الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تلتزم بإيصال التطعيمات لأطفال الدول الفقيرة

الإمارات تلتزم بإيصال التطعيمات لأطفال الدول الفقيرة
11 ديسمبر 2018 05:23

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي أن دولة الإمارات مستمرة في نهجها تجاه الدعم الإنساني حول العالم فيما يتعلق بإيصال اللقاحات والتطعيمات للأطفال في الدول الأشد فقرا والمناطق التي تعاني التوترات السياسية والصراعات، مشيرة إلى أن الدولة تعمل بالتعاون مع المملكة العربية السعودية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني ولإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى أطفال اليمن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد، أمس، على هامش مؤتمر منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» الذي انطلق أمس بأبوظبي، وتستمر فعالياته على مدى يومين، والتي تجمع كبار القادة والمسؤولين من قطاع الصحة العالمي لاستعراض التقدم المرحلي في خطة جافي للفترة 2016-2020، ودراسة التحديات القائمة وتنقيح الإجراءات المتخذة لزيادة فرص الحصول على التحصينات واللقاحات في الدول الأكثر فقراً على مستوى العالم، بما يسهم في تمكين الجيل القادم، من خلال تعزيز الصحة العامة.
وقالت معالي ريم الهاشمي: «علينا التطلع إلى المستقبل والعمل لمواجهة الأمراض التي تنتقل بين الأطفال مثل الملاريا والكوليرا، لا سيما مع اجتماع ممثلين عن الحكومات والمجتمع المدني لمناقشة هذه الأهداف، والذي يأتي تزامنا مع عام «زايد» وانطلاقا من القيم التي نشرها المغفور له».
وأضافت: «السيطرة على هذه الأوبئة تتطلب عملا ضخما وجهودا كبيرة، لكنها يمكن أن تتحقق بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات الذي نجح في توفير التطعيمات لأكثر من 700 مليون طفل حتى عام 2015 وإنقاذ نحو 10 ملايين إنسان من الوفاة بسبب الأمراض الخطيرة، مشيرة إلى أهمية نشر الرسالة المهمة بأن التلقيح يقي الأطفال من الأمراض المميتة».

التزام بدعم اليمن
وعن إيصال اللقاحات إلى الأطفال في اليمن، أوضحت معاليها قائلة: «إن دولة الإمارات ملتزمة، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، بالاستمرار في مساعدة الشعب اليمني، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يرزح تحتها، حيث تواصل الدولتان مبادراتهما وبرامجهما الهادفة إلى إيصال الدواء والغذاء لضمان إبعاد شبح المرض والمجاعة عن اليمن، مشيرة إلى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة باستضافة أعمال مؤتمر التحالف الدولي للقاحات بدولة الإمارات وحرص سموه على دعم برامج التحصين في العديد من الدول النامية، حيث قدم سموه في العام الماضي 5 ملايين دولار دعماً للتحالف العالمي للقاحات والتحصين للإسهام في مبادرة «الابتكار في التناول وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات».
وأضافت معاليها: «هناك خطوات تمت بالفعل خلال الأشهر الماضية في توصيل التطعيمات لأطفال اليمن وكان آخرها الدورتان الثانية والثالثة اللتان تم تنفيذهما في سبتمبر ونوفمبر من العام الجاري والتي غطت محافظات ومناطق متفرقة في اليمن وتفاعلنا مع منظمة الصحة العالمية والمتطوعين في مجال الصحة كان له أثر إيجابي.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تعمل مع السعودية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإيصال المساعدات الدوائية والغذائية إلى دولة اليمن والشعب اليمني، ما ساهم في خفض معدلات انتشار الكوليرا، حيث لم تقتصر جهود الدولة على تقديم الدعم المالي والمادي، بل ساهمت عبر منظمة الصحة العالمية وذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر في مواجهة هذا المرض من خلال حملات التوعية.

الابتكار والمجتمع المدني
وردا علي سؤال لـ«الاتحاد» حول التعاون المستقبلي مع منظمة التحالف العالمي للقاحات، قالت معالي الهاشمي: «إن الإمارات لديها اهتمام بالتعاون مع منظمة التحالف التي تركز على الابتكار لإيصال التطعيمات لكل أطفال العالم، وإننا أمام النجاح في تطعيم 700 مليون طفل، فإن استراتيجيتنا هي التأقلم مع الظروف الجديدة التي نراها والتعرف على الطرق الأمثل للتعامل معها وضرورة إعادة التعريف بأهمية الشراكة التي لم تعد تتعلق فقط بالدول المانحة، ولكن هي إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام في مثل هذه المشروعات الكبرى».

عام زايد و«جافي»
وفي كلمتها الافتتاحية لجلسات مؤتمر منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»، أكدت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي تزامن انعقاد المؤتمر الإنساني الهام مع احتفاء الإمارات بـ «عام زايد» وإحياء الذكرى المئوية للأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت له اليد الطولى في إرساء مبادئ الاستثمار في صحة الفرد وبناء الإنسان إدراكاً منه لما تعود به من فائدة جمّة على الأفراد والأسر والمجتمع ككل، وهي المبادئ التي تتلاقى مع التزام التحالف العالمي للقاحات والتحصين بتحسين حياة الأطفال في دول العالم الأكثر فقراً.
إلى ذلك، قال الدكتور سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين: «إن المنظمة تعمل على إيصال اللقاحات إلى اليمن منذ فترة طويلة وللدواعي الأمنية تم إضافة بعض الاستراتيجيات الخاصة بالعمل في هذه المنطقة التي تشهد توترات كبيرة من خلال حملات التطعيم التي تستمر الآن في مختلف مناطق اليمن، ونجحنا في التغلب على التحديات الآن وإعطاء التطعيم ضد مرض الكوليرا وأمراض أخرى، لافتا إلى أن تحسين النظام الصحي وزيادة فرص تحصين الأطفال باليمن يتطلب نشر السلام وبحث الفرص المحتملة لبناء الثقة، مؤكدا استمرار المنظمة في العمل هناك من أجل الأطفال المعرضين للمخاطر الصحية في ظل الأزمة الإنسانية هناك.

الإمارات شريك ثابت
وعن دور الإمارات كشريك ثابت للتحالف، قال الدكتور بيركلي: «إن دولة الإمارات ساعدت التحالف العالمي للقاحات والتحصين في الوصول إلى المزيد من الأطفال وتزويدهم باللقاحات المساهمة في إنقاذ الأرواح، مشيدا بمساهمة الدولة ومواقفها الثابتة تجاه التحالف. وأضاف: «نحن ممتنون لدولة الإمارات لاستضافتها هذا الاجتماع الذي سيتيح لنا الفرصة لتدارس النتائج المحققة على مدى السنوات الماضية والعمل على تشكيل مستقبل نموذج الابتكار الذي سيتبعه التحالف العالمي للقاحات والتحصين في ظل عوامل الزيادة المطردة للتعداد السكاني العالمي والهجرة والزحف العمراني وآثار تغيّر المناخ، التي تسهم جميعها في زيادة مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة. لذا فإننا نتطلع إلى العمل مع قادة العالم من أجل زيادة تعزيز نموذج العمل لتمكين التحالف العالمي للقاحات والتحصين من استمرار استعداده لمواجهة هذه التحديات من أجل الأجيال القادمة».

التنمية بأسلوب مختلف
وقالت الدكتورة نجوزي أوكونجو-إيويلا رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»: «إن منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين تحرص منذ تأسيسها على تحقيق التنمية بأسلوب مختلف. حيث تتبنى منهجيات تستند إلى الابتكار والتكنولوجيا، وتعتمد على نقاط القوة النسبية التي يتمتع بها شركاؤها من أجل النجاح في تحقيق رسالتها الطموحة».
وأضافت: «ساهم تبني هذا المنهج في تعظيم عوائد الاستثمارات المقدمة وتحقيق آثار تتخطى مجرد إعطاء اللقاحات إلى إحداث تغيرات تحوليّة في حياة الأفراد من أجل مستقبل أفضل»، مشيرة إلى أن إنجازات التحالف أسهمت في تعجيل الجهود الرامية لخفض المعدلات العالمية لوفيات الأطفال تحت سن الخامسة وتوسيع نطاق الآثار المحققة بما يتجاوز المستهدف من التحصين.
يذكر أن التحالف العالمي للقاحات والتحصين قد دعم، منذ تأسيسه عام 2000، تحصين ما يقرب من 100 مليون طفل في ست دول تقع بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بحسب التقسيم المعتمد في منظمة الصحة العالمية، هي: أفغانستان، جيبوتي، باكستان، الصومال، السودان، اليمن. وطبقاً لسياسة التأهل والتحوّل التي وضعها التحالف العالمي للقاحات والتحصين، ستتأهل سوريا أيضاً للانضمام إلى قائمة التحالف للدول المدعومة ابتداءً من 1 يناير 2019.

700 مليون طفل
أدت الجهود التي بذلها التحالف العالمي للقاحات والتحصين على مدى الأعوام الثمانية عشر الماضية في حصول 700 مليون طفل على التحصينات اللازمة، ونجح التحالف في إنقاذ أرواح 10 ملايين شخص نتيجة للجهود الدولية المكثفة الرامية لتعزيز تكافؤ فرص الحصول على اللقاحات الجديدة وغير المتوفرة للأطفال الذين يعيشون في دول العالم الأكثر فقراً.

مشاركات رفيعة المستوى
شارك في الفعالية فخامة الرئيس محمد إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، إلى جانب كارلوس أغوستينو دو روساريو، رئيس وزراء موزمبيق، بالإضافة إلى 300 ممثل عن الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، احتفاء بمساهمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين في إنقاذ أرواح 10 ملايين طفل منذ تأسيسه في عام 2000، واستعراض التقدم المحقق منذ آخر لقاء لاستعراض التقدم الذي أحرزه التحالف العالمي عام 2015.

مساعدات استثنائية لأطفال سوريا
قال الدكتور سيث بيركلي في تصريح لـ«الاتحاد» على هامش المؤتمر: «نعمل على توصيل اللقاحات والتطعيمات من الأمراض الخطيرة في المناطق التي تشهد نزاعات ومنها بالطبع اليمن، علاوة على تقديم المزيد من الاهتمام إلى الأوضاع في سوريا ونقدم الدعم الاستثنائي، حيث إنها لا تصنف من الدول الأشد فقرا في العالم». وأضاف: قدمت «جافي» كذلك الدعم إلى 33 دولة من أصل 57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، كما ساعد في ضمان تحصين ما يزيد على 288 مليون طفل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©