إعداد - عدنان عضيمة:
عندما قررت الحكومة السعودية في أواسط عقد السبعينات استخدام منشآت إنتاج الغاز في تطوير الصناعات البتروكيماوية، كانت مادة الميثانول "CH3OH" من أولى المواد التي بدأ إنتاجها في جبيل، وبعد مضي 30 سنة انطفأ بريق المادة قليلاً بعد ظهور مواد أكثر شهرة هي الغاز الطبيعي المسيّل "LNG" والإيثيلين "C2H4"، إلا أن المنطقة بقيت تحتفظ بنفس القدرة التنافسية العالية على المستوى العالمي في إنتاج الميثانول وزادت الطاقة الإنتاجية منها على نحو سريع·
ويذكر تقرير لمجلة ''ميد'' أنه بالنسبة للمنتجين الأصغر الذين يشتكون من ضعف مصادرهم من المواد الأولية اللازمة لتطوير صناعة الغاز الطبيعي المسيّل، يمكن للميثانول أن يشكل حلاً لأنه يحتاج إلى كميات أقل من الغاز حتى تنطلق مشاريع إنتاجه على المستوى الاقتصادي، ولهذا وضعت خطط لتنفيذ كل من مشروع ميثانول صلالة في عمان، ومشروع شركة ''ميثانيكس ميثانول'' المصرية في دمياط·
ويقول جراهام هور كبير مستشاري شركة ''نيكسانت'': قمنا بتشخيص الطرق المختلفة لاستثمار الغاز في المنطقة وتوصلنا إلى النتيجة التي تفيد بأنك إذا كنت تمتلك إنتاجاً ضخماً من الغاز، فلا شك أن صناعة الغاز الطبيعي المسيّل تمثل الاستخدام الأمثل له، وإذا كنت لا تمتلك مثل هذه المصادر فإن البديل المنطقي التحول لصناعة الميثانول أو النشادر ''الأمونيا'' NH3·
وفيما يتعلق بالدول الغنية بالغاز فإن صناعة الميثانول تمثل نشاطاً صناعياً يضاف إلى بند تنويع المصادر الاقتصادية، ولهذا تقوم قطر الآن بتطوير محطة صناعة الميثانول التابعة للشركة القطرية للإضافات البترولية ''كافكو'' في مساعيد، وأقامت الشركة السعودية الدولية للبتروكيماويات "Sipchem" محطة لصناعة الميثانول في أواخر عام ،2005 فيما تقوم إيران الآن بتطوير سلسلة من مصانع إنتاج الميثانول على المستوى العالمي في زاخروس وجزيرة خرج·
ووفقاً لمجلة ''ميد'' تبدو ظروف السوق العالمية مؤاتية تماماً لمثل هذه التوسعات، وكما هي حال الصناعات البتروكيماوية، فإن صناعة الميثانول في الشرق الأوسط تستفيد الآن من سعر منخفض للغاز لا يتعدى كسراً بسيطاً من سعره في دول العالم الأخرى، ويقول هور: تعد هوامش الربح في المنطقة مدهشة·
وفيما يعد سعر الغاز في المملكة العربية السعودية الأرخص في العالم، فإن مصانع الميثانول التي تعتمد على الغاز الطبيعي أغلقت في أميركا الشمالية وأوروبا بسبب ارتفاع أسعاره، وفي عام 2006 بلغت الطاقة الإنتاجية من مادة الميثانول في الشرق الأوسط 9 ملايين طن سنويا من أصل 44 مليون طن تمثل الإنتاج العالمي الكلي في السنة بنسبة 20,4 % من الانتاج العالمي، فيما بلغ إنتاج الولايات المتحدة منه 3 ملايين طن سنويا، وتعد الصين منافساً منتظراً في هذا الاختصاص وتأتي من حيث الطاقة الإنتاجية بعد الولايات المتحدة، في حين سجلت مشاريع إنتاج الميثانول في الشرق الأوسط قفزات واسعة في السنوات الأخيرة، وأصبحت الطاقة الإنتاجية العادية تتراوح بين 2000 و3000 طن في اليوم فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية العالمية 5000 طن يومياً·
ويعد الطلب العالمي على الميثانول قوياً في الوقت الراهن بالرغم مما يسود العالم من مخاوف من ركود قد يصيب الصناعة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد صناعة مادة بديلة تستخدم بنجاح كمادة مضافة إلى بنزين السيارات، ويمكن لهذه المادة أن تقلل من مستوى الإقبال على الميثانول إلا أن هذا التأثير سيكون محدوداً لأن الصين وحدها سوف تستهلك الفائض الناتج عن هذا التطور·
عدد اليوم
