الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماجد الزرعوني:صوّرت عاملاً وهو يحتضر!

ماجد الزرعوني:صوّرت عاملاً وهو يحتضر!
28 فبراير 2009 21:57
يلتقط من الحياة صوراً، يحفظها في ذاكرة الزمن، يتجاوز المألوف، ويبحث عن الغريب، حمل كاميرته في الصغر، سجل ذكريات العيد والأفراح، ولم يدرك يوما أن هواياته ستصبح مدروسة لتتبلور على أرض الواقع ويصور ما هو مؤثر ومخيف في حالات أخرى، هو ماجد إبراهيم الزرعوني، موظف بشرطة عجمان ومصور فوتوغرافي، صقل موهبته ودخل دورات التدريب في مجال التصوير، تفاعل مع الطبيعة والبيئة المحيطة به، وغاص مع تضاريس الأرض·· وما أثر فيه وترك بصمة في حياته هو تدوين حوادث المرور بالصورة· يقول ماجد الزرعوني عن الصورة والتصوير وعن الحوادث التي صورها وظلت عالقة في ذاكرته ولم يستطع التخلص منها رغم مرور الزمان: ''نَمت فكرة التصوير بداخلي منذ الصغر، أحببت تصوير أفراح العائلة والعيد، دون تقيد كنت ألتقط اللحظة في صور، ولم يكن تعاملي مع الكاميرا كباقي الأطفال، لكن لم أدرك يوما أن هذه الهواية ستكون لها كلمة وبصمة في تاريخ حياتي، كبرت وكبرت الهواية بداخلي، عملت بالشرطة، وشعرت برغبة في عمل شيء مميز يدخل ضمن اختصاصي بالشرطة نفسها، دخلت عدة دورات منها دورة الأساسيات في التصوير الفوتوغرافي، ودورة تقدمية في نفس المجال، ودورة احترافيه، ثم دورات في الفوتوشوب، وتطوعت لتصوير الحوادث البليغة، ومن بين الحوادث التي ستظل عالقة في ذهني ما حييت، هي صورة رجل يحتضر أمام عيني ولم أستطع إنقاده، حيث كلفت من طرف الإدارة بتصوير هذا الحادث، وعندما وصلت لعين المكان من الأوائل، كان هذا الشخص محشورا بين جدار وشاحنة الصرف الصحي، حيث سقط عليه جزء من هذه الشاحنة، حاولت مساعدته، لكن لم أقو على ذلك ووقفت عاجزا أمام الموت، وتوفي في لحظته، وكان ذلك أول عمل أقوم به بالميدان سنة ،2003 وهذا خلّف صدمة كبيرة في حياتي·· وحصل أيضا وكلفت بتصوير حادث آخر من الحوادث المرورية التي تحصد مئات الشباب، وكان بشارع الإمارات، وقتها ذهلت ولم أقو على إتمام العمل حيث كان صديقي من بين المتوفين، فمن خلال تجربتي في تصوير الحوادث أدركت أن الإنسان ضعيف جدا أمام الموت، وأنه في جزء من الثانية قد يندثر· جمعت الكثير من الصور من خلال عملي في تصوير الحوادث المرورية، وأقمت معرضا في مركز شرطة المدينة بعجمان للتوعية بحوادث المرور وإظهار أخطارها التي تفضي غالبا للموت أو لإصابات بليغة تخلف إعاقات مختلفة، والمعرض مفتوح لزيارة طلبة المدارس·· كما نعرض فيلما توعويا خاصا في نفس المجال، ومن خلال معاينتي عن قرب فإن أغلب هذه الحوادث تحصد الشباب الصغار في السن، والسبب غالبا السرعة المفرطة والتهور والقيادة بدون رخصة''· أصور العالم الخفي خارج حدود العمل والتقاط صور الموت والدم، يحلق ماجد الزرعوني في الفضاء الرحب وعوالمه المرئية وغير المرئية، يبدع ويخلق، ويتيه وراء الغريب وغير المتعارف عليه من الكل، يرغب في صورة لم يلتقطها غيره، ويقول: ''أرغب في تصوير أشياء غريبة، لذلك تخصصت في تصوير ما يسمى بالعالم الخفي، وعالم الحشرات جزء من هذا الجانب ويتيح لي الفرصة لاكتشاف قدراتي التصويرية، وكانت آخر صور صورتها هي صورة عنكبوت، ومن ضمن الأشياء الغريبة التي صورتها أيضا، صورة جِل الشعر، كما دخلت تجربة تصوير الكون داخل الأستوديو، وكانت الصور كأنها مجرات تسبح في الفضاء، وذلك من خلال مادة كميائية سأكشف سرها لاحقا بجمعية الفنون التشكيلية بإمارة الشارقة، وأقمت معرضا بهذه الصور وعددها ،205 بأحد المراكز التجارية، ولاقى هذا المعرض إقبالا لم أتوقعه، وكلها صور عبارة عن سلسة تجربة الكون، وتبلورت على ثلاث مراحل، الأولى دراسة الموضوع، والبحث عن فكرة تقريبية لما يحصل بالكون والانفجارات التي تحصل في الأجرام السماوية، وأخيرا كيف أصور الكواكب والنجوم، وكان أقصى حلمي أن تقارب درجة 20؟ من الطبيعة السماوية، والحمد لله توفقت لدرجة 80؟ في إطار تصوير الكون داخل الأستوديو، وقد أثارت هذه الصور نقاشا حول كيف استطعت تصوير هذه المجرات من الأرض، وسأكشف عن المواد المستعملة في ذلك من خلال ورشة عمل في القريب العاجل، أما عن صور تضاريس الطبيعة، فإني صورت سلسة من الكهوف من بينها كهف بمنطقة مسافي بوادي ميدق، والمنطقة مخيفة جدا، والكهف نفسه مرعب لذا اكتفيت بتصويره نهارا، وهذا الكهف عبارة عن وجه ومكتوب على جبينه كلمة الله، وبها إيحاء جميل جدا· كما أهوى تصوير الطيور والخيول، اشتركت في مسابقة الحفاظ على البيئة، تحت شعار ''بيئتنا بعدسة الكاميرا'' فزت خلالها بالمركز الثاني، وذلك من خلال صورة اللخمة وكان في شهر يناير ،2009 كما فزت بالمركز العاشر من بين العديد من المصورين من مختلف أنحاء العالم، في معرض جمال الخيول المنظم مؤخرا بأبوظبي· والتصوير بصفة عامة علمني سر الحياة، وقوى عندي الإيمان بالخالق وعظمته، صورت بالبيئة الإماراتية، كما صورت في بعض البلدان من بينها ماليزيا، والتايلاند·
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©