الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المتكبر» تفرد رب العالمين بالعظمة وتعالى عن صفات الخلق

«المتكبر» تفرد رب العالمين بالعظمة وتعالى عن صفات الخلق
22 أغسطس 2013 20:49
أحمد محمد (القاهرة) - «المتكبر» هو المتعالي عن صفات الخلق المنفرد بالعظمة والكبرياء، له كمال الذات والصفات والوجود، فلا كبرياء لسواه، تكبر عمّا يوجب نقصاً أو حاجة، تحققت فيه صفات الكبرياء من الملك والقوة والغنى والعلم ونحو ذلك، وهي لا تتكامل إلا في ذات الله تعالى، ومن هنا كانت الكبرياء لله صفة كمال وهي في الإنسان صفة ذم ومناط لعنة الله عز وجل، قال تعالى: «وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم». مرة واحدة والمتكبر من أسماء الله الحسنى وقد ورد في كتاب الله مرة واحدة في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، «الحشر: الآية 23»، وفى السنة في حديث ابن عمر قال، قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو على المنبر «والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون»، قال: يقول الله عز وجل، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا المتعال». والكبرياء تعني العظمة أو العلو والرفعة، والمتكبر كوصف للعبد صفة ذميمة ولكنها صفة من صفات المدح الواجبة للكمال الإلهي المطلق، فالعبد الذي يتكبر إنما يتكبر على غيره وهذا تكبر بلا مقتضي وبلا سند، فالناس سواسية مهما اختلفت درجاتهم، واختلاف الدرجات والرتب لا يخرج أحداً عن كونه إنساناً، لأنه اختلاف لا فضل له فيه. العدل الإلهي ويري إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله أنه لا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافى مع العدل الإلهي، ومن يظن ذلك يكون قد فهم الآية فهماً خاطئاً لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسم عباده قسمين، وإذا كان التفاوت بين الخلق بإرادة الله تعالى ولحكمته وليس لنا فيه فضل فإنه لا يصح أن يتصور أحد أنه أكبر من أخيه، ومن يتصور ذلك فهو متكبر، والتكبر في حقه صفة ذميمة لأنه أراد أن يصف نفسه بما ليس لها، أما المتكبر كاسم من أسماء الله وصفة من صفاته فإنه من مقتضيات الكمال الإلهي، وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعال فوق كل عباده بحكم كونه الخالق الموصوف بصفات الكمال وبحكم كونهم المخلوقين من العدم، ولذلك قال تعالي في الحديث القدسي «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار». وكبرياء الله عصمة من الانقياد لأحد، إذ كيف ينقاد الحق لغيره وهو المتكبر والمتعالي عن صفات الخلق ولا يعلوه متكبر. صفات الخلق يقول الشيخ الخطابي إن المتكبر هو المتعالي عن صفات الخلق، وهو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه في العظمة فيقصمهم، والمتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى. وجاء في فيض القدير، المتكبر ذو الكبرياء وهو الملك أو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إليه، فينظر إلى غيره نظر المالك إلى عبده، وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى، فإنه المتفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة لكل شيء من كل وجه، ولذلك لا يطلق على غيره إلا في معرض الذم. وقال القرطبي، المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل، المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من الصفات، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد. العظيم المتعالي ويقول الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني في كتابه «أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة»، إن المتكبر ذا الكبرياء اسم فاعل للموصوف بالكبرياء، هو العظيم المتعالي القاهر لعتاه خلقه، إذ نازعوه العظمة قصمهم، والمتكبر أيضاً هو الذي تكبر عن كل سوء، وعن كل ظلم عباده، وعن قبول الشرك في العبادة، فلا يقبل منها إلا ما كان خالصاً لوجهه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى، أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان» واسم الله المتكبر يدل على الحياة والقيومية والقدرة والصمدية والجبروت والعزة والهيمنة وغير ذلك من صفات الكمال. التواضع والتواضع في حق الله عز وجل خروج على مقتضى العظمة والعلو الذاتي له جل وعلا، وهو تكلف غير جائز على الله تبارك وتعالى، وإن جاز أن يوصف إنسان بأنه متواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعة وهي الدنو، والدنو يليق بالمخلوق، ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمال المطلق. أما المتكبر من البشر فهو حقير مهين وما أروع وصف بعض السلف للمتكبر بقوله، مثل المتكبر كرجل في شاهق جبل يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©