الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
25 أغسطس 2011 23:17
يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء بالدولة كيف يتقي الإنسان فتنة القبر والعياذ بالله؟ وماهي الأعمال التي تجنبه إياها؟ وجزاكم الله خيراً. إن طريق الأمن من فتنة القبر وعذابه هو لزوم شرع الله تعالى ولزوم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذه أمور غيبية لا يجوز فيها القياس وإعمال العقل، وقد صحت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يأمن عذاب القبر وفتنته، ومنهم من قرأ سورة الملك كل ليلة، ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها، والتنزه من البول لأن عامة عذاب القبر منه كما جاء في مسند البزار عن ابن عباس رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: عَامَّةُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ، فَاسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ. وننصحك بلزوم العمل على كثرة الدعاء والاستعاذة من عذاب القبر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو: «اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال». قال ابن بطال رحمه الله في شرح الصحيح: (ألا ترى الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله منه، وقد عصمه الله وطهره، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فينبغي لكل من علم أنه غير معصوم ولا مطهر أن يكثر التعوذ مما استعاذ منه نبيه، ففي أكرم الأكرمين أسوة). والله تعالى أعلم. هل تقدم تلاوة القرآن على أذكار الصباح والمساء في هذا الوقت أم الأفضل الأذكار؟ لا يخفى فضل القرآن فهو أفضل الذكر، روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها». وقد بوب الإمام النووي رحمه الله تعالى على ذلك في أكثر من موضع من كتابه الأذكار، فقال: (كتاب تلاوة القرآن: اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار)، وقال في فصل الأذكار المستحبة بمنى في أيام التشريق: روينا في صحيح مسلم عن نبيشة الخير الهذلي الصحابي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى فيستحب الإكثار من الأذكار، وأفضلها قراءة القرآن.) ولكن ما شرع من أذكار في وقت معين كأذكار الصباح والمساء الاشتغال به في هذا الوقت أفضل، إذ لا يخفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختار بعض الأذكار لبعض الأوقات، ففي اختياره صلى الله عليه وسلم ذكراً معيناً في وقت معين دليل على فضل هذا الذكر في هذه الساعة. والله تعالى أعلم. أعطى زيد عمْراً مبلغين من المال أحدهما صدقة والآخر زكاة ووكله بتوزيعهما... ثم وزع عمرو معظم المبلغين على أقربائه الفقراء المستحقين... واحتفظ بجزء من المبلغين إلى يوم العيد حيث وزع المتبقي أيضاً على أرحامه الفقراء دون أن يخبر أحداً أن المبلغ الأول وكذلك العيدية منه أم من غيره... هل ما فعله عمرو جائز شرعاً أم عليه شيء؟ أفتونا زادكم الله علماً وجزاكم عنا خيراً. من وُكَّل على توزيع صدقة فعليه أن يوزعها حسب ما وُكِّل عليه، ولا يجوز توزيع الزكاة بالطريقة التي قام بها عمرو، قال العلامة الدردير رحمه الله في الشرح الكبير:(ووجب تفرقتها على الفور). وقال الدسوقي في حاشيته: (وأما بقاؤها عنده، وكل ما يأتيه أحد يعطيه منها فلا يجوز). ولا يشترط إخبار أحد من الفقراء بأن ما أُعطي له هو الزكاة، وإنما تتميز الزكاة عن الصدقة بالنية، قال العلامة الدردير رحمه الله عند قول الشيخ خليل رحمه الله:(ووجب نيتها) قال:(ولا يشترط إعلامه أو علمه بأنها زكاة بل قال اللقاني: يكره إعلامه لما فيه من كسر قلب الفقير). وعلى هذا فالمطلوب ممن وُكل على توزيع زكاة على مستحقيها أن يقوم بتوزيعها فوراً عليهم، فإن خالف الحكم وقام بتوزيعها على مستحقيها كدفعات فعليه أن يتوب إلى الله تعالى مما فعل، والله تعالى أعلم. ما كيفية زكاة الأموال التي تودع لدى البنوك الإسلامية في الوديعة الاستثمارية لأجل؟ مع العلم أن مفهوم الوديعة الاستثمارية لأجل يتركز على أساس المضاربة»، حيث يتم إدراج استثمار العميل في وعاء المضاربة العام ليستثمر وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية من أجل تحقيق أفضل عائدات ممكنة والأرباح الناتجة عن المبلغ المستثمر مستحقة الدفع كل ثلاثة أشهر مكتملة، ويتم إيداعها في حساب العميل أو تدفع وفقاً لتعليمات العميل في موعد توزيع الأرباح. الودائع التي تسلم للبنوك الملتزمة فعلاً بأحكام الشريعة الإسلامية بعقد استثمار على حصة من الربح هي رأس مال مضاربة، تنطبق عليها أحكام المضاربة (القراض) في الفقه الإسلامي التي منها عدم جواز ضمان المضارب (البنك) لرأس مال المضاربة. وعليه فإن هذه الوديعة هي من باب المضاربة؛ وقد نص الفقهاء على وجوب الزكاة في رأس المال والربح في مال المضاربة. قال الشيخ الدردير في الشرح الكبير إن المضارب:»يزكي رأس ماله وحصته من الربح» وطريقة الزكاة هي أن تنظر في نهاية الحول القمري ما تحصل عندك من الوديعة وأرباحها فتزكي الجميع بنسبة 2.5%، وأما ما صرفته من الأرباح في أثناء الحول فلا زكاة عليه، والله تعالى أعلم. هل مسألة الحلال والحرام في الأطعمة تكون في اللحوم فقط؟ وفي الأشربة هل هي في الخمر فقط؟ إن القاعدة الشرعية التي تبين حكم التعامل مع مكونات الطبيعة وما أوجده الله عز وجل فيها هي أن الأصل في الأشياء الإباحة، لقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الجاثية:13]، إلا ما ورد نص على تحريمه، وهو محدود ويسير، فمما بين الله تحريمه في الكتاب ما ورد في اللحوم: يقول الله سبحانه في سورة الأنعام الآية 145: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ويقول تبارك وتعالى في الآية الثالثة من سورة المائدة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ...}، وبالنسبة للأشربة، يقول عز وجل في الآية التسعين من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وقد نص العلماء على حرمة كل طعام نجس أو مخالط للنجاسة، حيث يقول الإمام الخرشي رحمه الله في شرحه للمختصر: (المباح تناوله في حال الاختيار من غير الحيوان أكلا أو شرباً طعام طاهر ولا عكس، فخرج النجس بنفس كالبيض المذر أو بمخالطة غيره كالأطعمة المائعة إذا خولطت بنجس. اهـ.)، وبالنسبة للمائع لا يحرم منه ما كان نجساً فقط بل ما كان مضراً بالبدن أو العقل أيضاً، فكل مشروب مؤثر على العقل يحرم شربه، مهما كان اسمه، ففي السنن من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»، ذلك لأن من مقاصد الشريعة حفظ الدين والعقل والنفس والجنس (النسل) والمال، وهي المعبر عنها بالكليات الإنسانية الخمس. لذا عمد الشارع الحكيم إلى تحريم كل ما من شأنه أن يخل بتحقيق هذه المقاصد، وقد أحل الله تبارك وتعالى لنا كل طيب وحرم علينا كل خبيث، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ...}[المائدة:4]. ويقول تعالى في صفة نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ...}[الأعراف:157]، والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©