لضمان ممارسة هذه الرياضة في إطارها التقليدي الذي يكفل الصيد المستدام وصون الحياة البرية واستدامتها للأجيال المقبلة. وقال سموه إن دولة الإمارات اعتمدت نظاما مشددا للترخيص باستخدام الطيور البرية رافقه إصدار (جواز سفر الصقر) الذي تم اعتماده بوساطة اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (سايتس). مما كان له الأثر البالغ في التقليل من أنشطة الصيد غير المشروع في الأقطار المجاورة.. كما أنشات دولة الإمارات مستشفيات لتقديم الرعاية الصحية العامة للصقور ومنها مستشفى أبوظبي للصقور الذي أنشئ في عام 1995 ويعتبر من أكبر المستشفيات التي تعنى بالصقور على مستوى العالم. واستكمالا لجهود دولة الإمارات في الحفاظ على هذه الرياضة الأصيلة وحمايتها من الاندثار جاءت فكرة إنشاء نادي لصقاري الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي ليكون المظلة التي تجمع كل صقاري المنطقة وأشار سموه إلى النادي الذي أنشئ في عام 2001 لدعم أساليب الصيد المستدام أطلق النادي عدداً من المبادرات الرامية إلى الحفاظ على رياضة الصيد بالصقور وساهم بشكل فعال بنشر الوعي برياضة الصيد بالصقور في دولة الإمارات ومنطقة الخليج ونشر أخلاقيات رياضة الصيد بالصقور إلى الأجيال القادمة. وقال سموه “إننا نؤمن بأن استدامة تراث الصيد بالصقور وضمان انتقال تراثها الأصيل إلى الأجيال يعني بالضرورة ممارسة الصيد المستدام ولعل الصيد المستدام هو الوسيلة الأكثر فاعلية للمحافظة على الطبيعة والأنواع الطبيعية”. وتوجه سموه بالشكر لكافة الجهات الحكومية والدول التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز وتسجيل الصقارة كتراث إنساني غير مادي لتكون نموذجا للتراث الدولي الإنساني المشترك بين دول العالم في إطار إستراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي مؤكدا التزام دولة الإمارات بتقديم الدعم الفني للدول الأخرى التي تسعى لتسجيل الصقارة كتراث علمي إنساني. فروع جديدة لنادي صقاري الإمارات أعلن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات عن إنشاء فروع جديدة لنادي صقاري الإمارات في أبوظبي وجزيرة صير بني يأس والمنطقة الغربية. وتهدف الفروع الجديدة إلى تعريف الصقارين بالمبادئ الأساسية والسليمة للصيد بالصقور وتدربيهم على طرق المحافظة على الصقور للحفاظ على هذه الرياضة الأصيلة وحمايتها من الاندثار من خلال حماية الموارد الطبيعية المتمثلة في الصقور والطرائد وحمايتها من الانقراض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©