الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صواني كعك العيد تطوف أرجاء مصر

صواني كعك العيد تطوف أرجاء مصر
25 أغسطس 2011 23:25
مع نهاية شهر رمضان يتحول الكثير من محال المخبوزات والحلويات والأفران الإفرنجية في مصر إلى مصانع صغيرة لإنتاج وبيع حلوى عيد الفطر، المتمثلة في الكعك والبسكويت والبتيفور، إلى جانب توافد ربات البيوت عليها لانضاج ما صنعن في منازلهن، مقابل مبلغ من المال. يأتي الكعك في صدارة تلك الحلوى لدرجة أن بعض الأسر تكتفي به لما يمثله من موروث اجتماعي إذ يمثل مشهد تبادل الجيران لطبق الكعك في نفس العقار أو الشارع عقب العودة من صلاة العيد فلكلوراً لا غنى عنه ومسابقة طريفة تظهر فيها كل ربة بيت مهارتها وإبداعاتها في صناعة الكعك كما تحرص بعض الأسر لا سيما في الريف على زيارة المقابر صبيحة يوم العيد بسلة مملوءة بالكعك المغطى بالسكر الناعم وتوزيعه على الفقراء والمساكين كنوع من الصدقة على من مات. حمل الصواني ما أن ينتصف شهر رمضان حتى تولي الأسر المصرية اهتماماً خاصاً بالكعك سواء بتوفير مستلزمات تصنيعه في المنزل من دقيق وسمن وسكر وبيض أو بتدبير الميزانية اللازمة لشرائه جاهزا من المحال. وتقول سارة جودة «مهما تقاربت أسعار الجاهز بالبيتي فإن صنع الكعك في المنزل أفضل لها لضمان نظافة أدواته ومراحل إعداده وسلامة وصلاحية الخامات المستخدمة في صنعه كما أنه يحقق السعادة والفرح لجميع أفراد أسرتها لا سيما الأطفال الذين يستشعرون معنى الفرحة بقدوم العيد». وتضيف «أقوم كل عام بإعداد الكعك والبسكويت داخل منزلي، وأخصص لذلك يوما في النصف الثاني من شهر رمضان، يبدأ من بعد الإفطار مباشرة ويتواصل حتى السحور وهو يوم عمل طويل ولكنه جميل وممتع ففيه تجتمع غالبية نساء الأسرة والأطفال في صالة البيت للقيام تارة بإعداد العجين ووضع المقادير المناسبة وبعد تخمير العجين لساعتين على الأقل نقوم بتقطيعه إلى قطع صغيرة دائرية ونقشه بملقاط مخصص لذلك ووضعه في الصواني، ويحمل الأولاد الذكور تلك الصواني إلى أقرب فرن من المنزل لتسويته ويعيدونه مرة أخرى للمنزل وإعداد الكعك في المنزل أرخص بكثير من شرائه جاهزا فإعداد 10 كيلو جرامات كعك يعادل شراء 5 كيلوجرامات جاهز». وبعض السيدات يجدن في شراء الكعك جاهزاً من المحال حلا عصريا للحفاظ على الموروث الاجتماعي المهم ومواجهة ضيق الوقت وارتباطات العمل. وتقول تغريد جمال الدين إنها كانت تتمنى إعداد الكعك في المنزل مثلما كانت والدتها تفعل ذلك، إلا أن ضيق الوقت وما يحتاج إليه الكعك من جهد ومشقة جعلها تكتفي بشرائه جاهزا، كما أن موجه ارتفاع الأسعار التي تشهدها مصر قد امتدت إلى الكعك فزاد ثمنه 25 في المائة على رمضان الماضي وواجهت الأمر بالتقليل من الكمية التي تشتريها كي تحافظ عن فرحة العيد لدى أولادها وأفراد أسرتها لأن كعك العيد عادة لا يمكن التخلي عنها في أي بيت. حجم المبيعات قال الحلواني سعيد حمزة «ارتفاع أسعار كعك العيد يرجع إلى زيادة أسعار كيلو الدقيق قبل 3 أشهر من 7 إلى 9 جنيهات إلى جانب ارتفاع أسعار السمن والمسلي الصناعي والبيض». ويضيف «رغم هذا الارتفاع في الأسعار فإن الإقبال لم يتغير ولكن الكميات المشتراة قلت في مجملها وبلغ سعر كيلو الكعك السادة ‏28‏ جنيها والكعك المحشو بالعجوة أو الملبن‏35‏ جنيها ويتراوح سعر الكعك المحشو بالفستق والجوز وعين الجمل من ‏50‏ - 70 جنيها وكيلو البسكويت ‏30‏ جنيها وسعر كيلو البتيفور من ‏35‏ إلى ‏48‏ جنيها وكيلو الغريبة من ‏37‏- 45 جنيها». ويوضح أن غالبية الزبائن تقبلوا الأسعار وأقبلوا على شراء احتياجاتهم لأنهم شعروا بارتفاع أسعار كل السلع ولم يجادلوا أو يفاصلوا. ويقول «كل أصناف حلوى العيد عليها إقبال صحيح أن الناس يشترون كميات أقل من العام الماضي، لكن الكل يشتري، وهناك إقبال كبير أيضا على العلب المخصوصة، وتحديدا علب العرائس والهدايا لأنها على كل شكل، ويقبل عليها أيضا أصحاب الأعمال الذين يهدونها إلى موظفيهم ويتراوح سعر العلبة زنة 1,5 كيلو جرام من 60-80 جنيها حسب محتوياتها». ويضيف حمزة أن صنع الكعك في المنازل لا يؤثر على حجم المبيعات في المحال الكبرى فزبائن تلك المحال من أبناء الطبقات الميسورة والمتوسطة في حين تقتصر صناعة كعك المنزل على بعض الأسر التي تهوى الحفاظ على تلك العادة أو تسعى للتوفير وذلك في الأحياء الشعبية وريف مصر حيث تحرص بعض الأسر هناك على تسوية الكعك في أفران بلدية. العمل التقليدي يقول صاحب فرن افرنجي حسن جلال «كعك العيد موسم عمل بالغ الأهمية لمحال المخبوزات والأفران الإفرنجية فبالرغم من قصر مدته من منتصف رمضان حتى نهايته؛ فإن ما يعود على الفرن من أرباح متميز للغاية، ونحرص مع قدوم رمضان على إعداد العدة لذلك فحركة العمل التقليدية بالفرن من صناعة العيش والفطائر، تقل كثيرا ومع بداية النصف الثاني من الشهر لكريم يتوقف العمل التقليدي كليا، ونتحول إلى صناعة الكعك وغيره من أصناف حلوى العيد، إلى جانب تسوية صواني الكعك التي ترسلها ربات البيوت للفرن مقابل أجر زهيد جنيهان لكل صاجة كبيرة، والأيام الأخيرة من رمضان تشهد ذروة العمل الذي يتواصل ليل نهار ليتمكن الفرن من الوفاء باحتياجات سكان الحي والمهنة تطورت بشكل سريع خلال السنوات الأخيرة فبدأت تختفي الطريقة اليدوية في الصناعة لتحل محلها الماكينات التي تعد كميات كبيرة في وقت قياسي لتلبية الطلب المتزايد». ويضيف «نضطر أحيانا لمضاعفة العمالة والأجور لجذب الشباب العاطل عن العمل في الحي لمساعدتنا خلال هذه الأيام المباركة في مقابل اجر يومي للعامل يتراوح بين 50 – 75 جنيها وفقا لطبيعة عمله وخبراته». وبحسب تقديرات الغرفة التجارية بالقاهرة؛ فإن حجم ما يتناوله المصريون من كعك العيد يقدر بنحو 65 ألف طن بكلفة 800 مليون جنيه مصري، وفقا لتقديرات 2010 كما كشفت الأرقام عن تراجع إنتاج المصريين للكعك في المنازل سنويا لصالح الكعك الذي تنتجه محال الحلوى والمخابز حيث لا يزيد حجم الإنتاج العائلي على 33 في المائة. وترجع معرفه المصريين بكعك العيد إلى زمن الفراعنة حيث كانت تتم صناعته للاحتفال بالأعياد الدينية حسب موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، وكانوا يحرصون على رسم دائرة ترمز إلى قرص الشمس- أتون- على سطح الكعك ولا يزال هذا التقليد متبعا حتى اليوم في بعض قرى مصر، كما استمر ارتباط المصريين بالكعك حتى بعد دخول الإسلام حيث عرف عن القائد أحمد بن طولون أنه أمر بصناعة الكعك في قوالب خاصة مكتوب عليها عبارات «كل هنيئا واشكر» و»كل واشكر مولاك»، ويتم توزيعه على عامة المصريين صباح عيد الفطر ويحفل المتحف الإسلامي بالقاهرة بقوالب تحمل نفس العبارات وتعود لتلك الحقبة التاريخية».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©